واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها الجوية المكثفة على قطاع غزة لليوم للخامس على التوالي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من ستة آلاف مدني ونزوح أكثر من 263 ألف فلسطيني من منازلهم، وفق تقارير رسمية وأممية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في بيان: "بلغت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي لليوم الخامس إلى 1100 شهيد، و5339 مصابا بجراح مختلفة".
وسبق أن قالت الوزارة إن قرابة 60 في المئة من الإصابات جراء القصف الإسرائيلي على القطاع وقعت "بين النساء والأطفال".
إلى ذلك أفاد مراسل قناة الجزيرة بانقطاع التيار الكهربائي، اليوم الأربعاء، عن عموم قطاع غزة بعد توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل.
وفي وقت سابق اليوم، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن شركة توليد الكهرباء مهددة بالتوقف خلال ساعات جراء نفاد الوقود.
ووجّه المكتب نداء استغاثة عاجلا للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية بضرورة التحرك السريع لإيقاف ما وصفها بالجريمة ضد الإنسانية.
من جهته، طالب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الجهات الدولية باتخاذ خطوات فاعلة لحماية الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف.
ويأتي ذلك فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن استشهاد 4 مسعفين شمالي غزة بعد استهداف إسرائيل سيارة إسعاف بشكل مباشر.
وقبل ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد شخصين وإصابة مسعفَين جراء استهداف فريق إسعاف خلال إجلاء مصابين بجوار أبراج الكرامة فجر اليوم الأربعاء.
في غضون ذلك يدق العاملون في القطاع الصحي في غزة ناقوس الخطر بسبب قرب نفاد الوقود واحتمال انقطاع التيار الكهربائي كليا عن المستشفيات التي هي أصلا غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة لجثث الشهداء والمصابين نظرا لنقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية.
وتزداد الدعوات إلى إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة ووقف الغارات التي تستهدف المدنيين والمرافق الصحية.
وكانت شركة ماكسار للأقمار الصناعية قد نشرت صورا تظهر آثار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وقد بدا من الصور مدى الدمار الذي لحق بأحياء بأكملها وسط وشمال القطاع.
في السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الأربعاء، إن أكثر من 263 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وأوضح "أوتشا"، في بيان، أن "عمليات القصف دمّرت أكثر من 1000 وحدة سكنية فيما ألحقت أضرارا بالغة بـ 560 وحدة جعلتها غير صالحة للسكن".
وأشار المكتب الأممي إلى أن "أكثر من 263 ألفا و934 مواطنا نزحوا من منازلهم" منذ بدء الحرب.
وتابع أن بين النازحين "قرابة 175 ألفًا لجأوا إلى 88 مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأكثر من 14 ألفا و500 آخرين إلى 12 مدرسة حكومية".
وبحسب المصدر نفسه، "يُعتقد أن نحو 74 ألفا يقيمون مع أقارب وجيران أو لجأوا إلى كنائس ومرافق أخرى".
وأضاف "أوتشا" أن عدد النازحين داخل غزة "يمثل أكبر عدد من النازحين منذ التصعيد الذي استمر 50 يومًا في 2014".
وحذّر من أن "تلبية الاحتياجات الرئيسة أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة إلى أولئك الذين لم ينزحوا".
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
المصدر: وكالات