كررت أوكرانيا الخميس مطالبتها حلفاءها الغربيين بتزويدها دبابات و”التوقف عن الارتجاف أمام” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ظل تردد بعض القادة الذين يخشون تصعيدا مع موسكو.
في المقابل، حذّر الكرملين الخميس من أنّ تسليم الدول الغربية أوكرانيا أسلحة طويلة المدى قادرة على استهداف عمق الأراضي الروسية سيؤدّي إلى تصعيد خطر في النزاع المسلّح بين موسكو وكييف.
وفي السياق ذاته، وجّه وزيرا الدفاع والخارجية الأوكرانيان أوليسكي ريزنيكوف ودميترو كوليبا في بيان مشترك “نداء إلى كلّ الدول الشريكة التي سبق وقدمت مساعدة عسكرية أو تدرس هذه الإمكانية، ندعوها فيه إلى تعزيز مساهمتها بشكل كبير”.
وذكر الوزيران في البيان 12 دولة، بينها تركيا وألمانيا، تملك دبابات من طراز ليوبارد.
وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تردّد ألمانيا في تزويد أوكرانيا دبابات ثقيلة من صنعها.
وقال زيلينسكي عبر الفيديو خلال مأدبة فطور على هامش منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا “هناك أوقات يجب ألا نتردّد فيها أو نقارن. كأن يقول أحدهم “سأعطي دبابات إذا فعل ذلك طرف آخر”.
وخلال زيارة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى كييف الخميس، قال زيلينسكي “لا تكفي شجاعة جيشنا واندفاع الشعب الأوكراني في مواجهة آلاف الدبابات التابعة لروسيا”.
وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على تويتر “ليس هناك محظورات. من واشنطن إلى لندن، من باريس الى وارسو، يقولون أمرا واحدا: أوكرانيا تحتاج الى دبابات. إنه المفتاح لوضع حد للحرب. حان وقت التوقف عن الارتجاف أمام بوتين واجتياز المرحلة الأخيرة”.
من جهته، شدّد ميشال على “ضرورة إرسال دبابات لكييف”.
شحنات جديدة من الدبابات
ودبابات “ليوبارد” الألمانية هي من الدبابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي التي تطلبها كييف من حلفائها، ويقول الخبراء إنّها ستكون حاسمة في المعارك المقبلة في شرق أوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكراني يشير إلى تقارير إعلامية تفيد بأنّ برلين لن تمنح أوكرانيا دبابات ثقيلة إلّا في حال أرسلت الولايات المتحدة دبابات “أبرامز”.
غير أنّ واشنطن ليست مستعدّة لتزويد أوكرانيا هذه الدبابات القتالية القوية، حسبما أكد الأربعاء مسؤول كبير في البنتاغون، مبرّراً هذا الرفض بمسائل تتعلّق بالصيانة والتدريب، من دون أن يستبعد تغيير الموقف الأمريكي في هذا الشأن في المستقبل.
وأشار النائب الأمريكي غريغوري ميكس إلى أنّ المستشار الألماني أولاف شولتس يأمل في أن ترسل الولايات المتحدة وألمانيا دباباتهما معاً إلى أوكرانيا. وقال لوكالة فرانس برس الخميس “يجب أن تكون الولايات المتحدة وألمانيا (معاً)، لا شك في ذلك”.
والجمعة، سيجتمع وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين في الدول الغربية التي تقدّم مساعدات عسكرية لأوكرانيا إضافة إلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في رامشتاين في ألمانيا. وسيكون هذا الاجتماع الثالث من نوعه.
من جهة أخرى، كرّر زيلينسكي الخميس عزمه تحرير كل الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها في العام 2014.
الخميس، أعلن وزير الدفاع البريطاني في إستونيا أن المملكة المتحدة سترسل الى أوكرانيا 600 صاروخ إضافي طراز بريمستون لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي.
وقررت السويد تزويد أوكرانيا مدافع آرتشر طويلة المدى المتنقلة والحديثة التي تطالب بها كييف منذ أشهر عدة، على ما أعلن رئيس الوزراء أولف كريسترسون.
وسترسل السويد التي تخلت منذ بدء الغزو على أوكرانيا عن عقيدتها عدم تسليم أسلحة إلى دولة تشهد حربا، أيضا خمسين دبابة قتالية لسلاح المشاة من طراز سي في-90 فضلا عن صواريخ مضادة للدروع محمولة من طراز “ان لو” على ما أكدت الحكومة.
وقررت الدنمارك أن تمنح أوكرانيا 19 مدفع سيزر بعيدة المدى فرنسية الصنع، علما أن بعضها لم تتسلمه كوبنهاغن بعد، وفق ما أعلنت الحكومة الخميس.
من جهتها، تضاعف القوات الروسية، بدعم من مجموعة فاغنر المسلّحة، جهودها للاستيلاء على مدينة باخموت في منطقة دونيتسك حيث تدور معارك دامية منذ عدة أشهر.
وأحرزت القوات الروسية تقدمًا بسيطًا على الأرض، بحيث استولت على جزء كبير من مدينة سوليدار المجاورة.
في سياق آخر، تأتي تصريحات زيلينسكي في دافوس غداة تحطّم مروحيّة قرب كييف أدى إلى مقتل وزير الداخلية الأوكراني دنيس موناستيرسكي و13 شخصاً آخرين على الأقل.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان تحطّم المروحية حادثاً، أجاب زيلينسكي “التحقيق جارٍ. تدرس فرضيات عدة ولست مخوّلاً التحدّث عن أيّ منها حتى انتهاء التحقيقات”.
(فرانس برس)