شنّ الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي هجوما شديدا على باحث إسرائيلي استضافته قناة الجزيرة، يدعو إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء المصرية، محذرا من مخطط لحكومة بنيامين نتنياهو لتكرار نكبة 1948.
ووصف البرغوثي -في تصريح لقناة الجزيرة- الباحث في شؤون الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان بتل أبيب، مردخاي كيدار بأنه "فاشي ومنحط"، ويريد أن يمارس تطهيرا عرقيا على مليونين و300 ألف نسمة من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وترحيلهم إلى مصر، في مسعى لتكرار نكبة 1948، قائلا، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو سيعمل هو -أيضا- على ترحيل سكان الضفة الغربية إلى الأردن.
ومن وجهة نظر البرغوثي، فإن تصريحات كيدار تدخل ضمن منطق حكومة نتنياهو التي وصفها بالفاشية، التي تستعين الآن بكثير من الدول التي قال، إنها بدلا من أن تقف إلى جانب القانون الدولي تقف إلى جانب البطش والإجرام الإسرائيلي.
وحذّر مما قال، إنها 4 عمليات خطيرة يفعلها الاحتلال في قطاع غزة؛ وهي: محاولة نزع إنسانية الشعب الفلسطيني وشيطنته، "وهو عمل تتشارك فيه إسرائيل وأطراف دولية أخرى"، والحصار بشكل "رهيب وقاتل وإجرامي" على غزة، بموازاة مع القصف الهمجي، إضافة إلى لجوء الاحتلال لقطع المياه والكهرباء والطعام عن السكان، مؤكدا أن أطفالا سيموتون بسبب انقطاع الكهرباء، وكذلك مرضى الكلى بسبب افتقادهم للعلاج.
وتحاول إسرائيل في المرحلة التالية -يضيف البرغوثي- الوصول إلى خطتها المتعلقة بالتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهي خطة تهدف إلى تكرار نكبة 1948، محذرا من أن تطهيرا عرقيا سيكون اليوم في غزة وغدا سيكون ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وهو ما قصده نتنياهو بقوله، إنه "سيغير خريطة الشرق الأوسط لخمسين سنة قادمة".
وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن الإسرائيليين يدعون علنا للتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، متهما الولايات المتحدة الأميركية بمشاركة إسرائيل في الدعوة للتطهير العرقي ضد الفلسطينيين، داعيا دول العالم إلى تحمل مسؤوليتها إزاء ما تخطط له إسرائيل ضد الفلسطينيين، وإزاء العقاب الجماعي الذي تمارسه ضدهم.
جدال واتهامات
وكان الباحث الإسرائيلي مردخاي كيدار قد دخل في جدال مع محاوره، صحفي الجزيرة محمد كريشان، حول الرواية الرسمية الإسرائيلية لما حصل في معركة " طوفان الأقصى"، حيث ردد اتهامات حكومته لكتائب عز الدين القاسم، الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بشأن مزاعم قتلها لأطفال إسرائيليين.
وردّ عليه كريشان بالقول، إن لا يوجد دليل على قيام كتائب القسام بقتل الأطفال، كما تزعم إسرائيل، وأن هناك صورا ومرئيات تُظهر الأطفال الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي.
وتساءل الباحث الإسرائيلي عن سبب رفض مصر -التي قال، إنها دولة عربية وإسلامية- لفتح حدودها لسكان قطاع غزة، كما تفعل الأردن وتركيا وغيرهما مع اللاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان، زاعما أن مصر يفترض أن تستقبل سكان قطاع غزة لفترة مؤقتة، حتى تتمكن قوات إسرائيل من القضاء على المقاومة الفلسطينية، حسب زعمه.
وقال، إن إسرائيل طلبت من سكان غزة أن يفروا إلى مصر، لكن حركة حماس طالبتهم بالبقاء لتستخدمهم دروعا بشرية، كما زعم المتحدث الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة