أعلن جهاز أمن الدولة الروسي اليوم الاثنين إحباطه محاولة أوكرانية لاغتيال حاكم منطقة شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف المعين من قبل موسكو، لكن أوكرانيا لم تعلق بعد على تلك المحاولة، معلنة "تحرير" 37 كيلومترا مربعا من أراضيها خلال أسبوع.
وقال جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) -في بيان نشرته وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية- إنه أحبط محاولة لاغتيال حاكم القرم دبّرتها أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، مشيرا إلى توقيف شخص في إطار التحقيقات.
وأوضح أنه أوقف مواطن روسي من مواليد عام 1988 بشبهة تجنيده من "جانب عناصر في جهاز الاستخبارات الأوكرانية (إس بي يو)"، مؤكدا أن الرجل "تابع تدريبا على استخبارات التخريب في أوكرانيا بما يشمل المتفجرات". وأضاف "لم يتسن الوقت لواضع القنبلة لتنفيذ نيته الإجرامية لأنه أوقف عندما كان يتسلم العبوة الناسفة من مخبأ".
من جهته، كتب أكسيونوف -عبر تليغرام- أن "أجهزة الاستخبارات تعمل بشفافية وفاعلية. أنا على ثقة من أننا سنعثر على المحرضين على هذه الجريمة ونعاقبهم". شاكرا جهاز الأمن الفدرالي الروسي على إحباطه محاولة الاغتيال هذه.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014. ويتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في هذه المنطقة، ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 نفذت عدة هجمات قتل فيها أو جرح مسؤولون عينهم الاحتلال الروسي للبلاد نسبتها موسكو إلى كييف.
أوكرانيا تستعيد أراضي
وفي كييف، أعلنت غانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني اليوم الاثنين استعادة الجيش الأوكراني 37 كيلومترا مربعا في شرق البلاد وجنوبها من القوات الروسية في إطار هجومه المضاد خلال أسبوع.
وقالت ماليار إن "الأراضي المحررة في الجنوب زادت بمقدار 28.4 كيلومترا مربعا"، ويصل بذلك إجمالي المساحة المستعادة في هذه المنطقة إلى 158 كيلومترا مربعا منذ بدء الهجوم المضاد في مطلع يونيو/حزيران الماضي.
وذكرت أن مكاسب كييف في الشرق 9 كيلومترات مربعة فقط، حسب ماليار التي أشارت إلى أن "العدو يقاوم بشدة، وتدور مواجهات صعبة للغاية".
وقالت إن القوات الروسية شنت -من جانبها- هجوما نهاية الأسبوع الماضي بالقرب من مدينة سفاتوفي في منطقة لوغانسك (شرق). وأوضحت أن الروس "يحاولون التقدم نحو ليمان"، وهي مدينة في منطقة دونيتسك استعادها الجيش الأوكراني في الخريف الماضي.
وكانت ماليار تحدثت أمس الأحد عن "معارك ضارية" تدور في 4 مناطق على خط الجبهة في شرق البلاد، حيث "تتقدم" القوات الروسية. كما سبق أن أعلنت في 26 يونيو/حزيران الماضي سيطرة قوات بلادها على مساحة 130 كيلومترا مربعا منذ بداية هجومها المضاد على الجيش الروسي في الثامن من الشهر ذاته.
وفي إطار أصداء تمرد قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، استبعد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما أندري كارتابولوف أن تقوم السلطات بحملة تعبئة جديدة لتعويض أفراد المجموعة الذين تركوا ميدان القتال في أوكرانيا بعد التمرد المسلّح لقائدهم.
وقال كارتابولوف "إن رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين أكد بوضوح -وبشكل مفهوم ومحدد- أن حملة تعبئة جديدة لن تحصل"، حسب ما أوردته وكالة "تاس" الروسية.
وأضاف كارتابولوف (وهو مسؤول عسكري سابق) "لا يوجد أي داعٍ لتعبئة اليوم وفي المستقبل القريب"، مشيرا إلى "عدم وجود أي خشية على الإطلاق من انخفاض القدرة القتالية" البشرية في المديين المتوسط والبعيد.
كما أكد أن موسكو لديها ما يكفي من العدد لتعويض غياب مقاتلي فاغنر، وشدد كارتابوف على أنه "خلال التمرد الفاشل، لم يكن ثمة أي موظف في مجموعة فاغنر في الخط الأمامي، كانوا جميعهم في المعسكرات".
يذكر أن بريغوجين أعلن تمردا على القيادة العسكرية في يونيو/حزيران الماضي، وسيطر عناصر مجموعته على مقرات للجيش في جنوب البلاد قبل التقدم نحو موسكو.
لكن التمرّد انتهى في غضون 24 ساعة بعد وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو؛ وقامت هذه الوساطة على مغادرة بريغوجين إلى بيلاروسيا، مقابل وقف الملاحقات ضد عناصره، ووضعهم أمام خيار مغادرة روسيا أو الالتحاق بالجيش أو إلقاء السلاح والعودة لحياتهم المدنية.
المصدر : وكالات