يشارك رأس النظام السوري بشار الأسد، الجمعة، في القمة العربية التي ستنعقد في جدة، بعدما اتفق وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة في السابع من الشهر الحالي، على عودة النظام السوري لشغل مقعد سورية في الجامعة العربية، واستئناف مشاركة وفود حكومة النظام السوري في اجتماعاتها، بعد غياب 11 عاماً بسبب تعليق الجامعة العربية عضويتها على خلفية تعامل النظام القمعي مع الاحتجاجات السلمية ضده.
وقال وزير خارجية النظام فيصل المقداد، في تصريحات صحافية خلال مشاركته اليوم الأربعاء في اجتماع تحضيري للقمة عقده وزراء خارجية الدول العربية في جدة، إن الأسد "سيأتي لحضور هذه القمة، إن شاء الله".
واجتمع المقداد في جدة مع وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن المقداد قوله بعد اللقاء، إن هناك "قراراً من أعلى القيادتين في سورية والسعودية بالسير نحو الأمام، في العلاقات بين الجانبين، ولا عودة للوراء".
وأضاف المقداد: "ناقشنا كل القضايا، منها التحضيرات للقمة العربية، ونحن مرتاحون لكل ما تم حتى الآن بهذا الخصوص. وناقشنا أيضاً موضوع افتتاح السفارتين في كلا البلدين، وستقدم سورية والسعودية كل التسهيلات اللازمة لافتتاح السفارتين".
وفي تصريحات سابقة اليوم عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري في جدة، قال المقداد إن "كل المشاريع والقوانين المطروحة خلال الاجتماع عكست وجهات نظرنا لتجاوز الأزمة، واحترام الدور الذي تقوم به سورية على المستويين الإقليمي والدولي".
وأضاف "نتطلع لأن يكون الدور العربي فاعلاً في مساعدة اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلدهم، ومما لا شك فيه أن عملية إعادة الإعمار ستسهل عودة هؤلاء اللاجئين".
وكان معاون وزير خارجية النظام أيمن سوسان، اشترط على الدول العربية البدء بإعادة الإعمار، ورفع العقوبات المفروضة على النظام، قبل اتخاذ أي خطوات في إطار عودة اللاجئين السوريين إلى البلاد. ورأى سوسان أن عودة المهجرين "لها متطلبات، وأهمها توفير الخدمات في المناطق التي سيأتون إليها"، مشيراً إلى أنه يجب إدراك "التلازم بين عودتهم وإعادة الإعمار لتوفير العودة الكريمة لهم، ولكن هل تتم إعادة الإعمار بوجود عقوبات وحصار اقتصادي؟".
وزعم سوسان في تصريحات عقب اجتماع المندوبين العرب وكبار المسؤولين بمدينة جدة، أمس الثلاثاء، أن حكومته ستفي بكل ما يقع عليها من مراسيم العفو والمصالحات الوطنية.
وقبل أيام، ذكرت وكالة "رويترز" أن نظام الأسد يستخدم ورقتي المخدرات واللاجئين لابتزاز الدول العربية الساعية لتطبيع العلاقات معه.
وذكرت الوكالة أن المقداد أبلغ نظراءه العرب بأن التقدّم في كبح الكبتاغون يعتمد على الضغط العربي على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات. وبحسب مصادر استندت اليها الوكالة، فإن المقداد ربط عودة اللاجئين بأموال إعادة إعمار سورية.
وتخشى العديد من الدول العربية تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد، أو فتح مشاريع استثمارية في سورية خوفاً من العقوبات الأميركية الأوروبية، خاصة وأن "لجنة العلاقات الخارجية" في مجلس النواب الأميركي استبقت، أمس الثلاثاء، القمة العربية بإقرارها بأغلبية ساحقة مشروع قانون لمكافحة التطبيع مع النظام السوري، وذلك بعد طرحه من قبل "التحالف الأميركي لأجل سورية"، الذي انضوت تحته عشر منظمات أميركية مختصة بالشأن السوري، تنشط في العاصمة الأميركية واشنطن.
(العربي الجديد)