كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة 13 يناير/كانون الثاني 2023، عن اتفاق بين بلاده والسعودية في قمة بغداد الأخيرة التي عقدت بالأردن الشهر الماضي، على "الحوار المشترك بما يؤدي إلى تطبيع العلاقات".
تصريحات الوزير الإيراني جاءت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، في العاصمة بيروت، على هامش زيارة يجريها الأخير إلى البلاد.
وقال عبد اللهيان، إنه "كان هناك اتفاق إيراني سعودي في قمة بغداد الأخيرة على الحوار المشترك بما يؤدي في نهاية المطاف إلى تطبيع العلاقات"، في إشارة لقمة بغداد بالعاصمة عمان، في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بمشاركة 12 دولة.
حيث ضمت القمة كلاً من الأردن والعراق وفرنسا وتركيا ومصر والكويت والسعودية والإمارات وقطر وسلطنة عُمان والبحرين وإيران، بالإضافة إلى ممثلين للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج.
المحادثات بين السعودية وإيران
ومنذ أبريل/نيسان 2021، انخرطت طهران والرياض في مفاوضات بوساطة بغداد لإعادة العلاقات الدبلوماسية، لكن مسؤولين عراقيين قالوا في ديسمبر/كانون الأول إن المحادثات بين البلدين "تعطلت" على خلفية مزاعم طهران بأن المملكة ساهمت في التحريض الأجنبي المزعوم على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تشهدها إيران، حسب ما نقلته وكالة Associated Press الأمريكية.
وكان رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني قال، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد توليه منصبه، إنه طُلب من العراق الاستمرار في تسهيل الحوار، بحسب الوكالة ذاتها.
على أنه لم يُحدَّد موعد الجولة السادسة من هذه المحادثات، التي ستستضيفها بغداد، لأن طهران رفضت لقاء المسؤولين السعوديين مع دخول الاحتجاجات في إيران شهرها الرابع، بحسب المسؤولين العراقيين.
في سياق آخر، شدد وزير الخارجية الإيراني على أن بلاده "تقف داعمة بشكلٍ واضح للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية"، وقال في موضوع آخر، إن بلاده "سعيدة بالحوار بين سوريا وتركيا، ونعتقد أنّه يمكن أن ينعكس إيجاباً لمصلحة البلديْن".
وفي الشأن اللبناني، أعرب عبد اللهيان عن ثقته بأن "التيارات السياسية اللبنانية لديها الوعي والتجربة الكافيتان لإيجاد مخرج للشغور الرئاسيّ"، لافتاً إلى أن "إيران لا تتدخل في الأمور الداخلية للبنان، وترحّب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية".
وفشل البرلمان اللبناني، في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي، للمرة العاشرة منذ سبتمبر/أيلول في انتخاب رئيس للجمهورية خلفًا لميشال عون، الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتتهم كتل برلمانية نواب جماعة "حزب الله" وحلفاءها بتعطيل انتخاب الرئيس عبر التصويت بأوراق بيضاء في الدورة الأولى ثم الانسحاب كي لا يكتمل نصاب الدورة الثانية، بينما يقول مسؤولون في الجماعة، إنهم يريدون "رئيساً لا يطعن المقاومة (حزب الله) في الظهر".
وأشار عبد اللهيان، إلى أن "إيران على أتمّ الاستعداد لبناء وتأهيل معامل الطاقة الكهربائية في لبنان بالتنسيق مع الحكومة"، بينما قال وزير الخارجية اللبناني، إن "هناك محاولات جدّية للاستفادة من المساعدات الإيرانية للبنان"، مشيراً إلى "وجود عوائق وضغوط خارجية".
أضاف بو حبيب: "سمعنا من عبد اللهيان حرص إيران على استقرار لبنان وأهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي"، مؤكداً أن "لبنان حريص على استقرار إيران، ويرفض تدخل أي دولة في شؤون دول أخرى".
ووصل عبد اللهيان إلى بيروت، الخميس 12 يناير/كانون الثاني، في زيارة رسمية تستمر 3 أيام، يلتقي فيها المسؤولين اللبنانيين لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
(الاناضول)