أكدت مصر، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، مساء الأحد، على "ضرورة عدم استغلال أي طرف خارجي للتطورات الجارية في السودان" من خلال القيام بما وصفتها بـ"أعمال تؤجج من حدة الصراع أو تهدف للنيل من سلامة أراضيه، وبما يؤثر على أمن واستقرار وسلامة الشعب السوداني"، دون تحديد ماهية تلك الأطراف.
كما شددت الخارجية المصرية على "ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة الجالية المصرية في السودان، وكذلك المنشآت والممتلكات الخاصة بالبعثات الرسمية المصرية".
ودعت كذلك "أطراف النزاع الجاري في السودان، على ضوء استمرار العمليات العسكرية واحتمالات التصعيد، إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية حقناً لدماء أبناء الشعب السوداني الشقيق، وتغليب لغة الحوار من أجل حل الخلافات، حفاظاً على سلامة واستقرار البلاد، وحماية مقدرات الشعب السوداني وطموحات ثورته المجيدة"، حسب ما جاء في البيان.
وأضافت: "إذ تعبر مصر عن أسفها الشديد وخالص عزائها لسقوط ضحايا ووقوع إصابات بين صفوف الأشقاء في السودان، سواء من العسكريين أو المدنيين، جراء المواجهات العسكرية الجارية، فإنها تؤكد على أنها لن تألو جهداً في القيام بالجهود اللازمة بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة، من أجل نزع فتيل الأزمة الراهنة".
وأشارت إلى "المبادرة المصرية-السعودية بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، ومبادرة الوساطة المصرية-الجنوب سودانية، والاتصالات والمشاورات التي تضطلع بها مصر حالياً مع الأطراف المعنية داخل السودان وخارجه، من أجل تحقيق هذا الهدف".
وكان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، قد قال، السبت، إن القوات المسلحة المصرية "تتابع عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضي السودانية"، وتنسق مع السلطات السودانية لضمان أمن القوات المصرية في السودان.
وجاء بيان المتحدث بعد ساعات من نشر فيديو يُظهر احتجاز مجموعة من الجنود المصريين، إثر اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع داخل مطار مروي بشمال السودان.
وأضاف المتحدث في بيان، على صفحته في فيسبوك، أنه "في إطار وجود قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائهم في السودان، جار التنسيق مع الجهات المعنية في السودان لضمان تأمين القوات المصرية".
إشتباكات لليوم الثالث على التوالي
دخلت الاشتباكات المسلحة في السودان، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يومها الثالث على التوالي.
وتتضارب الأنباء حول السيطرة على القصر الجمهوري بالعاصمة السودانية الخرطوم، مع استمرار القتال في المطار الدولي ومناطق عدة من العاصمة وعدد من الولايات.
وأعلن مصدر عسكري بالجيش السوداني أن الجيش سيطر بالكامل على مطار مَرَوي وأسر عددا كبيرا من الجنود والضباط في المطار. وأضاف المصدر أن سيارات الدعم السريع فرت من المطار وعلى متنها مجموعة من الأسرى المصريين.
وكشفت صور أقمار صناعية حديثة التقطتها شركة ماكسار، عن حجم الدمار الذي لحق بمطار الخرطوم الدولي، حيث تظهر أعمدة دخان تتصاعد من طائرات مدنية متوقفة في مدرج المطار. كما رصدت الأقمار الصناعية مشاهد للدمار الذي لحق بالجسور ومحطة القطارات ووزارتي الدفاع والطاقة.
وقالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت مروحية قتالية في الخرطوم بحري، كما نشرت على موقع فيسبوك صورا قالت إنها لطائرة مروحية من طراز أباتشي أسقطتها في ضاحية العزبة بمدينة الخرطوم بحري.
ومنعت الاشتباكات المتواصلة في عدد من المحاور بالخرطوم المواطنين من الخروج من منازلهم لتلبية احتياجاتهم الملحة خلال مهلة الممرات الإنسانية التي وافق عليها طرفا القتال.
كما ظلت الجسور ومعظم الطرق الرئيسية مغلقة طوال المهلة، التي حُددت بـ3 ساعات يوم الأحد.
من ناحية ثانية، اتفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على فتح مسارات مؤقتة آمنة للحالات الإنسانية.
ووفقا لبيان للجيش، فقد تمت الموافقة على مقترح أممي بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، اعتبارا من الرابعة عصرا، ولساعات معدودة، مع الاحتفاظ بحق الرد على قوات الدعم السريع.
بدورها، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على هذا المقترح، مشيرة في الوقت نفسه إلى حقها في الرد على ما سمّتها "مليشيات النظام البائد".
(وكالات)