حذرت الأمم المتحدة اليوم الجمعة من ارتفاع خطر استخدام الأسلحة النووية، وذلك خلال جلسة بمجلس الأمن الدولي شهدت سجالا بين روسيا والدول الغربية بعد إعلان موسكو اعتزامها نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.
وخلال الجلسة التي دعت إليها أوكرانيا والولايات المتحدة وألبانيا بشأن الإعلان الروسي، حذرت إيزومي ناكاميتسو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح من أن خطر استخدام سلاح نووي في الوقت الحالي أعلى من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة.
وقالت ناكاميتسو إنه يتعين على جميع الدول تجنب الإجرءات التي قد تؤدي إلى تصعيد أو ارتكاب أخطاء أو سوء تقدير.
من جانبه، قال روبرت وود نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصعد سلوك روسيا الخطير والمزعزع للاستقرار من خلال التهديد بنشر الأسلحة النووية في بيلاروسيا، حسب تعبيره.
وأضاف وود أنه ليس هناك أسباب دفاعية تجعل روسيا تنشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، داعيا موسكو إلى إعادة النظر في نواياها بهذا الشأن.
وتابع أن الكرملين يحاول التلاعب بشبح الصراع النووي لكسب ما وصفها بحربه غير الشرعية بأوكرانيا، محذرا من أن استخدام أسلحة كيميائية أو نووية في أوكرانيا سيغير طبيعة الحرب الدائرة هناك منذ أكثر من عام.
كما نددت كل من فرنسا وبريطانيا وألبانيا بإعلان روسيا نيتها نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا. وقال مندوب ألبانيا بمجلس الأمن للجزيرة إن روسيا تزيد من نبرتها النووية سعيا لتخويف الغرب.
صورة لجلسة مجلس الأمن الدولي بشأن خطر استخدام الأسلحة النووية
المندوب الروسي بمجلس الأمن قال إن نشر أسلحة ننوية تكتيكية في بيلاروسيا لا ينتهك التزامات بلاده الدولية (الجزيرة)
روسيا ترد
في المقابل، انتقد المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبنزيا مواقف الدول الغربية إزاء قرار روسيا نقل أسلحة نووية تكتيكية إلى بيلاروسيا.
وقال نيبنزيا إن الخطوة لا تنتهك التزامات روسيا الدولية في ما يتعلق بعدم انتشار الأسلحة النووية، مضيفا أن منطق الشركاء الغربيين السابقين هو أن روسيا "مسؤولة عن كل العلل في عالم اليوم".
وخلال نفس الجلسة، كرر المندوب الروسي التبرير الذي قدمته موسكو لهذه الخطوة، مشيرا إلى سياسة "التشارك النووي" التي ينتهجها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لاسيما عبر نشر أسلحة نووية أميركية في أوروبا.
من جهته، دعا كنغ شوانغ، نائب المندوب الصيني بمجلس الأمن إلى إلغاء اتفاقات التشارك النووي، وشدد على ضرورة امتناع أي دولة نووية عن نشر أسلحة نووية في الخارج، وإلى سحب الأسلحة النووية المنشورة في الخارج.
وبعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن نية بلاده نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو استعداده لاستقبال أسلحة نووية "إستراتيجية" روسية إلى جانب أسلحة "تكتيكية"، محذرا من أن حربا عالمية ثالثة تلوح في الأفق.
(وكالات)