إقتحم عشرات المستوطنين اقتحموا مساء الإثنين بلدة حوارة جنوب نابلس تحت حماية جيش الاحتلال، مشيرا إلى أن شبانا فلسطينيين أصيبوا بالاختناق جراء قنابل الغاز المدمع خلال محاولتهم التصدي للمستوطنين.
وذكر شهود عيان أن المستوطنين أطلقوا الرصاص الحي في الهواء، وألقوا الحجارة على سيارات الفلسطينيين على الطريق الرئيسي للبلدة، بينما أطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الصوت والغاز تجاه سكان البلدة الذين احتشدوا لصد الاقتحام، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
كما بثت منصات محلية فلسطينية، مقطع فيديو يظهر إصابة مواطن فلسطيني بجراح إلقاء المستوطنين حجارة على سيارته أثناء مرورها بأحد شوارع البلدة.
ويأتي هذا التطور الميداني ساعات فقط بعد تصعيد جديد من قبل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي طالب بهدم منازل لفلسطينيين في مدينة القدس خلال شهر رمضان المبارك، بالتزامن مع هدم سلطات الاحتلال 3 منازل فلسطينية في حي وادي الحوز بالقدس المحتلة، واعتقال 13 فلسطينيا في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن بن غفير قوله "ليس سرا أن هناك تفاهما بين قواتنا الأمنية، مفاده أنه خلال شهر رمضان لا ينبغي للمرء أن يتنفس ولا ينبغي تطبيق القانون"، مضيفا "دعنا نتخلى عن هذا الموقف، لا ينبغي للمرء أن يخضع للمخالفين للقانون بسبب حلول هذا الشهر".
ووصفت الإذاعة الإسرائيلية تعليمات بن غفير لشرطة الاحتلال بالمثيرة، إذ من المتبع منذ سنوات تجنب تنفيذ أي عمليات هدم خلال شهر رمضان -الذي يحل بعد أقل من 20 يوما- في القدس الشرقية تجنبا لتصعيد التوتر في المنطقة، بالنظر إلى المكانة الروحية للشهر الكريم.
ونقلت الإذاعة عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى أخيرا محادثات مع رؤساء الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس الأركان ورئيس الشاباك، أفضت إلى إجماع المؤسسة الأمنية على وقف عمليات تطبيق القانون التي أطلقها الوزير بن غفير في شرقي المدينة المحتلة.
وردا على تصريحات إيتمار بن غفير، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية دعوة الوزير "بالاستعمارية العنصرية التي تحرض على مزيد من تصعيد الأوضاع في ساحة الصراع".
وأضافت الوزارة أن تصريحات وزير الأمن القومي الذي وصفته بالفاشي "من شأنها إشعال مزيد من الحرائق في ساحة الصراع، خاصة أنها تندرج في إطار ما تتعرض له القدس من عمليات تهويد وأسرلة واسعة النطاق تشمل جميع مناحي حياة المواطنين المقدسيين".
هدم منازل
وقالت مراسلة الجزيرة في القدس نجوان سمري إن سلطات الاحتلال هدمت 3 منازل لشقيقين وابن عمهما من عائلة طوطح في حي وادي الجوز بالقدس المحتلة بذريعة البناء من دون ترخيص.
وقال صاحب أحد المنازل إن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال وصلت صباح اليوم الاثنين، وطوّقت المنطقة قبل أن تشرع جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في الهدم، وأضاف أن 18 شخصًا يسكنون هذه المنازل منذ 25 عاما، بينهم مسنّة وأطفال.
وفي الضفة الغربية، صادق قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة على هدم منزل الأسير اسلام فروخ في مدينة رام الله (وسط)، وقال بيان للجيش إن التصديق على القرار جاء بعد رفض المحكمة العليا طلب استئناف العائلة لوقف قرار الهدم.
وتتهم سلطات الاحتلال الأسير فروخ بالتخطيط وتنفيذ تفجيرين منفصلين في مدينة القدس المحتلة أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مما أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة آخرين.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير فروخ من مدينة رام الله في شهر ديسمبر/كانون الأول 2022.
وحسب تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فإن السلطات الإسرائيلية هدمت منذ مطلع 2023 وحتى نهاية فبراير/شباط الماضي 67 منزلا في القدس الشرقية بدعوى البناء غير المرخص، وهدمت سلطات الاحتلال خلال العام الماضي 143 منزلا، وفي عام 2021 الذي سبقه 181 منزلا، حسب التقرير نفسه.
وتقدر أوساط فلسطينية في القدس وجود نحو 20 ألف منزل مهدد بالهدم في القدس الشرقية بداعي البناء غير المرخص.
اعتقالات
من ناحية أخرى، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته اعتقلت 14 فلسطينيا مطلوبا من أنحاء الضفة الغربية مساء أمس وصادرت أسلحة، وأضاف أن القوات الإسرائيلية أخذت قياسات منزل منفذ عملية الأغوار التي نفذت في 27 فبراير/شباط الماضي، تمهيدا لهدمه لاحقا.
وكانت سلطات الاحتلال أعلنت فرض إغلاق على الضفة الغربية وغزة بمناسبة عيد "المساخر" اليهودي ابتداء من عصر اليوم الاثنين حتى فجر الخميس المقبل.
ويأتي قرار إغلاق الضفة في ظل التوتر الذي تشهده الضفة على وقع الاقتحامات الإسرائيلية من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين للمدن والقرى الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة نت