أكد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يبقى أسير تعسف الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني ورفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أي حل سياسي عادل وفق مبادئ الشرعية الدولية.
وأشار إلى أن تقاعس المنظمة الدولية عن اتخاذ إجراءات ضد الاحتلال أتاح ويتيح الفرصة لإسرائيل لكي تقوض أسس حل الدولتين بالتوسع والاستيطان حتى أصبح الاحتلال يتخذ نظام فصل عنصري في وضح نهار القرن الواحد والعشرين.
وأضاف أن بلاده تقدم الدعم السياسي والإنساني والتنموي للشعب الفلسطيني الشقيق، وتساهم في إعمار قطاع غزة الرازح تحت الحصار، علاوة على مساهمتها المتواصلة في تمويل وكالة غوث اللاجئين، وتواصل تمسكها بالموقف المبدئي من عدالة هذه القضية.
وفيما يتعلق بالملف اللبناني، أكد الأمير “على ضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي وإيجاد الآليات لعدم تكراره، وتشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلعات الشعب اللبناني والنهوض به من أزماته الاقتصادية والتنموية”.
وبالنسبة لسوريا قال “لا يجوز التسليم بالظلم الفادح الواقع على الشعب السوري الشقيق كأنه قدر، فمازالت الأزمة بانتظار تسوية شاملة من خلال عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سياسي وفقا لإعلان جنيف 1 وبيان مجلس الأمن رقم 2254”.
وفي الشأن الليبي، أكد الأمير تميم “دعمنا الدائم لمساعي الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وجهوده المبذولة لتحقيق نتائج ملموسة لحل الأزمة الليبية”.
ودعا أمير قطر إلى تسوية الأزمة اليمنية “بموجب قرارات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
كما نبه أمير قطر إلى ضرورة محاربة العنصرية وحملات التحريض على شعوب وديانات وحضارات بأكملها، في إشارة إلى عمليات حرق المصحف الشريف التي جرت في عدد من الدول الغربية، وتصريحات سياسيين أوروبيين ضد المسلمين. وفي هذا الصدد خاطب المسلمين، على الانتباه وعدم الانجراف وراء تلك الحملات، وقال “لا يجوز أن يشغلنا معتوه أو مغرض كلما خطر بباله أن يستفزنا بحرق القرآن الكريم أو بنذالة أخرى، فالقرآن أسمى من أن يمسه معتوه”.
وفي سياق الحديث عن المنطقة والأوضاع في الخليج، رحب الشيخ تميم بالانفراج الذي شهدته هذا العام، و”المتمثل في الحوار البناء وإعادة العلاقات بين كل من السعودية وإيران، وبين مصر وتركيا”.
وقال أمير قطر “إن طريق حل النزاعات بالطرق السلمية هو طريق طويل وشاق، لكنه أقل كلفةً من الحروب، والتزامنا بمواصلة جهودنا في تيسير وصناعة السلام هو التزام مبدئي، وهو في صلب سياستنا الخارجية”.
وكشف أمير قطر في خطابه أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة عن استعداد الدوحة لاحتضان قمة الويب 2024 و”سيشكل انعقادها فرصة هامة لاستعراض التطور في مجال التكنولوجيا وخلق فرص تعاون جديدة في عالم التكنولوجيا لصالح البشرية جمعاء”.
(وكالات)