قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، السبت 1 أبريل/ نيسان 2023، إن إلزامية ارتداء الحجاب في البلاد تستند إلى قانون، وعلى الجميع الالتزام به، مع استمرار الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً) في سبتمبر/أيلول، بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق.
وتتحدى أعداد متزايدة من النساء السلطات من خلال خلع الحجاب بعد الاحتجاجات، وفيما قمعت قوات الأمن الاحتجاجات بعنف، انتشر مقطع فيديو ظهر فيه رجل وهو يلقي اللبن الزبادي على امرأتين لا ترتديان الحجاب في متجر بالقرب من مدينة مقدسة لدى الشيعة.
وأصدرت السلطات القضائية في بلدة قرب مدينة مشهد في شمال شرق البلاد مذكرة اعتقال بحق الرجل الذي شوهد وهو يسكب اللبن الزبادي على رأسي المرأتين، وهما أم وابنتها، فيما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن المرأتين صدرت بحقهما مذكرتا اعتقال أيضاً لانتهاكهما القواعد الصارمة التي تحكم زي المرأة في إيران.
مع ذلك، تظهر نساء بشكل متزايد بدون حجاب في مراكز التسوق والمطاعم والمتاجر والشوارع في أنحاء البلاد، بالرغم من أن هذا يعرِّضهن للاحتجاز بتهمة مخالفة قواعد اللبس الإلزامية. وانتشرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي لنساء غير محجبات يقاومن شرطة الأخلاق.
وقال رئيسي في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة: "إذا قال البعض إنهم غير مؤمنين (بالحجاب).. من الجيد استخدام الإقناع.. لكن النقطة المهمة هي أن هناك إلزاماً قانونياً.. والحجاب اليوم مسألة قانونية".
وقالت السلطات إنه تم إنذار صاحب محل الألبان الذي تصدى للمهاجم. وأظهرت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي أن متجره قد أغلق، لكن وكالة أنباء محلية نقلت عنه قوله إنه سُمح له بإعادة فتح المتجر وإنه من المقرر أن "يقدم توضيحات" للمحكمة.
القضاء يتدخل
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني أجئي هدد بملاحقة من يظهرن في الأماكن العامة غير محجبات "دون رأفة".
ونقلت عدة مواقع إخبارية عن أجئي القول: "عدم ارتداء الحجاب يصل إلى حد العداء لقيمنا".
بموجب تفسير الشريعة الإسلامية في القانون الإيراني، الذي وضع بعد ثورة 1979، فإن النساء ملزمات بتغطية شعورهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة. وتواجه المخالفات التوبيخ العلني أو الغرامة أو الاحتجاز.
وقال بيان لوزارة الداخلية، وصف الحجاب بأنه "من ركائز حضارة الشعب الإيراني" و"أحد المبادئ العملية للجمهورية الإسلامية"، إنه لن يكون هناك "تراجع أو تسامح" في هذا الشأن.
وحث البيان المواطنين على مجابهة النساء غير المحجبات. وشجعت توجيهات مماثلة في عقود ماضية متشددين على مهاجمة النساء دون خوف من العقاب.
(وكالات)