قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس الصيني شي جين بينغ، إنه اطلع على مقترحات الصين لحل الصراع في أوكرانيا، وإنه ينظر إليها بعين الاحترام، وذلك خلال لقاء بين الرئيسين، الإثنين 20 مارس/آذار 2023.
كما قال بوتين، خلال محادثات غير رسمية بالكرملين في بداية زيارة شي الرسمية لموسكو، إن روسيا "تحسد" الصين قليلاً على تنميتها السريعة في العقود الماضية.
وفي وقت سابق من الإثنين، وصل الرئيس الصيني إلى العاصمة الروسية موسكو، في أول زيارة خارجية له منذ إعادة انتخابه للمرة الثالثة رئيساً للصين. ومن المقرر أن تستمر الزيارة التي جاءت بدعوة من نظيره الروسي، 3 أيام، بدءاً من اليوم وتنتهي الأربعاء 22 مارس/آذار.
في المقابل، قال الرئيس الصيني مخاطباً بوتين: "مقتنع بأن الشعب الروسي سيدعمك في الانتخابات الرئاسية" المقرر إجراؤها في عام 2024، وقال شي لبوتين في مستهل محادثاتهما بالكرملين: "أعلم أنه ستكون هناك انتخابات رئاسية أخرى في بلدكم، العام المقبل".
أضاف: "بفضل قيادتكم القوية، أحرزت روسيا تقدماً كبيراً في تحقيق ازدهار البلاد بالسنوات الماضية. وأنا واثق بأن الشعب الروسي سيدعمك بقوة في مساعيك الحميدة".
ووصف شي، الذي تُرجمت كلماته إلى الروسية، بوتين بأنه "صديقه العزيز"، فيما استخدم بوتين المصطلح نفسه لضيفه. لم يفصح بوتين، الذي وصل إلى السلطة في اليوم الأخير من عام 1999 عندما استقال بوريس يلتسن، عما إذا كان سيرشح نفسه في عام 2024.
وتقول الصين وروسيا إن زيارة الرئيس شي لموسكو تأتي في إطار تعميق "صداقتهما التي لا حدود لها"، حيث تنظر الصين إلى روسيا على أنها مصدر للنفط والغاز لاقتصادها، وشريك في معارضة ما يعتبره الطرفان هيمنة الولايات المتحدة على الشؤون العالمية.
وقال متحدث الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الزعيمين سيتطرقان خلال عشاء اليوم، إلى المسائل المتعلقة بأوكرانيا، مضيفاً أن الرئيس الروسي سيقدم على الأرجح "شرحاً مفصلاً" لوجهة نظر موسكو بشأن الوضع الحالي.
وأوضح بيسكوف أنه من المقرر إجراء محادثات أوسع يشارك فيها مسؤولون من البلدين حول جملة من القضايا، غداً الثلاثاء.
وتصور الصين زيارة شي على أنها جزء من تبادلات دبلوماسية طبيعية، ولم تقدم سوى قليل من التفاصيل حول ما ترمي الرحلة إلى تحقيقه، رغم أن الحرب في أوكرانيا تلقي بظلالها على المحادثات.
"رحلة صداقة"
بدوره، قال متحدث الخارجية الصينية، وانغ وين بينغ، في إحاطة صحفية، الإثنين، إن زيارة شي "هي رحلة صداقة وتعاون وسلام"، مضيفاً: "ستتمسك الصين بموقفها الموضوعي والعادل بشأن الأزمة الأوكرانية، وستلعب دوراً بناءً في تعزيز محادثات السلام".
أضاف: "سيجري الرئيس شي تبادلاً معمقاً لوجهات النظر مع الرئيس بوتين حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك"، مشيراً إلى أن شي يهدف إلى "تعزيز التنسيق الاستراتيجي والتعاون العملي بين البلدين، وضخ زخم جديد في تنمية العلاقات الثنائية".
تأتي قفزة بكين في القضايا الأوكرانية بعد نجاحها الأخير في التوسط في محادثات بين إيران وخصمها الرئيسي في الشرق الأوسط، السعودية، حيث اتفقتا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد سنوات من التوترات، وبفضل تلك النجاحات دعا شي الصين إلى لعب دور أكبر في إدارة الشؤون العالمية.
(وكالات)