ضربت الصواريخ الروسية العاصمة الأوكرانية كييف ومدنا عدة في أنحاء البلاد -اليوم الخميس- في موجة جديدة من الهجمات الصاروخية، في المقابل أعلنت موسكو اعتراض مسيرة أوكرانية قرب قاعدة إنغلز الجوية، بينما استدعت بيلاروسيا السفير الأوكراني لديها للاحتجاج على سقوط صاروخ أوكراني على أراضيها.
وأفادت السلطات الأوكرانية بتعرض العاصمة ومقاطعات أخرى لموجة جديدة من القصف الروسي بـ 120 صاروخا استهدفت منشآت حيوية ومناطق مدنية، وأدت إلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن البلاد تتعرض لهجوم من جهات مختلفة بصواريخ كروز من الجو والبحر، من طائرات وسفن إستراتيجية.
وأعلن رؤساء بلديات كييف ولفيف (غرب) وخاركيف (شرق) أن صواريخ روسية ضربت المدن الثلاث، وتسببت في سلسلة من الانفجارات.
من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الدفاعات الجوية أسقطت اليوم 54 صاروخا روسيا من أصل 69 صاروخا استهدفت أراضي البلاد.
بدوره، توقع المستشار الرئاسي أوليكسي أريستوفيتش -على صفحته في فيسبوك- موجة ثانية وربما ثالثة من الهجمات الصاروخية الروسية على البلاد.
من جهته، وصف وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الضربات الصاروخية الروسية الأخيرة على بلاده خلال اليوم بأنها "همجية ولا معنى لها".
انقطاع الكهرباء
ومن جانبه قال عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، إن التيار الكهربائي انقطع عن 40% من العاصمة بسبب الضربات الروسية للبنية التحتية.
وكان كليتشكو حث السكان على الاستعداد لمثل هذا الانقطاع، ودعاهم إلى شحن هواتفهم وتخزين المياه.
وذكر عمدة كييف أن المعلومات الأولية تفيد بأن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 16 صاروخا أطلقت على العاصمة، وقال إن شظايا أحد الصواريخ أصابت 3 مدنيين ومنزلين، داعيا السكان إلى البقاء بالملاجئ.
وفي لفيف، قالت السلطات إن القصف الروسي أدى إلى انقطاع الكهرباء عن 90% من أراضي المقاطعة.
في غضون ذلك، قالت شركة السكك الحديدية الأوكرانية إن حركة القطارات تأخرت في العديد من الخطوط نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.
وعلى مدى الأشهر الماضية، شنت روسيا موجات عديدة من الضربات الصاروخية على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاعات واسعة للتيار الكهربائي.
قصف متبادل
ميدانيا، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية إصابة 230 جنديا روسيا في محاور القتال بمقاطعة زاباروجيا (جنوب) مؤكدة أن القصف دمر مركزا للقيادة الروسية ومركزا آخر للاتصالات وعددا من المعدات العسكرية.
وأضافت هيئة الأركان الأوكرانية أن سلاح الطيران نفذ 17 غارة على مواقع تمركز القوات الروسية، و4 غارات على مواقع أنظمة صاروخية، بالإضافة إلى تدمير 5 نقاط تحكم روسية في أكثر من جبهة.
وفي دونيتسك (شرق) أفادت السلطات المحلية الموالية لروسيا بمقتل امرأة وإصابة 3 مدنيين جراء القصف الأوكراني المستمر على الأحياء السكنية في المقاطعة.
وأضافت السلطات المحلية أن القوات الأوكرانية قصفت المقاطعة نحو 50 مرة خلال 24 ساعة، وأن القصف طال 6 أحياء سكنية تم استهدافها بنحو 300 قذيفة مما تسبب في أضرار مادية.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت راجمة صواريخ من طراز هيمارس الأميركية في دونيتسك، كما أسقطت مقاتلتين أوكرانيتين من طراز سوخوي ومروحيتين في المقاطعة ذاتها.
