جددت أوكرانيا التأكيد على أهمية أن تحصل على دبابات "ليوبارد 2" الألمانية إضافة إلى معدات عسكرية حديثة، وسط سعي أميركي للبحث عن أسلحة سوفياتية تمنحها لكييف، وتحذير روسي من أن هذه المساعي ستؤدي إلى "كارثة عالمية".
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية آندريه يوسوف إن أوكرانيا ستتلقى دبابات "ليوبارد 2″، وإن المفاوضات جارية حاليا بهذا الشأن. وأضاف أن بلاده حققت اختراقا كبيرا في الحصول على المساعدة العسكرية، مضيفا أنه رغم عدم وجود قرار علني بشأن نقل الدبابات، فإن أوكرانيا ستحصل عليها.
وأشار إلى أن الموقف المشترك لشركاء أوكرانيا بشأن الحاجة إلى انتصارها قد تشكّل، ولهذا فهي تحتاج إلى الدبابات، بما في ذلك دبابات "ليوبارد 2″، وفق تعبيره.
بدوره، قال نائب قائد الجيش الأوكراني يفين مويسيوك إن بلاده تنتظر نتائج جهود حلفائها لتزويدها بالأسلحة الثقيلة في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن المشاركين في اجتماع "رامشتاين" كانوا على اطلاع جيد على حقيقة الوضع في الجبهة.
وأوضح أن بلاده قدّمت لألمانيا رؤية لسيناريوهات تطور الوضع المحتملة، وقائمة بالأسلحة التي تحتاجها، مضيفا أن هناك إجماعا على أهمية تدريب القوات الأوكرانية، وأن الجيش الأوكراني أثبت أنه قادر على استخدام المعدّات الحديثة في أقصر وقت ممكن، على حد قوله.
ونقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أنه سيزور أوكرانيا في أقرب فرصة ممكنة، موضحا أن برلين تجري حوارا وثيقا مع شركائها الدوليين، وخاصة واشنطن، بشأن تسليم دبابات "ليوبارد" لأوكرانيا، بغية الاستعداد جيدا للقرارات المحتملة.
في المقابل، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين إن تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية سيؤدي إلى كارثة عالمية.
وحذر المسؤول الروسي الدول الغربية -وعلى رأسها الولايات المتحدة- من أن هذا التوجه سيقود إلى إجراءات انتقامية بأسلحة أقوى، على حد تعبيره.
أسلحة سوفياتية
على صعيد متصل، قال مسؤولون عسكريون أميركيون إن حزم المساعدات العسكرية الأخيرة لأوكرانيا لا تمنع واشنطن من البحث عن معدات عسكرية سوفياتية الصنع، تلبي متطلبات المعركة.
وقالت الجنرال لورا ريتشاردسون قائدة القيادة الجنوبية للولايات المتحدة، إن واشنطن تعمل مع الدول التي لديها معدات سوفياتية، إما للتبرع بها أو تبديلها بمعدات أميركية. ويعتقد خبراء أن الدول المستهدفة هي: بيرو، والمكسيك، والإكوادور، وكولومبيا، وأوروغواي، والأرجنتين، والبرازيل.
وصدر عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف رد مفاده أن موسكو ستراقب عن كثب محاولات الولايات المتحدة حث دول أميركا اللاتينية على تسليم أسلحة لأوكرانيا. وأشار بيسكوف إلى القيود القانونية التي تحظر الشحن إلى دول ثالثة، مضيفا أن أي شحنة أسلحة تخضع بالطبع لالتزامات معينة من تلك الدول التي تتلقى معدات عسكرية.
تمديد
على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها ستمدد مهمة عدة آلاف من قواتها في جنوب شرق رومانيا لمدة 9 أشهر أخرى على الأقل، تنفيذا لالتزام الرئيس جو بايدن بتعزيز الوجود الأميركي في أوروبا، في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.
واعتبر البنتاغون أن هذه الخطوة ستضمن استمرار الوضع الجيد للولايات المتحدة لتوفير موقف رادع قوي ودفاعي إلى جانب حلفائها في أوروبا.
