أكدت مصادر طبية العثور على أحياء كانوا عالقين تحت الأنقاض في مدينة درنة (شرق ليبيا)، وتواصل انتشال الجثث وسط صعوبات لوجستية، في حين برزت مخاوف من تفشي الأوبئة بالمدينة المنكوبة جراء الإعصار الذي ضربها الأحد الماضي.
فقد قال المتحدث باسم جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية نسيم نائل للجزيرة إنه تم اليوم الجمعة انتشال طفلة على قيد الحياة من تحت الأنقاض في درنة.
وأضاف نائل أن هناك عددا من العالقين لا يزالون تحت الأنقاض في المدينة التي اجتاحتها المياه الأحد الماضي عقب انهيار سدين قريبين منها، مما نتج عنه كارثة مروعة تسببت في مقتل وفقدان ما يقرب من 15 ألف شخص، وفق بعض التقديرات الحالية.
وقال المتحدث الليبي إنه تم العثور على أكثر من ألف جثة على شواطئ المدينة، مشيرا إلى أن الجثث تنتشر في كل مكان بالمدينة.
كما أكد المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي للجزيرة العثور في درنة على عائلتين كل أفرادهما على قيد الحياة.
من جانبه، قال مدير مستشفى درنة للجزيرة إن فرق الإنقاذ تمكنت أمس الخميس من انتشال عدد من الناجين من تحت الأنقاض.
وفي الإطار، قال المسؤول عن عمليات المساعدة لليبيا في الصليب الأحمر الدولي تامر رمضان إنه لا يزال هناك أمل في العثور على أحياء وسط العالقين من الفيضانات في مدن الشرق الليبي.
وكان مسؤولون ليبيون تحدثوا أمس عن إنقاذ أكثر من 500 شخص ممن كانوا في عداد المفقودين بدرنة.
مناشدات للمساعدة
ومع تصاعد أعداد القتلى والمفقودين، ارتفعت وتيرة المناشدات من داخل درنة والمناطق الأخرى المتضررة من إعصار الأحد الماضي طلبا لمزيد من الآليات والمعدات وفرق الإنقاذ والخدمات.
وأشار مراسل الجزيرة محمد البقالي إلى أن عدم توفر عدد كاف من الآليات والكلاب المدربة يزيد من صعوبة الوصول إلى ناجين محتملين تحت الأنقاض في درنة.
وقال إن هناك من يتحدث عن أن درنة فقدت نحو نصف عدد سكانها بين قتلى ومفقودين ونازحين. وقبل الإعصار كان عدد سكان المدينة يقارب 100 ألف.
وفي عصر اليوم الجمعة، قال إسلام عزوز عضو الهيئة الليبية للإغاثة في درنة في تصريحات للجزيرة بارتفاع عدد ضحايا السيول في المدينة إلى 7700 قتيل و8 آلاف مفقود.
وقبل ذلك، قال هشام أبو شكيوات وزير الطيران المدني في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي للجزيرة إن أكثر من 5 آلاف قتيل قضوا نحبهم جراء السيول حتى الآن.
وأشار أبو شكيوات إلى أن هناك نحو 25 ألف نازح بسبب الفيضانات التي ضربت عددا من مدن شرق ليبيا، خاصة درنة والبيضاء والمرج وسوسة.
كارثة كبيرة
في غضون ذلك، أشار مراسل الجزيرة إلى أن الكارثة الأخرى التي يخشى منها في مدينة درنة هي انتشار الأوبئة بسبب الجثث المتحللة.
وقال البقالي إن الاستجابة الدولية كانت محدودة حتى الآن رغم مسارعة عدد من الدول، وبينها قطر والجزائر ومصر وتونس، لإرسال فرق إنقاذ إلى شرق ليبيا.
وفي السياق، قال بشير عمر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا للجزيرة إن حجم الكارثة في مناطق الإعصار كبير جدا، وإن هناك حاجة لدعم دولي، مشيرا إلى أن انقطاع بعض الطرق وخدمات الهاتف يعرقل جهود الإغاثة.
وفي حين تحدث المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا عن تسجيل 55 حالة تسمم بين الأطفال بسبب تلوث المياه في درنة، قال مستشفى المدينة للجزيرة إن الوضع الصحي لدرنة أصبح تحت السيطرة، موضحا أنه لم يتم استقبال أي إصابات ناتجة عن الأوبئة اليوم.
وأضاف مدير مستشفى درنة أن هناك حاجة ماسة لتوفير مساكن للنازحين من درنة الذين يقدر عددهم ما بين 30 و40 ألفا.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش في بنغازي أحمد المسماري إن عدد سكان المناطق المتضررة بالسيول في الجبل الأخضر يبلغ نحو 900 ألف شخص إضافة إلى أبناء الجاليات.
وأضاف المسماري أن كارثة السيول الحالية هي الأولى في تاريخ ليبيا من حيث شدتها وحجمها، مشيرا إلى أن الفيضانات غمرت آلاف البيوت.
ووفق جهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق في منطقة الجبل الأخضر التابع لحكومة الوحدة الوطنية، فإن عدد المنازل المتضررة نتيجة السيول والانجرافات يقدر بحوالي 5 آلاف منزل.
وقال الجهاز إن المنطقة المنكوبة بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل نحو 35 كيلومترا من الطرق المتضررة، إضافة إلى 20 كيلومترا من الخطوط الرئيسية لتصريف مياه الأمطار، مشيرا لانهيار شبكات المياه وانقطاع مياه الشرب عن مناطق عدة في البلديات المنكوبة.
(الجزيرة + وكالات)