أجَّل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، رحلة كانت مقررة إلى الصين في 5 فبراير/شباط 2023، وذلك بعد اكتشاف منطاد تجسس صيني فوق سماء الولايات المتحدة، الخميس 2 فبراير/ شباط 2023، وهو ما أثار توتراً في العلاقات بين البلدين.
وفي حديثه للصحفيين، الجمعة 3 فبراير/شباط، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية إن الظروف لم تكن مناسبة لزيارة بلينكن للصين، لكن سيتم التخطيط لزيارة أخرى "في أقرب فرصة"، بحسب ما نقلته شبكة BBC البريطانية.
وأضاف المسؤول أن واشنطن تخطط للإبقاء على "خطوط اتصال مفتوحة" بشأن الحادث الذي وُصف بأنه "انتهاك واضح" للسيادة الأمريكية.
وفي أول تعليق لبكين، قالت وزارة الخارجية الصينية، إن بكين تحترم القوانين الدولية، وليست لديها أي نية لانتهاك أراضي أي دولة أو مجالها الجوي.
إذ أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي، عن أملها في أن تتعامل الأطراف في قضية المنطاد بشكل هادئ وحكيم، مؤكدةً أن بكين تتحقق بشأن ما أعلنته الولايات المتحدة من رصد منطاد فوق أراضيها، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة: "إن أي تكهنات أو تضخيم متعمد لن يساعد في معالجة الأمر، نحاول فهم الظروف والتحقق من تفاصيل الوضع".
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الخميس، إن ما يشتبه في أنه منطاد تجسس صيني كان يحلّق فوق الولايات المتحدة لبضعة أيام، مضيفةً أن واشنطن تتعقبه منذ دخوله المجال الجوي الأمريكي.
وكان من المفترض أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، نظيره الصيني في بكين، الأسبوع المقبل؛ لنقاش كثير من المسائل المختلف عليها، بداية من تايوان إلى صناعة الرقائق والتجارة، لكنهما سيحاولان الإجابة عن السؤال نفسه وهو: كيف يمكن لأكبر اقتصادين في العالم تجنب حرب باردة جديدة؟
وتوترت العلاقات بين القوتين، خلال السنوات القليلة الماضية، وتدهورت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود في أغسطس/آب 2022، عندما زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي تايوان، مما دفع الصين إلى إجراء مناورات عسكرية لم يسبق لها مثيل بالقرب من الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.
منذ ذلك الحين، قالت إدارة الرئيس جو بايدن إنها تأمل بناء "أرضية للعلاقة"، وضمان ألا يتحول التنافس إلى صراع. والتقى بايدن بالرئيس الصيني شي جين بينغ، في نوفمبر/تشرين الثاني، مع وضع هذا الهدف في الاعتبار، وتعهد الزعيمان بمزيد من التواصل.
من النقاط الرئيسية الأخرى، الإجراءات التنظيمية الصارمة المكثفة التي تستهدف الصين، ومنها ضوابط تصدير يمكن أن تعرقل صناعة تصنيع الرقائق.
وفي ظل اتفاقية جديدة مع الفلبين لمنح الولايات المتحدة حق استخدام مزيد من القواعد العسكرية والزيارة المحتملة لرئيس مجلس النواب الجديد كيفن مكارثي لتايوان، يرى محللون أن المهمة الرئيسية لبلينكن خلال الاجتماعات، التي تعقد في الخامس والسادس من هذا الشهر، هي ضمان أن يتمكن كلا البلدين من تجنب الأزمة.
وكانت زيارة بلينكن للصين المفترضة هي الأولى لوزير خارجية أمريكي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018 عندما التقى مايك بومبيو، في إدارة دونالد ترامب، بوزير الخارجية آنذاك وانغ يي في بكين، حيث تبادلا تصريحات حادة وسط الحرب التجارية المتفاقمة.
وتنخفض التوقعات من الزيارة. وفي حين سيطرح بلينكن مخاوف الولايات المتحدة مثل الشراكة "بلا حدود" بين الصين وروسيا، والتي أعلنتها الدولتان قبل أسابيع من غزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، فمن غير المحتمل حدوث تقدم في هذه المسألة أو غيرها من القضايا الرئيسية مثل تايوان والتجارة وحقوق الإنسان.
(وكالات)