يتوجّه الأحد، الموافق 14 مايو/أيار، عشرات الملايين من الأتراك إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد وأعضاء البرلمان في انتخابات توصف بالمفصلية، ووسط أجواء من التنافس الشديد بين الأحزاب والمرشحين، مما يجعل إجراءات التعامل مع صناديق الاقتراع وتأمينها وعدّ الأصوات وفرزها محل اهتمام كبير.
ويحق لـ 64 مليونا و113 ألفا و941 مواطنا تركيّا الانتخاب لاختيار 600 نائب لتمثيلهم في مجلس الأمة الكبير، حيث يتنافس 24 حزبًا و151 مرشحًا مستقلا، تحت مظلة 5 تحالفات انتخابية.
وتنقسم تركيا إلى 87 دائرة انتخابية، وتعد كل محافظة دائرة انتخابية بذاتها باستثناء إسطنبول وأنقرة وإزمير، وهي محافظات كبرى تم تقسيم كل واحدة منها إلى عدة دوائر. وتضم هذه الدوائر الانتخابية 191 ألفا و884 صندوق اقتراع.
متى تُفتح وتُغلق الصناديق؟ ومَن يشرف عليها؟
يبدأ التصويت في 8 صباحًا وينتهي عند 5 عصرا، حيث تغلق الصناديق ويبدأ فرز الأصوات بعدها مباشرة. ويمنع نشر أية معلومات حول نتائج التصويت في الإعلام حتى 9 مساءً باستثناء ما تنشره الهيئة العليا للانتخابات. وعند الساعة 12 منتصف الليل تعلن الهيئة النتائج الرسمية الأوّلية للتصويت.
وليس بوسع الناخب التركي التوجه إلا إلى صندوق محدد تم تحديده سلفًا من قبل الهيئة العليا للانتخابات. ويجب عليه تقديم بطاقة هوية رسمية قبل التصويت. ويتحقق أعضاء لجنة الإشراف على الصندوق من تطابق الهوية مع الاسم الموجود بالسجل الانتخابي لمنع التصويت المزدوج أو التصويت المتكرر.
ويُطلب من الناخب استخدام ختم معد سلفًا لاختيار حزبه المفضل وتحالفه الانتخابي في ورقة، واختيار مرشحه للرئاسة في ورقة أخرى، لتوضع الورقتان في ظرف واحد يودع في الصندوق.
ولكل صندوق اقتراع لجنة معينة للإشراف عليه مسؤولة عن إجراء الانتخابات بأمان وفرز الأصوات، ورئيسها موظف حكومي تعينه اللجنة العليا للانتخابات. أما أعضائها فيعينون من أكبر 5 أحزاب سياسية، ويتم تحديدهم وترتيبهم حسب حصتهم من الأصوات بالانتخابات السابقة. ومع ذلك فبوسع الأحزاب الأخرى الحضور في مراكز الاقتراع لمراقبة العملية الانتخابية، لكن بدون التمتع بدور رسمي فيها.
آلية فرز الأصوات
بعد انتهاء التصويت تُفتح الصناديق، وتبدأ عملية فرز الأصوات من قبل أعضاء اللجنة الانتخابية. ويقوم رئيس اللجنة في هذه الأثناء بعدّ الظروف بصوت عالٍ. وتفرز الأصوات الملغاة عن الأصوات الصالحة، وتُختم الملغاة بختم خاص ويتم جمعها في مكان محدد.
ولاحتساب الأصوات الصالحة، يجب الختم على المساحة المخصصة للحزب الذي يختاره الناخب دون تجاوز لها، وفي حال الختم على أكثر من حزب أو أكثر من تحالف أو تمزق الورقة الانتخابية بشكل جزئي أو كامل، أو استخدام بصمة اليد بدلا من الختم المعد مسبقا أو أي كتابة أو رسم على الورقة، يُعد الصوت ملغى.
توثيق وحفظ الأصوات والنتائج
في نهاية عملية العد والفرز تقوم اللجنة بتسجيل نتائج الصندوق بمحضر والتوقيع عليه، وتقوم بتسليم نسخة عنه لجميع ممثلي الأحزاب السياسية الأعضاء في اللجنة، وللمراقبين الحاضرين بمركز الاقتراع سواء كانوا من منظمات محلية أو أجنبية، وفي الوقت نفسه تقوم بتعليق نسخة أخيرة على باب مركز الاقتراع لمعاينته من قبل المواطنين ويمكن لأي شخص التقاط صورة لها.
بعد ذلك تحفظ المظاريف في مكان آمن، ثم يتم تسليم محضر النتائج إلى اللجنة الفرعية للانتخابات التي تتبع لها بلدة الصندوق، ويسلم تحديدًا لرئيس اللجنة وعضوين على الأقل من الأحزاب المشاركة في مراقبة العملية الانتخابية.
عملية جمع الأصوات
يتم جمع هذه المحاضر بمراكز الاقتراع على مستوى الدائرة الانتخابية ودمجها في تقرير واحد، وتتولى هذه المهمة المجالس الانتخابية للدوائر. ويتكون المجلس الانتخابي للدائرة من 6 أعضاء، يرأسها قاض ويشارك في عضويتها موظف عام و4 ممثلين لأكبر 4 أحزاب سياسية، يتم تحديدهم وفقًا لنتائج الانتخابات السابقة.
يتم بعد ذلك إرسال المحضر الموحّد للدائرة الانتخابية إلى الهيئة العليا للانتخابات للجدولة النهائية، وإعلان نتائج الانتخابات.
ماذا يحدث إذا انسحب أحد المرشحين قبل التصويت؟
انسحاب المرشح أو الحزب من السباق الانتخابي، بعد إقرار الهيئة العليا للانتخابات لورقة الاقتراع، لا يؤدي إلى تغييرها أو حذف اسم المرشح أو الحزب منها. بل يظل اسم وصورة المرشح الرئاسي موجودين عليها، وسيكون بإمكان الناخب التصويت عليها ولن تعتبر ورقته ملغاة، ويمكن أن تؤدي للذهاب إلى جولة ثانية بالانتخابات الرئاسية إذا نال صاحبها نسبة أعلى من 50%، لكنه سيكون خارج التنافس ولن يستفيد من هذه الأصوات.
المصدر : الجزيرة