دوَّت أصوات انفجارات بمدينة غزة في وقت متأخر من ليل الخميس 6 أبريل/نيسان 2023، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء هجومه على قطاع غزة، في إطار الرد الذي أعلنت تل أبيب استعدادها للقيام به رداً على إطلاق صواريخ من لبنان نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وخلال دقائق من الهجمات الإسرائيلية، دوّت صفارات الإنذار في مستوطنتي سديروت ونير عام بمحيط قطاع غزة، فيما أظهرت فيديوهات تداولها ناشطون على مواقع التواصل، رشقات صاروخية خرجت من قطاع غزة.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال مهاجمة "مساريْن لأنفاق، وموقعيْن لتصنيع وسائل قتالية"، فيما ادعى أن هذه المواقع تابعة لحركة "حماس".
وجاء في بيان الاحتلال أن طائراته "أغارت على مسار نفق ينطلق من منطقة بيت حانون، ومسار لنفق آخر ينطلق من منطقة خانيونس والذي تم استهدافه خلال عملية العدوان على غزة في مايو/أيار 2021، منذ ذلك الحين بذلت جهوداً لإعماره".
وقبل أصوات الانفجارات بدقائق، قالت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في بيان مقتضب: "إنه في ظل تهديدات العدو لمقاومتنا ولأهلنا في غزة، فإننا نؤكد جهوزية المقاومة للمواجهة والرد بكل قوة على أي عدوان، والدفاع عن شعبنا في كل أماكن تواجده".
وطالبت غرفة العمليات المشتركة الاحتلال بوقف عدوانه الهمجي على المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين فيه، و"أن يتوقف عن مهزلة تصدير أزماته الداخلية باتجاه شعبنا ومقدساتنا".
وسبق أن قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن "الجدل الداخلي في تل أبيب لن يمنعنا من العمل ضد أعدائنا"، في أول رد رسمي على إطلاق صواريخ من لبنان نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل عازمة على الرد على القصف الذي استهدف مواقع في الجليل، وقال: "سنوجّه ضربة إلى أعدائنا وسيدفعون ثمن هجومهم".
وحمَّل الجيش الإسرائيلي حركة "حماس" مسؤولية إطلاق صواريخ من لبنان نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان، إن "الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية عندما أُطلقت من داخل أراضيها قذائف صاروخية نحو إسرائيل، إطلاق تلك القذائف يعتبر حدثاً خطيراً".
كما أضاف: "الحديث عن حدث متعدد الجبهات، لكن الفاعل والجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية هي حركة حماس الفلسطينية من لبنان".
وأفاد البيان بأن "الجيش يفحص أيضاً إمكانية تورُّط إيران في هذا الحادث"، وأنه "في حالة جاهزية كبيرة، نسبة اعتراض الصواريخ اليوم تدلل على تلك الجاهزية".
وفي وقت سابق من الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة الجليل شمال البلاد.
بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن التقديرات تشير إلى أن إطلاق الصواريخ جاء رداً على أحداث المسجد الأقصى والمداهمات الليلية التي نفذتها الشرطة للمسجد.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إن "معظم الصواريخ التي أُطلقت من لبنان من طرازي كاتيوشا وغراد".
على أثر التطورات الأخيرة، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه "تم إغلاق المجال الجوي شمال البلاد أمام الرحلات الجوية المدنية".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "قررت السلطات المحلية فتح الملاجئ في جميع البلدات الواقعة على طول الحدود مع لبنان".
بينما قالت محطات التلفزة الإسرائيلية، إن صفارات الإنذار لم تتوقف في المدن والبلدات الإسرائيلية الشمالية مع استمرار رشقات الصواريخ.
وذكرت القناة "12" العبرية، أن إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة، بينما نقلت عن إسرائيلية أن صاروخاً أصاب سيارتها في بلدة "بسوتا" (شمال).
ولليلة الثانية على التوالي اقتحمت الشرطة الإسرائيلية مساء الأربعاء، المصلى القبلي بالمسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتدت على المصلين والمرابطين.
وأكدت الدول العربية والإسلامية، بينها تركيا، رفضها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية، ودعت إلى وقفها على الفور، وبينما حثت الولايات المتحدة "جميع الأطراف على ضبط النفس"، أعربت الأمم المتحدة عن "صدمتها" حيال أحداث المسجد الأقصى.
وفي وقت لاحق من الخميس، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة بدعوة من الإمارات والصين؛ لبحث "التطورات الأخيرة المُقلقة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحديداً اقتحام المسجد الأقصى".
(وكالات)