أعلنت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 1799، والمصابين إلى 6488، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم السابع على التوالي.
وقالت الوزارة في بيان: "ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي لليوم السابع إلى 1799 شهيدا، وإصابة 6488 بجراح مختلفة".
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بسقوط 70 شهيدا وأكثر من ٢٠٠ مصاب جراء قصف قوات الاحتلال قافلة من النازحين بالقطاع عصر اليوم.
وتواصل المقاتلات الحربية الإسرائيلية، شن غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة لليوم السابع على التوالي، ما أسفر عن خسائر كبيرة بالأرواح ونزوح مئات آلاف السكان، إضافة إلى دمار هائل بالمقدرات المدنية.
وصباح الجمعة، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مدينة غزة بإخلاء المنطقة والتوجه إلى جنوب القطاع، ما قوبل باستنكار محلي ودولي واسع ووُصف بـ "التهجير القسري الثاني للفلسطينيين"، بعد تهجيرهم عقب إقامة دولة إسرائيل على أراضي فلسطين التاريخية.
تحذيرات ورفض واسع
في هذا السياق، حذر عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، الجمعة، من أية محاولة لتهجير الفلسطينيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وزيادة أعمال العنف وامتدادها.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، وفق بيان للديوان الملكي، حيث ذكر البيان أن الملك عبد الله وروته "بحثا سبل توحيد الجهود الدولية من أجل العمل على وقف تدهور الأوضاع (بين إسرائيل والفلسطينيين) في غزة".
وتم تأكيد "ضرورة تكثيف الجهود لوقف التصعيد والحرب على غزة، وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، وضمان إيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى هناك، عبر فتح ممرات إنسانية عاجلة".
من جانبها أعلنت مصر، رفضها دعوات إسرائيل لسكان غزة إلى المغادرة جنوبا، محذرة من "تبعات خطيرة".
وأصدرت الخارجية المصرية بيانا بعنوان: "مصر ترفض الدعوات الموجهة من الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة بمغادرة منازلهم والاتجاه جنوبا".
وحذرت في البيان ذاته من "مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع، بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة والتوجه جنوباً"، مؤكدة أن هذا الإجراء يعد "مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني".
ولفتت إلى أن هذا الإجراء "سيعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلا عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها".
وطالبت مصر "الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية، لما سيكون لها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة".
وتابعت: "على ضوء ما هو مقرر من إحاطة الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الجمعة بشأن هذا التطور الخطير، طالبت مصر مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليته لوقف هذا الإجراء".
ودعت مصر في البيان ذاته "الأمم المتحدة، والأطراف الفاعلة دوليا إلى التدخل للحيلولة دون المزيد من التصعيد غير محسوب العواقب في قطاع غزة".
من جانبه شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، على أنه على إسرائيل أن تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، بعد وصول أول طائرة تحمل مساعدات تركية إلى مصر.
وأضاف أردوغان في كلمة ألقاها في إسطنبول، أن أنقرة ستواصل إرسال المساعدات إلى غزة بالتعاون مع مصر، وأن السلطات التركية تواصل اتصالاتها لتحرير الرهائن وإيجاد حلّ للأزمة.
وردّ أردوغان على تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي قال فيه إنه جاء إلى إسرائيل بصفته يهودياً، بالقول: "كيف سيكون شعورك إذا قلت أنا جئت بصفتي مسلماً؟".
وندّد أردوغان بالأمر الإسرائيلي بإجلاء "جميع المدنيين" من مدينة غزة، معتبراً أنه "غير مقبول"، مشدداً على أن "قطع المياه والكهرباء والطعام عن مليوني شخص محاصرين في 360 كيلومتراً مربعاً مخالف لبديهيات القانون الإنساني".
وشدد على أن "غزة هي الضحية وهي مستضعفة، وهذه ليست حال إسرائيل"، مؤكدا أنه يجري مفاوضات بالاشتراك مع مصر من أجل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة "حماس" في قطاع غزة.
وانتقد الرئيس التركي من جهة أخرى إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى المنطقة، معتبراً أن هذا القرار "لا يساهم في السلام".
إلى أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه التهجير القسري لسكان قطاع غزة، محذرا من نكبة ثانية، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة في الأردن بعد إنذار إسرائيلي بترحيل أكثر من مليون فلسطيني إلى جنوب غزة.
