أفاد موقع ريبار العسكري الروسي بأن مجموعة فاغنر التي تطوق مدينة باخموت تقترب من قطع آخر طرق إمدادات الجيش الأوكراني في المدينة الإستراتيجية، في حين أمرت القيادة الأوكرانية وحدة استطلاعية في المدينة بالانسحاب.
ووصلت وحدات فاغنر إلى الطريق الرابط بين باخموت وتشاسوف يار بعد تراجع القوات الأوكرانية. وأشارت مصادر عسكرية أوكرانية إلى أن المعارك الضارية مستمرة على المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة.
وقالت قيادة الأركان الأوكرانية في بيان إن القوات الروسية قصفت 15 بلدة في محيط باخموت، وإنها صدت 85 هجوما روسيا على محاور القتال في إقليم دونباس (شرقي البلاد).
من جانبه، قال رئيس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين إن مدينة باخموت أصبحت محاصرة بشكل شبه كامل، وإن هناك طريقا واحدا فقط لخروج القوات الأوكرانية من المدينة.
ودعا بريغوجين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى سحب قواته من المدينة في أقرب وقت.
كما قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن آلاف السكان محاصرون في مدينة باخموت، وإن الأعمال العدائية مستمرة.
أما من الجانب الأوكراني، فقال قائد اللواء الميكانيكي 28 بالجيش الأوكراني يوري ماديار إن وحدته الاستطلاعية تلقت أمرا بالانسحاب من مدينة باخموت (شرقي أوكرانيا)، مؤكدا أنه سينفذ الأوامر رغم عدم معرفته أسباب هذا القرار.
قتال عنيف
في السياق ذاته، قال الجيش الأوكراني إن قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي زار مدينة باخموت، واستمع إلى تقارير القادة الميدانيين بشأن الوضع في الوحدات المقاتلة، واطلع على القضايا الإشكالية المتعلقة بزيادة القدرة الدفاعية للوحدات في الخطوط الأمامية.
وحسب ما نقلته صفحة القوات البرية الأوكرانية على تليغرام، فقد أكد سيرسكي أن قتالا عنيفا يدور في المدينة ومحيطها، مشيرا إلى أن روسيا ألقت وحداتها العسكرية الأكثر استعدادا وتدريبا من مجموعة فاغنر ومن الوحدات النظامية للسيطرة على المدينة.
وقال قائد عسكري ميداني في مجموعة فاغنر الروسية إن الجيش الأوكراني يدمر منشآت البنية التحتية، خاصة الطرق والجسور في مدينة باخموت وما حولها.
وأضاف القائد العسكري في فاغنر أن القوات الأوكرانية تدمر البنى التحتية في محاولة لعرقلة تقدم قواته.
كما قالت وسائل إعلام روسية إن الجيش الأوكراني دمّر الجسر الذي يربط بين ضفتي نهر باخموتكا ويمر وسط باخموت، بالإضافة إلى جسر آخر على قناة مائية باتجاه مدينة تشاسوفيار المجاورة.
تقدم جزئي
على صعيد متصل، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أوكرانية قولها إن مجموعة فاغنر أحرزت تقدما جزئيا في محاولاتها للتقدم نحو قرية خروموفا على المحور الشمالي لمدينة باخموت. وأوضحت المصادر أن القرية ما زالت تحت سيطرة القوات الأوكرانية، التي تمر منها آخر الطرق الموصلة إلى مدينة باخموت.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك الضارية مستمرة على المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة.
وفي خيرسون، أعلنت الإدارة العسكرية الأوكرانية مقتل شخص وإصابة 4 في قصف روسي استهدف أحياء في المدينة.
وأحصت الإدارة العسكرية في خيرسون أكثر من 360 قذيفة أطلقت على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
وقالت الإدارة العسكرية في ميكولايف في بيان إن قصفا بالمدفعية الثقيلة استهدف منطقة أوتشاخيف (جنوبي المقاطعة)؛ مما أدى إلى أضرار مادية في أبنية سكنية وتضرر مؤسسة تجميع المياه التي تعرضت لاستهداف مباشر.
أحداث بريانسك
على صعيد آخر، قال أحد مستشاري الرئيس الأوكراني إن الانفجارات في منشآت روسية حساسة وهجمات المسيرات وصراعات العصابات هي نتيجة لفقدان السيطرة في روسيا. وأضاف أن أوكرانيا لا علاقة لها بالصراعات الداخلية في روسيا، على حد قوله.
وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا استثنائيا لمجلس الأمن الروسي لبحث تدابير مكافحة الإرهاب.
وجاء هذا الاجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي بعد الهجوم الذي شهدته مقاطعة بريانسك الروسية أمس الخميس، حيث عبرت مجموعة مسلحة من الأراضي الأوكرانية إلى قريتين متاخمتين للحدود، وحدثت مواجهات مسلحة أسفرت عن مقتل مواطنين روسيين اثنين وإصابة طفل بجراح.
من جانبها، قالت الخارجية الروسية إن الهجوم على بريانسك تم بأسلحة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وإنه جريمة لن تمرّ من دون عقاب.
وأضافت أن الغرب يطالب كييف بمواصلة العمليات الهجومية واحتلال أراض روسية جديدة، لكن هذه الخطط محكوم عليها بالفشل.
وأكدت الخارجية الروسية استمرار ما سمتها العملية الخاصة لروسيا إلى أن تكتمل مهمة نزع السلاح في أوكرانيا، وتنتهي التهديدات الأمنية.
(الجزيرة نت)