وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، السبت، باتخاذ إجراءات لتفادي وقوع أضرار بشرية ومادية أو أي خسائر محتملة نتيجة الحالة الجوية المتوقعة في منطقة غات جنوب غرب البلاد.
جاء ذلك في رسالة وجهها وزير الدولة لشؤون رئيس الحكومة ومجلس الوزراء عادل جمعة عامر، لوزير الحكم المحلي، رئيس الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة بدر الدين التومي.
وطالب الدبيبة، وفق الرسالة، وزير الحكم المحلي "بالتواصل مع مصلحة الأرصاد الجوية لمتابعة المتغيرات الجوية أولا بأول، والتنسيق مع وزارة الداخلية بشأن إخلاء سكان المناطق القريبة أو المحاذية للأودية لمنع أي أضرار بشرية".
كما طالب "بالتواصل مع عمداء البلديات بمنطقة غات وما جاورها لتشكيل غرفة عمليات لمتابعة أي أحداث قد تنجم جراء هطول الأمطار وجريان الأودية".
وفي وقت سابق اليوم حذر مركز أرصاد بحكومة الوحدة الوطنية الليبية من سيلان أودية إثر توقعات بسقوط أمطار غزيرة في مناطق جنوب غربي البلاد.
يأتي ذلك وسط تخوفات من تكرار ما حدث من فيضانات وسيول شرقي البلاد في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، خلفت آلاف القتلى والجرحى ودمار كبير.
وتوقع المركز الوطني للأرصاد الجوية التابع لحكومة الوحدة الوطنية، عبر "تنبيه جوي"، السبت، "تأثر مناطق جنوب غرب ليبيا بخلايا من السحب الرعدية خلال هذه الأيام بداية من مساء اليوم السبت".
وقال المركز إن "تلك السحب يصحبها هطول أمطار من المتوقع أن تكون جيدة إلى غزيرة أحيانا على مدينة غات وما جاورها ومدن الجفرة وهون والفقها والهروج وسبها وما جاورها وبراك ومرزق والقطرون".
وأوضح أن "الأمطار ستتسبب في سيول وجريان بعض الأودية المحلية وتجمع المياه في الأماكن المنخفضة"، محذرا "المواطنين القاطنين قرب مجاري الأودية بضرورة أخذ الحيطة والحذر".
بدوره، أعلن مركز طب الطوارئ والدعم بالفرع الرئيسي في طرابلس (تابع لحكومة الوحدة الوطنية)، جاهزيته التامة بكافة فروعه ومكاتبه تحسباً لأي طارئ.
وقال في بيان إنه يعلن "جاهزيته تحسبا لأي طارئ للانطلاق إلى مدينة غات والعوينات بعد التنسيق مع فرع الجنوبية لوضع خطة عمل مشتركة للاستجابة السريعة لمجابهة حالة الطوارئ بالمنطقة".
بدوره، أعرب إبراهيم الحسناوي، الطبيب بمستشفى مدينة سبها جنوبي البلاد، عن تخوفه من تكرار ما حدث في شرق البلاد، "لا سيما أن البنية التحتية في الجنوب تعد ضعيفة".
وقال الحسناوي للأناضول إن "التخوف من خروج الأمور عن السيطرة كبير خاصة أن البنية التحتية في الجنوب تعد ضعيفة فالمساكن أغلبها من الطين دون أساسات إسمنتية".
وأضاف "ما يعني أنه في حالة سيلان أودية سيجرف كل شيء إضافة إلى أن الامكانيات في الجنوب وخاصة الطبية من مشافي وغيرها تعد ضعيفة ولن نتمكن من مواجهة أي طارئ".
وتابع " الجميع يتخوف من تكرار ما حدث في شرق البلاد.. الأمر خطير ولا مجال للتهاون في اتباع إجراءات السلامة".
وفي 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، اجتاح الإعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر.
وخلف الإعصار الذي دمر المباني السكنية والمرافق التعليمية والطبية أضرارا نفسية بالغة لدى الناجين وفق حكومة الوحدة ومنظمات طبية عاملة في المجال.
وفي 24 سبتمبر الحالي، أعلنت لجنة تابعة للحكومة المكلفة من البرلمان الليبي أن حصيلة ضحايا الإعصار بلغت "3868 حالة وفاة"، وهي حصيلة قريبة من أخرى أعلنتها منظمة الصحة العالمية، في 16 من الشهر نفسه، حين أفادت بمصرع 3958 شخصا وفقدان أكثر من 9 آلاف آخرين.
المصدر: الأناضول