وشدد عباس على ضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة لمنع وقوع كارثة إنسانية، والوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على القطاع، وسط استمرار قصف الاحتلال الإسرائيلي الكثيف للأحياء السكنية منذ مساء السبت الماضي عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
وقال عباس إن الأمن والسلام لن يتحققا إلا من خلال إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، داعيا إلى الذهاب للحل السياسي وتنفيذ حل الدولتين.
وفي رام الله، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الجمعة إن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في قطاع غزة باستمرارها في قصفه.
وقال اشتية في مؤتمر صحافي في رام الله "أهلنا في غزة يتعرضون لإبادة جماعية، وغزة باتت منطقة منكوبة"، واتهم الجانب الإسرائيلي بممارسة تحريض إعلامي على الشعب الفلسطيني للإساءة لقضيته. وأضاف "إسرائيل تمارس المبالغة والكذب لتبرير المجازر التي ترتكب بحق شعبنا".
وطالب اشتية وسائل الإعلام بالعمل على "توضيح الصورة على حقيقتها". وقال إن القيادة الفلسطينية تواصل اتصالاتها للبحث عن إمكانيات لمساعدة سكان قطاع غزة.
وفي وقت سابق اليوم، رفضت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) الأوامر الإسرائيلية بالإخلاء، وشددت على أن الشعب الفلسطيني ثابت على أرضه وفي منازله.
من جهته، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي، اليوم الجمعة، أن دعوة إسرائيل لتحرك ما يربو على مليون مدني في شمال قطاع غزة خلال 24 ساعة، ستكون "أمراً صعباً".
وأضاف كيربي في مقابلة مع "إم.إس.إن.بي.سي" "هذا يعني انتقال عدد كبير من الأفراد في فترة زمنية قصيرة جداً"، متابعاً: "نفهم ما يحاولون القيام به ولماذا يحاولون القيام بذلك. إنها محاولة لعزل السكان المدنيين عن حماس التي هي هدفهم الحقيقي"
ودعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، جميع الدول إلى الإصرار على الاحترام الكامل للقانون الدولي في الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان رافينا شمداساني "ندعو إلى إطلاق نداء عالمي، نداء لا لبس فيه من كل دولة عضو في المجتمع الدولي، وخاصة تلك التي تتمتع بتأثير، للإصرار على الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي".
وكرر مكتب الأمم المتحدة النداءات الموجهة إلى إسرائيل بإلغاء دعوتها للمدنيين إلى الانتقال نحو الجنوب.
وقالت شمداساني "ذلك الأمر يؤثر على أكثر من مليون فلسطيني، بما في ذلك الأطفال وكبار السن والمرضى، إذ يجبرهم على الانتقال إلى أماكن أخرى بوسائل نقل قليلة أو معدومة، ومع وجود ضمانات ضئيلة بسلامتهم، وسط استمرار الأعمال القتالية".
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الجمعة، من أن هجوم حركة "حماس" غير المسبوق على إسرائيل لا يبرّر تدمير قطاع غزة.
وأفاد الصليب الأحمر في بيان أن "لا شيء يمكن أن يبرر الهجمات المروعة التي تعرضت لها إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي"، لكن "هذه الهجمات لا يمكن في المقابل أن تبرر تدمير غزة بلا حدود"، في وقت تُعدّ إسرائيل لاجتياح بري للقطاع المحاصر رداً على هجوم حماس.
من جانبه رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن مطالبة إسرائيل لسكان شمال قطاع غزة بالانتقال إلى جنوبه يُعدّ "جريمة حرب جديدة"، مؤكداً أنه يحظر "على القوة القائمة بالاحتلال مباشرة نقل قسري للسكان".
ووجّه أبو الغيط، بحسب ما نشرت الجامعة على منصة "إكس"، خطاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مطالباً إياه "بضرورة أن يضع ثقله السياسي والمعنوي للحيلولة دون جريمة حرب جديدة تخطط إسرائيل لارتكابها، كجزء من حملتها الدموية المخزية ضد قطاع غزة، عبر مطالبتها كافة سكان شمال قطاع غزة بالانتقال فوراً إلى جنوبه".
إلى ذلك، اعتبرت منظمة أوكسفام أمر الإخلاء بغزة غير إنساني تماما ومستحيل وأن على الحكومة الإسرائيلية أن تلغيه فورا. وناشدت المنظمة المجتمع الدولي أن يستخدم أقصى نفوذه للتدخل، وقالت إن على إسرائيل الانصياع للقانون الإنساني الدولي.
المصدر: وكالات