وأكد البيان أن الولايات المتحدة ستواصل تعديل موقفها بحسب الحاجة؛ استجابة للبيئة الأمنية الديناميكية في المنطقة.
معارك
ميدانيا، تتضارب الأنباء بشأن المعارك في محور زاباروجيا؛ فقد أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها سيطرت على مواقع مهمة في هذا المحور. في المقابل، وصف الجيش الأوكراني الحديث الروسي عن اختراق دفاعاته هناك بأنه ادعاء مزيف.
وأفاد الجيش الأوكراني بأن قواته استعادت جميع مواقع سيطرتها خلال الساعات الماضية، ودفعت القوات الروسية إلى مواقعها السابقة في زاباروجيا جنوبي البلاد.
وكان يفغيني أيرين المتحدث باسم القوات الأوكرانية في مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون أكد تصاعد العمليات القتالية في مقاطعة زاباروجيا، وأضاف أن القوات الروسية تحشد قواتها باتجاه خيرسون، كما ترسل المزيد من التعزيزات عبر شبه جزيرة القرم.
وقال الجيش الأوكراني إن قواته الجوية شنت خلال الساعات الماضية 17 غارة على مواقع تمركز القوات الروسية ومنظوماتها الصاروخية داخل الأراضي الأوكرانية.
من جهتها، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية نفذت خلال اليوم الماضي 27 غارة، إضافة إلى 55 رشقة صاروخية على مواقع أوكرانية لم تحددها.
وأشارت إلى أن القوات الروسية واصلت محاولاتها الهجومية في أكثر من اتجاه، وأنها قصفت أكثر من 15 منطقة في زاباروجيا ومناطق أخرى في خيرسون.
وقد حذرت وزارة الدفاع الأوكرانية من أن التهديد الروسي بشن ضربات بالصواريخ الأرضية والجوية والمسيرات، لا يزال قائما في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت أن القوات الروسية تشن ما سمتها "هجمات فاشلة" على محوري "أفدييف" و"ليمان"، كما تواصل محاولاتها في محور باخموت شرقي البلاد.
وقالت الوزارة إن قواتها تصدت أمس لهجمات روسية على مناطق عدة في دونيتسك ولوغانسك، شرقي البلاد.
مقاتلون روس في باخموت
وبثت وزارة الدفاع الأوكرانية صورا قالت إنها لمجموعة من القوات الروسية بالقرب من مدينة باخموت، كما بثت قيادة العمليات الخاصة صورا قالت إنها للمعارك بين وحداتها والقوات الروسية في مدينة سوليدار، دون ذكر تاريخها.
وفي سياق مواز، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على نحو 300 عسكري أوكراني خلال الساعات الماضية، وقال الناطق باسم الوزارة إن القوات الروسية تتقدم في محوري دونيتسك وزاباروجيا.
وأفاد مراسل عسكري موال لموسكو بتقدم القوات الروسية باتجاه سوليدار أرتيموفسك و"تحرير" قرية كراسنوبولي بالقرب من مدينة سوليدار، وأضاف أن الهجوم الروسي لا يزال مستمرا في اتجاهات عدة، على حد تعبيره.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس ما سمته تحرير منطقة كليشيفكا السكنية، بالقرب من أرتيموفسك بمقاطعة دونيتسك.
تقييم بريطاني
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا قد تواجه مصاعب جمة في تنفيذ الخطط التي أعلنها وزير دفاعها سيرغي شويغو قبل أيام.
وأفادت الوزارة -في تقييم للاستخبارات البريطانية نشرته على تويتر- بأن المصاعب ستتركز في زيادة عدد القوات المسلحة إلى 1.5 مليون جندي، وفي تسليحها أيضا.
وأضافت أن خطط شويغو لإعادة تقسيم المناطق العسكرية تعكس عودة جزئية إلى العهد السوفياتي، وأن تقدير القيادة الروسية هو أن هناك تهديدا عسكريا تقليديا سيستمر لسنوات، حتى بعد انتهاء حرب أوكرانيا.
(الجزيرة)