لا يتوقف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” عن استغلال كل المحاولات لتجنيد عملاء له في الداخل اللبناني للتجسس على حزب الله، وآخر ما تمّ الكشف عنه هو ابتزاز مقاتل سابق من حزب الله بفيديوهات ثم بإغراءات مالية لإجباره على التعامل مع العدو الإسرائيلي.
وفي الرواية التي كشفت عنها صحيفة “الأخبار” أن محسن س الذي سافر إلى إفريقيا بعد طرده من صفوف حزب الله نفّذ مهمات كلّفه بها العدو لرصد مواقع المقاومة، وقام بمحاولات فاشلة للعودة إلى صفوف الحزب، قبل أن تزيد الشبهات حوله لينتهي الأمر بتوقيفه.
وذكرت “أن وشماً على يد محسن هو «313» لفَتَ نظر الفتاة الشقراء في أحد مقاهي العاصمة السيراليونية فريتاون. وبعدما تبادلا النظرات دعاها إلى طاولته لاحتساء زجاجة «بيرة». وقد عرّفت عن نفسها بأنها بلجيكية، اسمها شارلوت، وتعمل في إحدى المنظمات الدولية. تبادلا أطراف الحديث ورقميهما الهاتفيين قبل أن يفترقا ويعودا ليلتقيا في منزلها على الشاطئ.
وبعد أسبوع، وصل إلى هاتفه عبر واتساب مقطع فيديو يُظهره في أوضاع حميمية مع شارلوت في منزلها مرفقاً بعبارة “روق يا حبيب”. وبعد نحو ربع ساعة، جاءه اتصال وطلب منه المتصل الذي كان يتحدّث بالعربية التزام الهدوء. سأله محسن عن هويته، فأجاب بأنّه «صديق يريد المساعدة». لاحظ المتصل انفعال محسن، فقال له: «اهدأ. ما تلعب بالخطر»، وأبلغه أنه من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي”.
وتضيف الرواية “على مدى أيام، أخضع ضباط إسرائيليون أربعة محسن لاستجواب مفصّل حول حزب الله وحول المهارات العسكرية التي اكتسبها في صفوف الحزب والأسلحة التي تدرّب عليها ومواقع التدريب وتلك التي شارك فيها في القتال وطلبوا منه تحديدها على الخريطة. كما طرحوا أسئلة حول الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ودورات الإسعاف الحربي والإشارة والدفاع الشخصي والطوبوغرافيا.
ولدى سؤاله عن جنسيات المدربين قال إنهم «لبنانيون من البقاع» وإنّه يجهل أسماءهم. كما سألوه عن أسماء لبنانيين ينتمون إلى الحزب سافروا بإذن إلى أفريقيا. وأقرّ محسن أمام مشغّليه، للمرة الأولى، بأنه خدم في عداد قوات الهندسة في حزب الله، فطرحوا عليه أسئلة حول هذه الوحدة، وعما إذا ما كان مسؤولاً عن أي من مخازن السلاح، فأجاب بالنفي. وأشار إلى أنه تدرّب على زرع العبوات وتفكيكها، وعندما عرضت عليه صور عبوات يدوية وصفها بأنها «بدائية»، مشيراً إلى أنه عمل على عبوات أكثر تعقيداً.
كذلك عُرضت عليه صور عناصر من الـ«يونيفيل» داخل نفق وأخرى لملاجئ تحت الأرض وسُئل عما إذا كان يعرف مواقعها، وما إذا كان على علم بأماكن وجود مخازن عبوات في الضاحية الجنوبية. بعد الاستجواب المفصّل، أُخضع محسن لاختبار كشف الكذب، فاجتازه بنجاح”.
وقبل عودته إلى لبنان، أعطى المشغّلون عميلهم 17 ألف دولار على دفعات (2000 و5000 و10 آلاف)، وطلبوا منه أن ينفق المال بطريقة منطقية حتى لا يلفت الأنظار، كما طلبوا أن يكون التواصل عبر «واتساب» حصراً، وقالوا إنهم سيرسلون إليه مزيداً من الأموال بواسطة “البريد الميّت”.
وطوال الفترة التي أمضاها العميل في لبنان، لم ينجح في العودة إلى صفوف الحزب، رغم سعيه لإعادة التواصل مع شباب من الحزب في بلدته والمنطقة. وفي نهاية أيلول الماضي، أوقف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي محسن س. في بلدة الناقورة حيث يعمل مع والد زوجته في تركيب ألواح الطاقة الشمسية.
(القدس العربي)