قصفت القوات العراقية أهدافا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في الفلوجة يوم الثلاثاء في اليوم الثاني لهجوم يهدف إلى استعادة معقل التنظيم الواقع إلى الغرب مباشرة من بغداد فيما يتزايد القلق الدولي بشأن أمن المدنيين. وتحدث سكان في المدينة الواقعة على مسافة 50 كيلومترا من بغداد عن وقوع قصف متقطع في محيط وسط المدينة لكنهم قالوا إنه أقل كثافة من قصف يوم الاثنين. وقال أحد السكان لرويترز عن طريق الانترنت "لا يمكن لأحد المغادرة. الوضع خطر. هناك قناصة في كل مكان على طرق الخروج." وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نساء وأطفالا قتلوا لدى محاولتهم مغادرة المدينة. وأضافت في بيان أن أكثر من 80 أسرة تمكنت من الفرار منذ 20 مايو أيار. ويُقدر أن مئة ألف مدني موجودون بالفلوجة وكانت هي المدينة الأولى التي تقع في أيدي التنظيم في يناير كانون الثاني 2014. وبعد ستة أشهر من ذلك التاريخ أعلن تنظيم الدولة الإسلامية قيام "دولة خلافة". وكان عدد سكانها ثلاثة أمثال العدد الحالي قبل الحرب. وقال الجيش العراقي إنه طرد المتشددين من مدينة الكرمة إلى الشرق من الفلوجة ليل الاثنين. ولم يبلغ الجيش أو المستشفى الرئيسي بالمدينة عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال المستشفى يوم الاثنين إن ثمانية مدنيين وثلاثة متشددين قتلوا بينما أصيب 25 شخصا بينهم 20 مدنيا. *المدنيون قال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لرويترز في اتصال هاتفي إن التحالف "يقدم غطاء جويا لدعم القوات الحكومية العراقية في الفلوجة." وأصدرت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بيانات مساء الاثنين ناشدتا فيها الأطراف المتحاربة حماية المدنيين الذين يواجهون صعوبة شديدة للحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية ومعرضين للاستخدام كدروع بشرية. وبدأ بعض السكان في الاستيلاء على الألواح الشمسية المركبة في مصابيح الشوارع لتوليد الكهرباء في منازلهم. وقال السكان لرويترز إن المتشددين أيضا يعانون شحا في الإمدادات وبدأوا يجمعون مواد بلاستيكية لتحويلها إلى وقود بديل ويقومون بدوريات على الدراجات الهوائية. وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي إن القوات المسلحة تلقت توجيهات بحماية أرواح المواطنين في الفلوجة وحماية الممتلكات العامة والخاصة. وأضاف العبادي في تصريحات بثها التلفزيون العراقي الحكومي أثناء زيارة قام بها لمركز القيادة الميداني قرب الفلوجة "هؤلاء (المدنيين) الذين لا يستطيعون أن يسلكوا هذه الطرق للخروج يمكنهم البقاء في منازلهم ويلزموا منازلهم." وانتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق وهي منظمة سياسية تأسست في عام 2003 لتمثل المسلمين السنة الحملة على الفلوجة يوم الاثنين ووصفتها بأنها انعكاس "للروح الانتقامية التي تحملها قوى الشر ضدها جراء صمودها وإفشالها مشاريع ومخططات الاحتلالين الأمريكي والإيراني." وقالت في بيان إن قرابة عشرة آلاف من المدنيين قتلوا أو أصيبوا في قصف القوات الحكومية على مدار اليومين الماضيين -وهو ما لم تتمكن رويترز من التحقق منه- وحذروا من أن أي نصر سيكون "وهميا". وتوقع رانج علاء الدين الخبير في الشأن العراقي في كلية لندن للاقتصاد أن الحملة العسكرية قد تستغرق "عدة أسابيع أو أكثر من ذلك" بسبب تأييد الدولة الإسلامية بين العديد من السكان الذين ما زالوا يفضلون المتشددين على حكومة بغداد التي اعتُبرت من أمد طويل طائفية وقمعية. ونظرا للحساسيات الداخلية قال مسؤولون عراقيون إن الفصائل الشيعية -التي تجمعت تحت مظلة حكومية فضفاضة لدعم الجيش والشرطة بعد انهيار جزئي في عام 2014- ستعمل خارج حدود المدينة. وأمر العبادي بالهجوم رغم مخاوف من أن يوجه الموارد بعيدا عن حملة مرتقبة في وقت لاحق هذا العام لاستعادة الموصل العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وقال وارن المتحدث باسم التحالف الدولي عبر الهاتف في مطلع الأسبوع "إنك لن تحتاج للفلوجة لكي تستعيد الموصل." وقتلت سلسلة من التفجيرات أكثر من 150 شخصا في أسبوع واحد في بغداد وهو أعلى عدد من القتلى منذ بداية العام وهو ما زاد الضغوط على العبادي لفعل شيء ما في المدينة التي يعتبرها العديد من الساسة الشيعة حصنا لا يمكن استعادته من المتشددين. وقال عضو البرلمان البارز ومستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي إن المعلومات المخابراتية تؤكد أن هجمات الدولة الإسلامية التي وقعت في بغداد في الآونة الأخيرة نفذت عبر خلايا نائمة منشأها الفلوجة. وأضاف أن الفلوجة قريبة جدا من بغداد. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من هذا التصريح ولم تصدر السلطات علنا أي بيانات مماثلة.