قالت الرئاسة الروسية إن إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا لن تكون قادرة على تغيير أي شيء على الأرض بشكل جذري، فيما أعلنت كييف حصيلة خسائر فادحة للقوات الروسية على أرضها.
وأكد الكرملين اليوم الاثنين أن تسليم أوكرانيا مدرعات غربية وأسلحة أخرى أعلن عنها الأسبوع الماضي لن يكون له أثر سوى "إطالة أمد معاناة الشعب الأوكراني، ولن يغير ميزان القوى على الأرض"، نافيا في الوقت ذاته المزاعم عن وجود موجة جديدة من التعبئة الجزئية في روسيا.
بدوره، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن روسيا لا تحارب أوكرانيا، بل هي في مواجهة مع حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO).
وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا الأسبوع الماضي نيتها تسليم مدرعات لأوكرانيا، فيما قالت فرنسا إنها أرسلت دبابات خفيفة إلى كييف.
في المقابل، قال المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك إن استهداف الأراضي الروسية هو نتيجة مباشرة لعدوان روسيا على بلاده.
وأضاف بودولياك في مقابلة تلفزيونية أن أوكرانيا لها الحق الكامل في استهداف الروس في شبه جزيرة القرم.
وقال إنه وفقا للقانون الدولي فإن من حق أوكرانيا تدمير كل المواقع الروسية على أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، مضيفا أن استهداف العمق الروسي كالمطارات العسكرية "هو نتيجة مباشرة للعدوان على بلادنا، ونحن نشهد اليوم انهيارا روسيا داخليا".
غارات متبادلة
وفي التطورات الميدانية، أعلن الموالون لروسيا في مقاطعة دونيتسك السيطرة على بلدة باخموتسكويه قرب سوليدار شرقي أوكرانيا.
بدورها، قالت الرئاسة الأوكرانية إن الوضع في مدينة سوليدار شرقي البلاد بات صعبا للغاية، لكنها لا تزال صامدة مع مدينة باخموت رغم الغارات الروسية التي ألحقت بهما دمارا كبيرا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القتال العنيف يتواصل، وإن مدينة خيرسون تتعرض لقصف روسي بالذخيرة الحارقة.
وفي الأثناء، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها الجوية نفذت في الساعات الماضية نحو 20 غارة على نقاط تمركز القوات الروسية في مناطق عدة، وأسقطت 3 مروحيات و3 مسيّرات روسية.
وأضافت الهيئة أن القوات الروسية نفذت خلال أمس الأحد أكثر من 30 غارة جوية وصاروخية على مواقع أوكرانية لم تسمها، موضحة أن الروس واصلوا الدفاع عن خطوط تمركزهم في مقاطعتي خيرسون وزباوروجيا.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربة انتقامية ضد القوات الأوكرانية في مدينة كراماتورسك، مضيفة أن الهجوم يأتي ردا على هجوم ماكييفكا بمقاطعة دونيتسك ليلة رأس السنة.
وأكدت الوزارة أن الضربة أدت إلى مقتل 600 عسكري أوكراني في المدينة، فيما أكد الجيش الأوكراني أن التصريحات الروسية عارية عن الصحة.
حصيلة الحرب
وأعلنت أوكرانيا حصيلة الخسائر الروسية، وقالت في بيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إنها قتلت منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي نحو 111 ألفا و760 جنديا روسيا، منهم 590 جنديا أمس الأحد.
وأضاف البيان أن إجمالي الخسائر القتالية للعدو شمل أيضا تدمير 3080 دبابة روسية و6147 عربة قتال مدرعة و2069 منظومة مدفعية و434 منظومة صواريخ متعددة الإطلاق و217 منظومة مضادة للطائرات.
وتابع البيان -الذي نشرته وكالة الأنباء الألمانية ولم تورد أي تعليق روسي عليه- أنه تم تدمير 285 طائرة حربية و275 مروحية و16 زورقا حربيا، و1856 طائرة مسيرة و183 من وحدات المعدات الخاصة، وتم إسقاط إجمالي 723 صاروخ كروز.
طائرة متطورة
في غضون ذلك، قالت الاستخبارات البريطانية إن روسيا استخدمت بشكل شبه مؤكد منذ يونيو/حزيران الماضي الطائرة المتطورة "سو-57 فيلون" (Su-57 FELON) للقيام بمهام في أوكرانيا.
وأضافت أن هذه الطائرة تنتمي إلى الجيل الخامس الأسرع من الصوت، وتستخدم تقنيات التخفي وإلكترونيات طيران متقدمة للغاية.
ورجحت الاستخبارات البريطانية أن تكون هذه المهمات مقصورة على التحليق فوق الأراضي الروسية وإطلاق صواريخ بعيدة المدى على أوكرانيا، وأرجعت ذلك إلى حرص موسكو على سلامة الطائرة وسمعتها وتجنيبها خطر إسقاطها في أوكرانيا.
(الجزيرة + وكالات)