قال حكمت حاجييف مستشار الرئيس الأذربيجاني اليوم الثلاثاء إن بلاده تمكنت من الوصول إلى قرى في إقليم ناغورني قره باغ لم يصلوا إليها منذ 35 عاما، ملمحا إلى إمكانية العثور على "مقابر جماعية" تعود لتلك الحقبة.
وأضاف أن هذه القرى -فضلا عن بلدات ومدن في الإقليم- تعرضت للنهب والتدمير والخراب في ظل ما وصفه "بالاحتلال الأرميني".
يأتي ذلك في وقت أكد فيه رئيس فريق الصليب الأحمر ماركو سوتشي إن بضع مئات فقط من الأشخاص هم من تبقوا في ستيباناكيرت عاصمة إقليم قره باغ ("خانكندي" وفق التسمية الأذربيجانية)، بمن فيهم المرضى والمعاقون وكبار السن.
وأضاف سوتشي أن المدينة باتت مهجورة تماما، واصفا المشهد بالسيريالي، مشيرا إلى أن المستشفيات لا تعمل بسبب مغادرة العاملين في المجال الطبي، فضلا عن المسؤولين بمرافق الطب العدلي والمياه.
وبلغت إحصاءات مغادري قره باغ إلى أرمينيا -وفق إحصاءات رسمية- إلى حدود أمس الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري- أكثر من 100 ألف، أكثر من نصفهم حصلوا على سكن مؤقت من السلطات الأرمينية، وتم توزيعهم على 10 محافظات في البلاد.
بدورها، قالت وزارة الداخلية الأذربيجانية، إن الأرمن في إقليم قره باغ الذي تم تحريره في الآونة الأخيرة، حولوا مسجدا إلى حظيرة للمواشي.
وأفادت الوزارة في بيان أنه مع انتهاء العملية الأذربيجانية الأخيرة في قره باغ، تبين أن الأرمن حولوا مسجدا في قرية "مالي بيلي" إلى حظيرة.
وأضافت أن المسجد تعرض للحرق على يد الأرمن عام 1992، وتهدمت مأذنته، في حين تم استخدام القسم المتبقي كحظيرة لتربية المواشي.
جدير بالذكر، أن أذربيجان عثرت على عدد من المساجد التي حولها الأرمن إلى حظائر بعد تحريرها مناطق عديدة في قره باغ عام 2020.
من ناحية أخرى، دعا السفير المتجول في الخارجية الأرمينية إدمون ماروكيان إلى تحقيق أممي في أداء فريق ممثلي الأمم المتحدة الذي زار قره باغ.
وقال ماروكيان -على منصة إكس- إن ما تسمى بعثة الأمم المتحدة في قره باغ بذلت قصارى جهدها لإضفاء الشرعية على ما وصفه "بالتطهير العرقي والاعتقالات التعسفية وتدمير البنية التحتية وغيرها من الجرائم" التي ارتكبتها أذربيجان، على حد تعبيره.
دبلوماسيا، تحل وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا اليوم الثلاثاء على يريفان، في إشارة دعم لأرمينيا التي زادت مخاوفها على سيادتها ووحدة أراضيها بعد سقوط قره باغ بأيدي القوات الأذربيجانية.
وعبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزيرة خارجيته في الأيام الأخيرة مرارا عن قلقهما من هجوم عسكري قد تشنه باكو على يريفان.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي -طالبًا عدم نشر اسمه- إن "أجزاء صغيرة من الأراضي الأرمينية كانت بالفعل هدفًا لتوغلات عسكرية أذربيجانية في الأشهر الأخيرة".
وحسب المصدر الدبلوماسي، فإنه "سيكون من السذاجة للغاية الاعتقاد بأنه لا يوجد خطر" لانتهاك سلامة أراضي أرمينيا من جانب أذربيجان. وأضاف "أنا لا أقول إن ذلك سيحدث حتما، لكن مهمتنا هي منع حدوث ذلك".
كما أشار المصدر إلى أن باريس تؤيد إلى حد ما فكرة فرض عقوبات على أذربيجان، لكنها تصطدم بـ"دول معينة مترددة للغاية في سلوك هذا الطريق".
في سياق آخر، انطلقت اليوم الثلاثاء في العاصمة الأذربيجانية مناورات "مقر القيادة" (أتيرنيتي 2023) العسكرية بمشاركة تركيا وأذربيجان وجورجيا، وتستمر حتى السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأفاد -بيان صادر عن وزارة الدفاع الأذربيجانية- بأن المناورات المدعومة بأجهزة حواسيب تجرى في مركز الألعاب العسكرية بمعهد الإدارة العسكري بجامعة الدفاع الوطنية.
وأشار إلى أن المناورات تتكون من أجزاء نظرية وأخرى عملية بمشاركة عسكريين من الدول الثلاث وممثلين عن المؤسسات الحكومية ذات الصلة، وتشمل تنفيذ مهام تهدف إلى حماية المشاريع ذات الأهمية الإستراتيجية.
المصدر : وكالات