قالت قوى سياسية في السودان الخميس -أطلقت على نفسها "مبادرة القوى الوطنية"- إنها حصلت على موافقة مبدئية من قيادة القوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع لوقف القتال خلال أيام عيد الفطر، في حين ساد هدوء حذر الليلة في مناطق القتال بين الجيش والدعم السريع، الذي دخل يومه السابع وخلف 330 قتيلا ونحو 3200 جريح.
وأضافت القوى السياسية السودانية أن الموافقة المبدئية جاءت مرفقة ببعض الملاحظات التي تسعى المبادرة لحلحلتها خلال الساعات القادمة، وقالت إن هذه توطئة لتقديم مبادرة شاملة تهدف إلى وقف شامل لإطلاق النار، واتخاذ الحوار سبيلًا لمعالجة جميع القضايا والخلافات.
وتوجد ضمن مبادرة القوى الوطنية حركةُ العدل المساواة، وحركة جيش تحرير السودان، ورئيس السلطة الإقليمية السابق التجاني سيسي، وعضو مجلس السيادة مالك عقار.
تصريحات الطرفين
واتهم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قيادة الدعم السريع بالتسبب في الاقتتال بالسودان من أجل الطموح إلى حكم البلاد، وأبدى استعداد القوات المسلحة للتفاوض إذا انسحبت قوات الدعم السريع خارج الخرطوم، والتزمت بما كان عليه الوضع قبل ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ورغم حديثه عن التفاوض، استبعد البرهان -في مقابلة مع الجزيرة- أي حوار مع حميدتي وقيادات الدعم السريع، وأضاف أن الحسم في موقع حميدتي نائبا له في مجلس السيادة مازال مؤجلا.
وبشأن العمليات الميدانية، أكد البرهان أن المعارك الأبرز تدور حول المطار في الخرطوم، وأن الجيش يسيطر على باقي الولايات؛ مشددا على رفض توسع القتال إلى مناطق سكنية.
في الجانب الآخر، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي -في مقابلته مع الجزيرة- إن الهدف من العمليات العسكرية في السودان هو التخلص من قائد الجيش، وبدء عملية التحول الديمقراطي.
وأضاف حميدتي للجزيرة أن قوات الدعم السريع تلقت اتصالات من كل الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي لتعزيز الهدنة، لكنه حمّل الجيش مسؤولية فشلها.
وأضاف قائد الدعم السريع أنه يدعو إلى تحول ديمقراطي حقيقي، والبرهان هو سبب المشاكل التي تحول دون تحقيقه.
في الأثناء، أعلن مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني أن رئيس مجلس السيادة البرهان أصدر قرارا ألغى بموجبه قرارا سابقا بشأن ضم قوات حرس الحدود لقوات الدعم السريع، ووضع قوات حرس الحدود تحت إمرة الجيش.
وأوضح مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني أن تنفيذ القرار سيبدأ بدءا من اليوم الخميس.
اتصالات خارجية
وقال إعلام مجلس السيادة بالسودان إن رئيس مجلس السيادة البرهان تلقى اليوم اتصالات هاتفيةً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد؛ تطرقت للأحداث التي يشهدها السودان، وتأكيد ضرورة عودة الأوضاع إلى طبيعتها.
وأشار إعلام السيادة إلى أن البرهان تلقى اتصالات من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل.
وأكد الجميع في اتصالاتهم بالبرهان ضرورة وقف العنف واللجوء للحوار.
وحثت الخارجية الأميركية الخميس طرفي الصراع في السودان على تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية عطلة عيد الفطر.
وقالت الوزارة إن واشنطن ترى أن وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة الذي أُعلن الأربعاء صمد إلى حد كبير رغم تجدد إطلاق النار الكثيف الخميس.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف المتناحرة في السودان الالتزام بوقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الفطر للسماح للمدنيين بالوصول إلى مناطق آمنة.
التطورات الميدانية
وقال مراسل الجزيرة في السودان إن هدوءا حذرا يخيم على مختلف مناطق المعارك في البلاد، مضيفا أن أصوات الرصاص توقفت في محيط القيادة العامة للجيش والمطار وأحياء كافوري والرياض وسوبا بالخرطوم.
وحسب مراسل الجزيرة، فإن عددا من الأسواق شرقي الخرطوم تشهد حركة ليلية محدودة مع استقبال عيد الفطر.
وفي وقت سابق اليوم، احتدمت المواجهات في محيط المؤسسات السيادية في الخرطوم، سواء تعلق الأمر بالمطار الدولي أو محيط القصر الجمهوري أو القيادة العامة للجيش.
وحصلت الجزيرة على صور تظهر احتراق طائرة مدنية في مطار الخرطوم الدولي مساء اليوم.
وعلمت الجزيرة أن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جرت في الجزء الشمالي الغربي للمطار باتجاه مبنى القيادة العامة. ولم يتسن التأكد إن كانت الطائرة قد اشتعلت نتيجة إصابتها بقذيفة أو بسبب آخر.
وفي مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان (جنوب)، أفاد مراسل الجزيرة بأن اشتباكات جرت بين قوات الجيش والدعم السريع.
كما شهدت مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور (غرب) معارك بين الطرفين، رجح مراسل الجزيرة أن تكون حول معسكر لقوات الدعم السريع بالمنطقة.
وقالت مصادر طبية إن مستشفى مدينة الفاشر اكتظ بالمصابين، كما أظهرت صورٌ التهام النيران سوق "معسكر نيفاشا" بالمدينة جراء الاشتباكات.
المصدر: الجزيرة