قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يوجه ضربة جوية لقطاع غزة اليوم الثلاثاء في الوقت الذي سمع فيه شهود عيان انفجارا مدويا بالقطاع الساحلي المحاصر.
وقالت وسائل إعلامية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن طائرات إسرائيلية ضربت موقعين في مدينة غزة.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أنه رصد إطلاق 6 قذائف هاون من قطاع غزة تجاه إسرائيل.
وقال الجيش في بيان نشره بحسابه على تويتر: “تم رصد 6 قذائف هاون في الساعة الماضية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل”.
وأضاف أن “بعض هذه القذائف (لم يذكر عددا) سقط داخل قطاع غزة وبعضها سقط بالقرب من السياج الحدودي على الجانب الإسرائيلي”.
وقبل ذلك بوقت قصير، أعلن الجيش في بيان منفصل، تفعيل صافرات الإنذار في مستوطنة “كيسوفيم” المتاخمة لقطاع غزة في شمال صحراء النقب.
القبة الحديدية
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن الجيش الإسرائيلي يحقق في تراجع أداء منظومة “القبة الحديدية” بعدما اعترضت أربعة صواريخ من أصل ستة أُطلقت من غزة وكانت موجهة لمناطق مأهولة.
وبحسب الصحيفة، تم إطلاق 22 صاروخا من قطاع غزة بعد ظهر الثلاثاء تجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة، سقط 16 منها في مناطق مفتوحة، واعترضت “القبة الحديدية” 4، وانفجر صاروخان داخل منطقة مأهولة، ما أدى إلى إصابة 5 بجروح من متوسطة بمستوطنة “سديروت”.
وأضافت: “من الناحية العملية، يمثل هذا معدل نجاح بنسبة 67 بالمئة للقبة الحديدية في الرشقات التي تم إطلاقها من غزة بعد الظهر وهو رقم منخفض مقارنة بقدرات المنظومة في جولات التصعيد الأخيرة”.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يحقق في أداء منظومة الدفاع الجوي “الذي أظهر قدرات غير مسبوقة في العمليات العسكرية السابقة”.
وللمقارنة، فمن بين 1100 صاروخ أطلق على إسرائيل خلال “الفجر الصادق” (عملية عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة من 5-7 أغسطس/آب 2022) حققت القبة الحديدية نسبة نجاح بلغت 96 بالمئة في عمليات الاعتراض – وهي أعلى نسبة حتى الآن خلال عملية عسكرية، وفق ذات المصدر.
ومنذ ذلك الوقت، تراجع أداء “القبة الحديدية”، وفي التصعيد الأخير بجنوب لبنان في 6 أبريل/نيسان الماضي جرى إطلاق 34 صاروخا تجاه إسرائيل، كان من المفترض أن تعترض المنظومة 28 صاروخا – وتسمح لـ6 أخرى بالانفجار في مناطق مفتوحة.
لكن لم يتم وقتها اعتراض 3 صواريخ (من الـ 28)، وكان معدل نجاح الاعتراض 92 بالمئة.
وتراجع أداء “القبة الحديدية” خلال الرشقات الأخيرة من غزة، الثلاثاء، في وقت كان يفترض أن تكون فيه منظومة الدفاع الجوي جاهزة للعمل، على خلفية تحذيرات استخبارية مسبقة للجيش الإسرائيلي، وفق الصحيفة العبرية.
وجاء إطلاق الصواريخ بعد الإعلان عن استشهاد الأسير خضر عدنان القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية بعد خوضه إضرابا عن الطعام منذ اعتقاله داخل السجون الإسرائيلية في 5 فبراير/ شباط الماضي، رفضا لاعتقاله وللتهم الموجهة إليه وعلى رأسها “التحريض”.
و”القبة الحديدية” هي منظومة دفاع جوي بالصواريخ ذات قواعد متحركة، طورتها شركة “رافئيل” الإسرائيلية، بهدف اعتراض الصواريخ قصيرة المدى.
وتبلغ تكلفة كل بطارية حوالي 100 مليون دولار، فيما تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراضي تطلقه (يعرف باسم “تامير”) حوالي 50 ألف دولار، وفق موقع “غلوبس” العبري.
جولة تصعيد
من جهتها، قالت قناة “كان” العبرية الرسمية، مساء الثلاثاء، إن إسرائيل تستعد لجولة تصعيد مع قطاع غزة “قد تستمر عدة أيام”.
جاء ذلك وفق ما أفادت به القناة، بعد انتهاء تقييم أمني عقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية، على وقع التصعيد الجديد مع غزة.
وأضافت القناة أنه بعد انتهاء التقييم الأمني بات من شبه المرجح أن الجيش الإسرائيلي بصدد الرد على إطلاق الرشقات الصاروخية من القطاع.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي مطلع على تفاصيل ما دار خلال جلسة التقييم (لم تسمّه) أن “الرد الإسرائيلي يتوقع أن يكون في أسرع وقت ممكن، وأن جولة التصعيد الحالية قد تستمر لأيام وربما أكثر”.
وذكرت القناة أن “الوسيط المصري (لم تسمه)، وعقب إطلاق 3 صواريخ صباح الثلاثاء، من غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة، اتصل بمسؤولين إسرائيليين في محاولة لاحتواء الحادث، لكن بعد تجدد الرشقات الصاروخية تراجعت تلك الاحتمالات”.
وتحدثت القناة عن استعدادات الجيش الإسرائيلي لاحتمالات إطلاق صواريخ من لبنان من قبل فصائل فلسطينية.
وبحسب القناة، تزايدت انتقادات سكان مستوطنات “غلاف غزة” لحكومة نتنياهو، على خلفية عدم ردها على إطلاق الصواريخ.
(الأناضول)