أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لقاء مع مجلة "لوبوان" الفرنسية أنه لن يطلب من الجزائريين "الصفح" عن استعمار فرنسا لبلدهم، موضحا أن "الذاكرة والتاريخ ليس تصفية حساب".
وأكد أنه يأمل أن يستقبل نظيره الجزائري في باريس هذا العام لمواصلة العمل معه على ملف المصالحة بين البلدين. وأضاف أن الخوض في الذاكرة والتاريخ "يعني الاعتراف بأنّ "هناك أمورا لا يمكن وصفها أو فهمها، وهناك أمور لا يمكن تأكيدها وهناك أمور لايمكن ربّما أن تُغتفر".
وتحدث ماكرون في مقابلة صحفية مطولة مع الكاتب الجزائري، كمال داود، وهو كاتب عمود في مجلة لوبوان، تمحورت حول الذاكرة والاعتراف والصفح أو السماح وحق اللجوء والفرانكفونية وارتداء الحجاب والإسلاموية؛ وهي مواضيع تسببت أحياناً في توتر بين باريس والجزائر.
وأجاب الرئيس ماكرون عند سؤاله عما إذا كانت زيارة الرئيس الجزائري إلى فرنسا ستشمل المشاركة في مراسم تكريم أمام نصب الأمير عبد القادر الجزائري في مقبرة أبطال مقاومة الاستعمار في بلدة أمبواز في جنوب غرب باريس "ستكون هذه لحظة جميلة جداً وقوية جدّا وأتمنّى حدوث ذلك".
والأمير عبد القادر (1808-1883) اعتُقل في أمبواز مع العديد من أفراد عائلته.
واعترف ماكرون بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال "معركة الجزائر" في عام 1957، وندد بـ"جرائم لا مبرّر لها" ارتكبها الجيش الفرنسي خلال المذبحة التي تعرّض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961.
لكنّ الاعتذار الذي تنتظره الجزائر عن استعمار فرنسا لها لم يأت بعد، مما أحبط مبادرات ماكرون للمصالحة وزاد من سوء التفاهم بين الجانبين.
وساعدت زيارة ماكرون إلى الجزائر في أغسطس/آب في العام الماضي على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها، وكانت قد توترت إثر تصريحات للرئيس الفرنسي في 2021 شكّك فيها في وجود أمّة جزائرية قبل الاستعمار، واضطر ماكرون بعدها إلى الإقرار بخطأ تصريحاته تلك.
المصدر: الصحافة الفرنسية