ناشد السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة، رياض منصور، اليوم الجمعة، المجتمع الدولي بالعمل على وقف التطهير العرقي في قطاع غزة، وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
جاءت تصريحات السفير الفلسطيني للصحافيين قبل دخوله لحضور اجتماع للسفراء العرب للأمم المتحدة، لنقاش آخر التطورات في غزة. كما تأتي قبل جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن ستعقد مساء اليوم في نيويورك بطلب من البرازيل، التي ترأس المجلس لهذا الشهر.
وقال منصور: "إننا نعيش لحظات في غاية الأهمية حيث يتعرض مليونان وثلاثمائة ألف فلسطيني في غزة إما للقتل والدمار أو الموت جوعاً وعطشاً، إضافة إلى عدم وجود الدواء".
وأشار السفير الفلسطيني إلى نزوح قرابة نصف مليون فلسطيني داخل القطاع خلال أقل من أسبوع، مؤكداً أن هؤلاء النازحين يعيشون في الشوارع أو في مدارس الأونروا بعد لجوئهم إليها.
وأضاف منصور "علينا مسؤولية جماعية لوقف العدوان الهمجي ضد الشعب الفلسطيني في غزة.. علينا مسؤولية جماعية لوقف عملية التطهير العرقي وطرد مئات الآلاف وربما مليوني فلسطيني من غزة، ما يذكّر بالنكبة التي وقعت عام 1948"، كما دعا إلى إيجاد طرق لإيصال قوافل المساعدات الإنسانية من الماء والدواء والغذاء لأهل غزة الذين يتعرضون لقتل جماعي.
ولفت السفير الفلسطيني كذلك إلى قتل الأطفال في قطاع غزة وآخرهم الشهيدة نبيلة نوفل (7 أيام)، مطالباً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التدخل بشكل فوري من أجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وتوفير مستلزمات الحياة الأساسية، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته.
وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة مشاورات مغلقة يوم الأحد لنقاش التطورات دون أن يسفر عنها أي قرار أو بيان موحد، فيما من غير المتوقع أن تسفر جلسة اليوم عن نتيجة.
وتهدف جلسة اليوم إلى الاستماع إلى إحاطة الأمم المتحدة حول آخر المستجدات، ولتعبير الدول عن مواقفها تجاه ما يحدث على الأرض.
وناشد السفير الفلسطيني الحكومات "وخاصة العالم الغربي في أن يرى الصورة كما هي وألا يبقى معمياً دون أن يرى الجريمة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.. عليهم أن يحركوا ضمائرهم ويتصرفوا على أساس أنهم جزء من الإنسانية، وليس كأناس لا يرون إلا ما يريدون رؤيته".
وشدد على أن الحرب التي تقودها قوات الاحتلال الإسرائيلي هي "حرب ضد ملايين الفلسطينيين في غزة جميعاً، السكان المدنيين والأطفال قبل غيرهم". وعبر عن أمله أن يأخذ مجلس الأمن موقفاً يوقف ما يحدث من قتل على الأرض.
الأمم المتحدة: لا نريد خلق وضع يدفع لاجئين للنزوح خارج غزة
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن "الأمم المتحدة لا تريد أن ترى وضعاً يجبر فيه أناس، كانوا أصلاً نازحين، على الخروج من القطاع.. يجب أن يكون الناس آمنين في بيوتهم".
وأضاف "طبعاً نحاول أن نرى ما يمكن عمله كي يكون الناس آمنين في غزة وخلق مناطق لتقديم المساعدات الإنسانية وكذلك للمدنيين الذين يريدون الذهاب لمناطق أكثر أماناً داخل غزة".
تصريحات المسؤول الأممي جاءت ردًا على سؤال لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك خلال المؤتمر الصحافي اليومي في مقر الأمم المتحدة، حول معنى "الممرات الآمنة" التي يتم الحديث عنها في سياق غزة وما إذا كان هناك أي حديث عن خلق "مناطق" خارج غزة.
ورفض دوجاريك التعليق على سؤال آخر لـ"العربي الجديد" حول السبب وراء عدم مطالبة الأمين العام أنطونيو غوتيريس وبشكل صريح إسرائيل بوقف اعتدائها على غزة واكتفى بالقول "الأمين العام يريد أن يرى نهاية لدائرة العنف ومقتل المدنيين".
وأشار إلى إجراء غوتيريس محادثات مكثفة مع عدد من المسؤولين بمن فيهم مسؤولين إسرائيليين، مشيرًا إلى أنه "حث السلطات الإسرائيلية خلالها على تجنب وقوع كارثة إنسانية". كما أشار إلى إجرائه اتصالات مع عدد من المسؤولين حول العالم وأكد أن اتصالاته ركزت على عدد من القضايا من بينها ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والحيلولة دون وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين".
كما شدد على ضرورة أن تقوم السلطات الإسرائيلية بحماية جميع المدنيين في منشآت الأونروا بما فيها المدارس، مؤكداً ضرورة إطلاق "سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة على الفور وبدون شروط".
وشدد كذلك على ضرورة عدم توسع رقعة الصراع إلى الضفة الغربية المحتلة ودول مجاورة.
وكان المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فيليب لازاريني قد وصف دعوة جيش الاحتلال الإسرائيلي لنقل أو إخلاء أكثر من مليون فلسطيني يعيشون شمال غزة خلال 24 ساعة بـ"الأمر المروع".
وقال إنه لن يؤدي إلا إلى مستويات غير مسبوقة من البؤس ويدفع أهل غزة إلى "حافة الهاوية". وكانت الأمم المتحدة قد ناشدت السلطات الإسرائيلية إلى العدول عن إعلانها "بضرورة انتقال سكان شمال وادي غزة إلى جنوب القطاع".
(العربي الجديد)