في ظل تواصل الاقتتال في السودان والسقوط العشوائي للقذائف، تعرض سجن كوبر لهجمات عدة خلال الأيام الماضية، وتسبب آخر هجوم في مقتل 5 سجناء وفرار عدد كبير من النزلاء.
ويضم سجن كوبر عددا من قادة النظام السابق؛ على رأسهم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير ونائبه علي عثمان طه.
بدورها، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بإخلاء السجن؛ وقالت إن "تنفيذ قادة الانقلاب عملية إخلاء بالقوة الجبرية لجميع السجناء المتواجدين بسجن كوبر الذي يضم جميع قادة النظام البائد".
وأكدت قوات الدعم السريع، في بيان، إدانتها لهذا التصرف "الذي يتنافى مع القوانين المحلية والإقليمية والدولية كافة".
وعن حقيقة هروب الرئيس المعزول عمر البشير من السجن، قال مصدر بوزارة الداخلية السودانية للجزيرة إن عددَ النزلاء الفارين من سجن كوبر بالمئات، ومنهم سجناءُ محكومٌ عليهم بالإعدام؛ مؤكدا أن السجناء السياسيين لم يكونوا ضمن المجموعة التي هربت، وأنه جرى نقلهم لمكان آمن.
آراء مختلفة
وتابع برنامج "شبكات" (2023/4/24) تعليقات السودانيين على هروب نزلاء سجن كوبر، واختلفوا في طبيعة الأسباب والأهداف، حيث كتب الناشط أحمد علي في تغريدة له: "هروب سجناء كوبر ليس نتيجة اقتحام الجنود أو أي قوة أخرى. القوات التي تحرس السجن فقدت المؤن والغذاء والدواء وانسحبت. طبيعي جدا أن يكون لهم خياران، الهروب من السجن أو البقاء داخله في انتظار موتهم بالجوع والإهمال والعطش".
فيما رأى المغرد محفوظ أحمد أن الاشتباكات الحالية أخطر من رموز النظام السابق وقال: "عجيب…!! زعماء حرب يقتتلون ويقتلون شعبهم ويحرقون بلدهم من أجل السلطة، يتحفظون على سجناء النظام السابق…!! البرهان وحميدتي أخطر على السودان الآن من رموز النظام السابق".
من جهتها، اعتبرت الناشطة وجد أن السبب الخفي وراء هذه الاشتباكات هو تهريب رموز النظام السابق من السجن وكتبت: "الحكاية واضحة بداية من سجن الهدى مرورا بسوبا وأخيرا كوبر. تفتكر ليه (لماذا)؟ والحرب دي (هذه) قامت ليه؟ (لماذا قامت؟).. أكيد عشان عمر البشير وأعوانه يطلعوا (لكي يخرجوا)، والشماعة الحرب".
من جهته، رأى الناشط أحمد أنه يجب إطلاق سراح السجناء قبل أن يموتوا بسبب القذائف العشوائية وقال: "ما دامت الخرطوم أصبحت منطقة حرب ولا يستطيع أحد تأمين المساجين داخل سجونهم، فإطلاق سراحهم واجب وطني مقدس حتى لا يموتوا داخل سجونهم بسبب القذائف".
وعلق المغرد سمير قائلا: "كان الله في عون الناس الغلابة في السودان، حرب وفوضى واقتحام سجون وانفلات ومحدش (ولا أحد) آمن على حاجة".
من جهتها، نشرت حسابات سودانية فيديو يوثق خروج مساجين من سجن سوبا الإصلاحي جنوبي الخرطوم يوم السبت الماضي. وفي أم درمان، وثق فيديو وجود العشرات من نزيلات سجن النساء في الشارع، بعد إطلاق سراحهن من السجن إثر سقوط قذيفة عليه.
يذكر أن سجن كوبر يعد من أكبر وأقدم سجون العاصمة الخرطوم، وسمي بذلك نسبة للجنرال الإنجليزي كوبر الذي تولى مهام إدارته خلال فترة الاحتلال. وهو السجن المركزي في البلاد، ويقع في مدينة بحري في حي كوبر بالقرب من النيل الأزرق.
وتبلغ مساحة السجن 5 آلاف متر مربع، وتم تصميمه على شكل هندسي يحاكي سجون بريطانيا. ويضم السجن 14 قسما، من بينها قسم مخصص للمدانين بأحكام إعدام، وثانٍ لأصحاب السوابق، وثالثٌ لذوي الأحكام الطويلة والقصيرة، ورابعٌ للمعتقلين السياسيين.
المصدر : الجزيرة