شيّع أهالي رام الله جثمان الشهيد أحمد كحلة الذي قتله جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد، وفي حين أدانت فصائل فلسطينية سياسة "الإعدامات الميدانية" التي ينفذها الاحتلال بحق فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، دعت الصين إسرائيل إلى التوقف عن استفزاز الفلسطينيين.
وكان الشهيد كحلة استُشهد متأثرًا بجروح أُصيب بها من قبل قوات الاحتلال صباح اليوم قرب بلدة سلواد شرقي رام الله.
وانطلق موكب تشييع أحمد عبد الجليل كحلة (45 عاما) من مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله إلى مسقط رأسه بلدة رامون شمال شرقي المدينة، حيث ووري جثمانه الثرى.
وذكرت مصادر عبرية أن قوة إسرائيلية أطلقت النار على الرجل بذريعة محاولته تنفيذ عملية طعن.
في المقابل، نفى شهود عيان فلسطينيون حدوث أي عملية طعن وأكدوا أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص على الشاب بعد مشادة كلامية.
ونشر فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مسجلا يوثق لحظة إطلاق النار على الشهيد أحمد كحلة. ويكشف الفيديو اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على الرجل أثناء محاولته الدفاع عن نفسه، ومن ثم إطلاق النار الحي واستشهاده.
وباستشهاد كحلة، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ مطلع عام 2023 إلى 13، بينهم 3 شهداء في جنين أمس السبت وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وحمّل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن الجرائم المتواصلة.
وطالب اشتية، في بيان، الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، بأشد العبارات جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال.
وحمّلت الحكومةَ الإسرائيليةَ المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم ونتائجها وتداعياتها على ساحة الصراع.
اشتباكات متفرقة
وفي جنين شهدت بلدة "يعبد" جنوب غرب المدينة اشتباكات مسلحة بين مسلحين فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها البلدة.
وفي الخليل أفاد شهود عيان أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على حافلة للمستوطنين قرب بلدة حلحول شمال المدينة، ثم انسحبوا من المكان.
وقال جيش الاحتلال الإٍسرائيلي إن الحافلة تعرضت لأضرار جراء إصابتها بعدة أعيرة نارية بدون وقوع خسائر بشرية، ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إلى المنطقة وباشرت عملية تمشيط واسعة.
تصعيد لافت
وتشهد الضفة تصعيدا لافتا منذ مطلع العام الجاري، فقد أسفرت العمليات العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال منذ تولي حكومة بنيامين نتنياهو الحكم عن استشهاد 13 فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس، واعتقال نحو 190 فلسطينيًّا غالبيتهم في الضفة الغربية.
وفي 2 يناير/كانون الثاني الجاري اندلعت مواجهات عنيفة خلال اقتحام قوات الاحتلال لبلدة كفردان غرب مدينة جنين، وأسفرت العملية عن استشهاد شابين فلسطينيين.
وفي الثالث من الشهر الجاري، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ومجموعة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة.
وفي اليوم ذاته، استشهد الطفل آدم عياد البالغ من العمر 15 عاما إثر إصابته برصاصة في الصدر خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم.
وفي 14 يناير/كانون الثاني الجاري، لاحقت قوات الاحتلال مركبة فلسطينية وقتلت شابين فلسطينيين في أعقاب اقتحامها لبلدة جبع جنوب جنين.
وضمن الإجراءات العقابية التي بدأها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في حق الأسرى الفلسطينيين، نقل الاحتلال 40 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية من سجن هداريم شمال تل أبيب، إلى سجن نفحة في صحراء النقب جنوب إسرائيل.
إدانة الفصائل
وفي السياق، طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان، بـ"محاكمة الإسرائيليين الذين يرتكبون جرائم الاغتيال بحق الفلسطينيين في الضفة في المحاكم الدولية".
وقالت في البيان إن جريمة الاحتلال اليوم باغتيال فلسطيني بدم بارد وإعدامه بشكل مباشر أمام نجله، بعد إخراجه من مركبة، يعدّ إرهابا صهيونيا وتصعيدا خطيرا.
من جانبها، قالت الجهاد الإسلامي إن مشهد إعدام الفلسطيني بنيران جنود الاحتلال أمام مرأى العالم جريمة بشعة تُثبت مرارا مدى التغول بحق شعبنا.
وتوعّدت الحركة بالرد على الجرائم الإسرائيلية، قائلة إن "مجاهديها لن يصمتوا طويلا أمام هذا الإجرام الفاشي وأمام قتل 13 من أبناء شعبنا خلال أسبوعين".
بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن سياسة "الإعدامات الميدانية" التي ينفّذها الاحتلال بحق فلسطينيين تحت حجج واهية لن تكسر إرادة الشعب.
وشددت، في بيانها، على أن هذه الاغتيالات تعكس العنصرية والفاشية التي تتسم بها دولة الكيان الصهيوني.
أما حركة الأحرار، فقد دعت الفلسطينيين في الضفة الغربية لـ"إشعال انتفاضة شاملة للجم عربدة وعدوان الاحتلال".
موقف الصين
وفي بكين، دعا وزير الخارجية الصيني تشين جانغ اليوم الأحد إسرائيل إلى "التوقف عن الاستفزازات" في فلسطين "تفاديا لتفاقم الأوضاع".
وأضاف جانغ، خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري، أن "القضية الفلسطينية مسألة جوهرية بالشرق الأوسط، وفي الآونة الأخيرة نشعر بالقلق من التطورات الأخيرة في فلسطين".
ودعا الأطراف المعنية إلى الالتزام بالقرارات الدولية والحفاظ على الوضع التاريخي للقدس والتحلي بضبط النفس والهدوء تفاديا لمزيد من تصاعد التوترات، وخاصة على إسرائيل التوقف عن الاستفزازات تفاديا لتفاقم الأوضاع.
كما دعا جانغ المجتمع الدولي إلى دعم مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) والأرض مقابل السلام وتفعيل المفاوضات ودعم الفلسطينيين لإيجاد حل عادل للقضية.
ومنذ أبريل/نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين بجانب تنصلها من مبدأ حل الدولتين.
(الجزيرة + وكالات)