غارات أوكرانية
وفي روسيا، أعلن رومان بوسارغين حاكم مقاطعة ساراتوف أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة في منطقة إنغلز، حيث تقع القاعدة الجوية التي تعرضت قبل أيام لهجوم بطائرات مسيرة.
وأشار بوسارغين إلى وقوع أضرار مادية في منازل سكنية وبعض الممتلكات الخاصة جراء سقوط شظايا هذه المسيرة، دون وقوع خسائر بشرية.
وتعتبر هذه ثالث حادثة -خلال شهر- تستهدف محيط هذه القاعدة الجوية الروسية المعروف أنها تضمّ قاذفات إستراتيجية وأجهزة مصممة لضرب أهداف عالية الأهمية.
والاثنين الماضي، استُهدفت قاعدة إنغلز العسكرية الجوية القريبة من موسكو بهجوم بمسيّرة أودى بحياة 3 عسكريين.
وفي الخامس من ديسمبر/كانون الأول، اتهمت موسكو أوكرانيا بإطلاق هجمات بالمسيّرات على قاعدة إنغلز وقاعدة أخرى في منطقة ريازان، جنوب شرق العاصمة الروسية.
وفي ذات السياق، نشرت وسائل إعلام روسية صورا قالت إنها تظهر تصدي الدفاعات الجوية لقصف على بيلغورود صباح اليوم دون تحديد مصدرها أو أهدافها.
غضب بيلاروسي
بدورها، أفادت وكالة رويترز أن بيلاروسيا استدعت السفير الأوكراني لديها للاحتجاج على سقوط صاروخ أوكراني على أراضيها.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وكالة الأنباء البيلاروسية أن دفاعاتها الجوية أسقطت صباح اليوم صاروخا أوكرانيا من منظومة "إس- 300" داخل أراضي البلاد.
وأضافت الوكالة أنه لا توجد معلومات عن وقوع ضحايا أو خسائر جراء إسقاط الصاروخ الأوكراني، مشيرة إلى أن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو أوعز لمجموعة خبراء من وزارة الدفاع ولجنة التحقيق بتحديد ملابسات الحادث.
أوهام زيلينسكي
سياسيا، قالت المحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تقييم روسيا لخطة الرئيس الأوكراني للسلام هو أنها سخيفة.
وأضافت في مؤتمر صحفي أن هذه الخطة محاولة من قبل واشنطن لتقديم النظام الأوكراني على أنه صانع للسلام.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب عن رفض بلاده اعتماد ما وصفه "بصيغة السلام" التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أساسا للمفاوضات، ورأى أن كييف ما زالت غير مستعدة لمحادثات سلام حقيقية.
وقال لافروف -في تصريحات لوكالة الإعلام الروسية (ريا) اليوم- إن الأفكار التي طرحها زيلينسكي بشأن انسحاب القوات الروسية من دونباس وشبه جزيرة القرم وزاباروجيا وخيرسون ودفع تعويضات والاعتراف بالمحاكم الدولية هي "محض أوهام" مؤكدا أن روسيا لن تتحدث مع أي طرف في ظل هذه الظروف.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن بلاده إذا عادت إلى العمل المشترك مع الغرب فسيكون ذلك على أساس جديد لأن الأساليب القديمة لم تعد فعالة، حسب تعبيره.
واتهم لافروف الغرب بتحويل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى "ساحة حرب إعلامية معادية لروسيا" وقال إن بولندا التي تترأس المنظمة حاليا أسهمت في خفض نتائج عمل المنظمة إلى الصفر.
وفي ملف آخر، قال وزير الخارجية الروسي إن الغرب لم يقدم دليلا على توريد إيران طائرات مسيرة إلى بلاده.
وأضاف أن الدول الغربية أثارت ضجة في مجلس الأمن الدولي بشأن عمليات توريد مزعومة لمسيرات إيرانية إلى روسيا، وكالعادة كل شيء قدم بأسلوب "احتمال كبير".
(الجزيرة + وكالات)