اغتال الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، إياد الحسني، مسؤول العمليات المركزية في "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، إثر استهداف طاوله مع مساعده خلال تواجدهما في إحدى الشقق السكنية بحي النصر غربي مدينة غزة.
وتعتبر عملية اغتيال الحسني هي السادسة التي تتم لشخصية قيادية في الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" منذ بداية التصعيد الحالي الثلاثاء الماضي، بعد الاغتيالات التي طاولت جهاد الغنام وخليل البهتيني وطارق عز الدين وعلي غالي وأحمد أبو دقة.
وباغتيال الحسني يكون الاحتلال الإسرائيلي قد نفذ أوسع عمليات اغتيالات تطاول قيادات من الصف الأول لـ"سرايا القدس"، بالتوازي مع استمرار التصعيد في القطاع وإطلاق الصواريخ من القطاع تجاه المدن والأراضي المحتلة عام 1948.
ويعتبر الحسني من الرعيل الأول الذي التحق بحركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، وكان من مؤسسي الذراع العسكرية للحركة عام 1988، وكانت تعرف آنذاك باسم "القوى الإسلامية المجاهدة (قسم)"، وهو أول جهاز عسكري لـ"الجهاد الإسلامي".
ويعتبر القيادي الحسني أحد مهندسي عملية بيت ليد المزدوجة التي نفذتها حركة "الجهاد" في 22 يناير/كانون الثاني 1995، وأسفرت عن مقتل 22 جنديًا إسرائيليًا، وإصابة أكثر من 60 آخرين، ونفذها آنذاك الاستشهاديان أنور سكر وصلاح شاكر قرب بيت ليد، إلى جانب إشرافه على عملية الاستشهادي رامز عبيد في 4 مارس/آذار 1996 ردًا على اغتيال الأمين العام الأول للحركة فتحي الشقاقي عبر عملية في شارع ديزنغوف في مدينة تل أبيب أوقعت 13 قتيلاً إسرائيلياً وأصابت 120 آخرين.
شغل الحسني منذ سنوات مسؤولية العمليات المركزية في الذراع العسكرية لحركة "الجهاد"، ويعتبر من أقدم الشخصيات داخل المجلس العسكري لـ"السرايا"، إلى جانب كونه أحد نواب رئيس الدائرة العسكرية للحركة أكرم العجوري الذي يتواجد في سورية.
وإلى جانب مسؤوليته عن العمليات المركزية، فقد شغل الحسني ملفات ومهمات عدة خلال السنوات السابقة، وتحديدًا بعد انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000، منها التصنيع والإشراف على بعض العمليات التي طاولت أهدافًا إسرائيلية قبل الانسحاب الإسرائيلي، عدا عن دوره العسكري خلال انتفاضة الأقصى.
وادعى الاحتلال الإسرائيلي أن الحسني كان خليفة لخليل البهتيني قائد المنطقة الشمالية في "الجهاد الإسلامي" بعد اغتياله فجر الثلاثاء الماضي، وتولى مسؤولية الإشراف على عمليات "سرايا القدس" خلال الجولة التي تطلق عليها المقاومة الفلسطينية في غزة اسم "ثأر الأحرار".
ومنذ عام 2019، كثّف الاحتلال الإسرائيلي من عمليات الاغتيال بحق قادة المجلس العسكري المحسوبين على حركة "الجهاد الإسلامي"، حيث كانت عملية اغتيال بهاء أبو العطا، قائد المنطقة الشمالية السابق في الذراع العسكرية للحركة، تبعتها عمليتا اغتيال لكل من تيسير الجعبري الذي خلف أبو العطا في أغسطس/ آب 2022، بالإضافة إلى خالد منصور قائد المنطقة الجنوبية الذي اغتيل خلال الجولة ذاتها.
ويتهم الاحتلال الإسرائيلي القيادات الميدانية في "سرايا القدس" بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ تجاه المدن والأراضي المحتلة عام 1948، لاسيما خلال أوقات التهدئة، إلى جانب المسؤولية الميدانية عن بعض العمليات التي تتم في الضفة الغربية المحتلة.
(العربي الجديد)