توصل الاحتلال والمقاومة لإتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بوساطة مصرية، والذي دخل حيز التنفيذ الساعة العاشرة مساء بتوقيت القاهرة. وفق ما نقلت صحيفة "العربي الجديد".
وأورد أنّ اتفاق الوساطة المصرية تتضمن 3 بنود؛ هي وقف إطلاق النار ووقف هدم المنازل ووقف استهداف المدنيين من الجانبين.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية، رشقة صاروخية جديدة، قبل 20 دقيقة على دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
وقبيل ذلك، قالت قالت مصادر مصرية مطلعة على ملف الوساطة الذي تقوده القاهرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وحكومة الاحتلال، "لـ"العربي الجديد"، إنّ الساعات القليلة المقبلة، ربما تشهد تقدماً على صعيد الوصول لاتفاق بشأن وقف إطلاق للنار.
وبحسب المصادر، فإنّ الوسيط المصري ينتظر موافقة الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية قبل إعلان البيان الرسمي بوقف إطلاق النار.
ورجحت المصادر دخول الاتفاق حيز التنفيذ فجر اليوم حال تم حسم نقطة خلافية رئيسية، وذلك في ظل ضغوط من جانب الوسطاء على طرفي الأزمة، وكذا تدخل الإدارة الأميركية بفاعلية خلال الساعات القليلة الماضية لدى حكومة الاحتلال.
وكشفت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن الخلاف الرئيسي بات محصوراً في مسألة الوقف المتزامن لإطلاق النار في ظل تمسك حكومة الاحتلال بعدم إطلاق المقاومة أية رشقات صاروخية في اللحظات الأخيرة قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ، مؤكدة أنها في هذه الحالة سترد في إطار سياسة "الرد بالرد".
وبحسب المصادر، فإنّ الطرفين حتى الآن متمسكان بالمشهد الأخير، و"كلاهما يريد مشهداً يصدره لأنصاره على أنه نصر تحقق".
وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات الجارية اليوم برعاية مصرية ليست في إطار مقترح جديد، لافتة إلى أنّ القاهرة قدمت أمس فقط ورقة معدلة للطرح الذي قدمته في اليوم الثاني للعدوان الاسرائيلي.
ولفتت إلى أنّ حركة الجهاد الإسلامي، أبدت موافقة مبدئية بمقترح وقف استهداف الأحياء والمباني المدنية، مشيرة إلى أنّ القادة بالحركة الذين سقطوا جميعهم، كانوا في منازلهم ووسط أسرهم.
وقالت المصادر إنّ "الجهاد" تعتبر أنّ التزام الاحتلال بعدم استهداف المباني السكنية، هو في حد ذاته وضع حد لاغتيال القيادات.
وأوضحت المصادر: "وفيما يبدو أنه للتدليل على قدرتها في حصر عملياتها ضد القوات العسكرية فقط، استهدفت مساء الجمعة تجمعاً لآليات وعسكريين إسرائيليين على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة".
من جهتها، أفادت القناة 13 الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر أمني، بإعلان رسمي إسرائيلي في الساعات المقبلة حول وقف إطلاق النار. لكن المصدر أضاف أنّه بمعزل عما ستعلنه "الجهاد الإسلامي" من طرفها، فإنّ إسرائيل لن تلتزم بوقف الاغتيالات.
وقالت القناة 13، إنّ الرسائل التي نقلتها إسرائيل إلى "الجهاد" عبر الوسيط المصري، هو أنها لن تشنّ أي ضربة أخيرة ما لم يصدر مثلها عن المقاومة.
في غضون ذلك، تحدثت نائبة وزيرة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان عبر الهاتف مع وزير الشؤون الاستراتيجية والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، مؤكدة بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل عاجل، "لتجنب وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح ولإعادة الهدوء إلى المنطقة"، على حد قولها.
وفي وقت سابق، ذكر باراك رافيد، المعلق في موقع "واللاه"، ومراسل موقع "أكسيوس" الأميركي، أن مصر نقلت هذا المساء إلى إسرائيل اقتراحاً جديداً بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
وكتب رافيد على حسابه على "تويتر" أنه "بالاستناد إلى مصدر على علاقة بالجهود الهادفة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، فإن المقترح المصري الجديد يختلف عن المقترح الذي نقلته القاهرة مساء أمس إلى تل أبيب".
تفاؤل حذر
إلى ذلك، ساد في وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاؤل حذر إزاء فرص التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار.
وكتب يوسي يهشوع، المعلق العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت على حسابه في "تويتر"، مساء اليوم: "مع إبداء الحذر المطلوب، يمكن القول إننا لم نكن أقرب لوقف إطلاق النار مما نحن عليه الآن منذ بدأت الحملة العسكرية على القطاع".
من جانبها، كتبت غيلي كوهين، المراسلة السياسية لقناة "كان" على حسابها في "تويتر"، مساء اليوم: "الجهات الإسرائيلية التي على علاقة بالجهود الهادفة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار تبدي تفاؤلاً نسبياً".
ونقلت كوهين عن هذه الجهات قولها: "على الرغم من أن الاقتراح المصري لا يختلف بشكل جذري عن الاقتراح الذي قدم مساء أمس، إلا أنه يتم دراسته من قبل إسرائيل في هذه الأثناء".
(العربي الجديد)