كارثة الفيضانات التي وقعت شرقي ليبيا بسبب العاصفة دانيال وأدت إلى وفاة وفقدان الآلاف أعادت إلى الأذهان الفيضانات الأكثر تدميرا في التاريخ التي خلفت عشرات آلاف الضحايا، فضلا عن تعرض المناطق السكنية والزراعية لأكبر قدر من الأضرار.
وقد تتسبب الفيضانات، التي تؤثر على المؤسسات الصحية والتعليمية والأمنية وخدمات النقل، في تعطيل الخدمات العامة، ونتيجة لذلك تسبب أضرارا كبيرة على اقتصادات البلدان.
ويعتبر نظام هطول الأمطار المتغير بسبب تغير المناخ وانبعاثات الكربون والعوامل البيئية المختلفة من أهم أسباب حدوث الفيضانات، ويحذر العلماء باستمرار من أن الفيضانات قد تحصد مزيدا من الأرواح بسبب تغير المناخ.
كما أن أسبابا مثل التخطيط الحضري غير الصحيح في مناطق الكوارث، وعدم كفاية بناء السدود، وعدم الإسراع في إعلام السكان باحتمال هطول الأمطار الغزيرة وحدوث الفيضانات، تزيد من الخسائر في الأرواح.
فيضان بحر الشمال بهولندا عام 1212
تعرف هولندا تاريخيا بأنها واحدة من أكبر ضحايا كوارث الفيضانات، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 60 ألف شخص ذهبوا ضحايا فيضان بحر الشمال الذي بدأ يونيو/حزيران 1212 واستمر لأكثر من 6 أشهر.
وأجبر الفيضان حينها مئات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم، وتعرضت المنازل وأماكن العمل والبنية التحتية لأضرار بالغة، واستغرق الأمر أكثر من عامين حتى تعافت هولندا من آثار هذا الفيضان.
فيضان سانت لوسيا بهولندا وشمال ألمانيا عام 1287
في عام 1287م، اجتاح فيضان "سانت لوسيا" هولندا وشمال ألمانيا وتسبب هذه المرة في مقتل ما بين 50 إلى 80 ألف شخص. وغمرت الفيضانات عديدا من الأماكن السكنية، ومن بينها القرى والبلدات، وتسببت في تشكّل مدينة أمستردام على ما هي عليه اليوم.
فيضان سانت فيليكس بهولندا عام 1530
في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 1530 وفي أثناء احتفال الهولنديين بسانت فيليكس، تفاجؤوا بارتفاع منسوب المياه، واستسلمت البلاد للكارثة وأطلق على ذلك اليوم اسم "السبت السيئ".
ويعد فيضان سانت فيليكس أكثر الفيضانات الدموية في تاريخ أوروبا، إذ أودى بحياة نحو 120 ألف شخص، وتسببت تلك الكارثة في أضرار بقيمة نحو 100 مليون يورو، ودمرت عديدا من البلدات والقرى.
فيضان النهر الأحمر بفيتنام عام 1971
في عام 1971، تعرضت فيتنام لفيضان النهر الأحمر عندما التقت الأنهار القريبة من كمبوديا ولاوس (جنوب شرق آسيا) نتيجة الأمطار الموسمية.
ولقي أكثر من 100 ألف شخص حتفهم في هذا الفيضان الذي فشل في جذب الاهتمام الدولي اللازم بسبب استمرار حرب فيتنام (1955-1975) آنذاك، واستغرق الأمر بضع سنوات حتى تعافت فيتنام من آثار كارثة الفيضانات.
كانت الصين، عبر التاريخ، إحدى الدول الأكثر تضررا من الفيضانات، وفقدت مئات الآلاف من الأشخاص في الكوارث التي تعرضت لها.
ففي عام 1911، حدث فيضان جيانغسو-آنهوي بعد فيضان نهر اليانغتسي، ثالث أطول نهر في العالم، ونهر هواي، أكبر نهر في الصين، في آن واحد، ووصل عدد قتلى هذا الفيضان إلى نحو 100 ألف، وسُجلت هذه الكارثة ضمن الكوارث الأكثر دموية في التاريخ، وتسببت في أضرار واسعة النطاق وتركت نحو 375 ألف شخص بلا مأوى.
فيضان نهر اليانغتسي بالصين عام 1935
تسببت السيول التي حدثت نتيجة فيضان نهر اليانغتسي في الصين عام 1935 في وفاة 145 ألف شخص وتشريد الملايين، وبعدها حدثت مجاعة كبيرة في البلاد وجلبت معها أمراضا فتاكة، مثل السل والملاريا والتهاب الجلد.
انهيار سد بانكياو في الصين عام 1975
شهدت الصين عام 1975 واحدا من أسوأ الفيضانات في تاريخ البلاد حين انهار سد بانكياو بسبب إعصار نينا، وهطل على البلاد خلال 24 ساعة أمطار أكثر من تلك التي تهطل عادة خلال عام كامل، الأمر الذي جعل البلاد عرضة للكوارث، حيث كان الدمار كبيرا.
وفقد نحو 145 ألف شخص حياتهم بسبب المجاعة والأمراض الناجمة عن الفيضانات، التي تسببت وحدها في مصرع ما لا يقل عن 86 ألف شخص، لتكون الخسائر البشرية نحو 230 ألف وفاة.
المصدر : وكالة الأناضول