نقلت قناة "الجزيرة" عن مراسلها، بأن القوات الروسية تحاول التقدم -اليوم السبت- غرب مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا) في محاولة لإحكام تطويقها، في حين تحدّث موقع روسي عن حشد عسكري أوكراني ضخم في الجنوب.
وقال المراسل، إن القوات الروسية تتقدم في قرى وبلدات غرب باخموت، وإن الجيش الأوكراني يحاول التصدي لها. وأشار إلى اشتداد وتيرة القصف المتبادل في هذه المنطقة التي تمر عبرها آخر طرق الإمداد للقوات الأوكرانية.
وقد تعرض الموقع الذي كان يوجد به فريق الجزيرة لقصف مدفعي عنيف أثناء تغطيته تصاعد الأحداث غرب باخموت. ورصد مراسل الجزيرة حسان مسعود لحظات القصف على الطريق الفرعي الواصل بين كوستانتينيفكا وباخموت عبر تشاسيف يار.
وتأتي المحاولات الروسية للتقدم من جهة الغرب بعد 3 أيام من سيطرة مقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة على القسم الشرقي من باخموت.
وفي تقييمها اليومي للتطورات الميدانية بأوكرانيا، قالت استخبارات وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية وخطوط إمدادها إلى الغرب في باخموت لا تزال عرضة للمحاولات الروسية المستمرة لتطويق المدافعين عن المدينة.
وأضافت -في تغريدة عبر تويتر- أن إستراتيجية القوات الأوكرانية الدفاعية تجعل من الصعب على قوات فاغنر مواصلة هجومها من الناحية الغربية.
وتتعرض هذه المدينة الصغيرة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 70 ألفا ولم يتبق منهم الآن سوى 3 آلاف تقريبا، لهجوم روسي مستمر منذ أغسطس/آب الماضي.
وتقرّ كييف بأن سقوط المدينة بيد الروس سيتيح لهم التقدم نحو مدن رئيسية أخرى في دونيتسك على غرار كراماتورسك وسلوفيانسك.
معارك باخموت
وفي تفاصيل المعركة الدائرة بباخموت، أعلن مؤسس مجموعة "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوجين أن قواته أصبحت على بعد نحو 1.2 كيلومتر من مبنى إدارة المدينة بعد سيطرتها على الضفة الشرقية لنهر باخموتكا. ونشر بريغوجين مقطعا مصورا قال إنه لاعتلائه أحد أعلى المباني في باخموت.
وكان موقع "آنا نيوز" العسكري الروسي أفاد بأن قوات فاغنر عبرت نهر باخموتكا الذي يقسم مدينة باخموت قسمين، وأنها تتقدم باتجاه مركز المدينة.
بيد أن الاستخبارات البريطانية قالت إن قوات فاغنر تواجه تحديا للعبور نحو غرب المدينة، بالنظر إلى أن القوات الأوكرانية تقاتل ضمن أماكن محصنة بعد أن دمرت الجسور التي تربط غرب المدينة بشرقها.
من جهتها، قالت قيادة القوات البرية الأوكرانية -في بيان- إن الجيش الأوكراني مستمر في صد الهجمات الروسية على مدينة باخموت.
وأضاف البيان أن قائد المجموعة الشرقية الجنرال أولكسندر سيرسكي يواصل عمله في أهم مناطق القتال بجبهة باخموت، مؤكدا إشراك جميع القوات والموارد التي تمنع الروس من تحقيق خطتهم للتقدم على جبهات القتال بالمدينة.
وفي منشور على صفحته بموقع فيسبوك، قال سيرسكي إنه من الضروري كسب الوقت في باخموت لتكديس الاحتياطات وبدء الهجوم المضاد في الربيع، مضيفا أن باخموت ما زالت تحت سيطرة قواته وأن القوات الأوكرانية تدفع بتعزيزات لمنع سيطرة روسيا على المدينة وإجبار مقاتليها على التراجع.
حشود أوكرانية في زاباروجيا
في تطور آخر، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن عضو مجلس إدارة مقاطعة زاباروجيا (الموالية لروسيا) فلاديمير روغوف تأكيده رصد نقل مجموعات كبيرة من القوات الأوكرانية من زاباروجيا إلى منطقة باخموت.
وقال روغوف إن الجيش الأوكراني يحشد نحو 70 ألف عسكري في الوقت الراهن على محور زاباروجيا (جنوب شرق).
وتسيطر القوات الأوكرانية على مدينة زاباروجيا، في حين يسيطر الجيش الروسي على مناطق عدة بالمقاطعة.
ومطلع العام الجاري، تصاعد القتال مجددا في زاباروجيا بعد فترة من الجمود استمرت أشهرا.
وفي خيرسون (جنوب)، أكد رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية أولكسندر بروكودين مقتل 3 أشخاص اليوم قصف روسي على الطريق السريع الذي يربط ميكولايف بخيرسون.
(الجزيرة + وكالات)