أكدت قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية، الجمعة، "التزام الدول العربية الثابت بمبدأ الصين الواحدة، ودعمها لجهود الصين في الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها".
كذلك أكدت القمة، في بيانها الختامي، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، مجدداً، أن "تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ورفض (استقلال) تايوان بكافة أشكاله".
البحث عن حل للأزمة الأوكرانية
في المقابل شدد البيان على "دعم الموقف الصيني في ملف هونغ كونغ، ودعم جهود الصين لصيانة الأمن القومي وتنمية الديمقراطية واستكمالها بهونغ كونغ في إطار دولة واحدة ونظامين، وتقدير الجهود المهمة المبذولة لرعاية الأقليات في كلا الجانبين العربي والصيني".
كما نوهت القمة إلى "إعادة تأكيد التزام دولنا الثابت بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك مبادئ الاحترام المتبادل لسيادة الدول ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، واحترام مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
في سياق متصل كذلك "دعم الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية واستعادة الأمن والسلام وفقاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار وسيادة الدول وسلامتها الإقليمية، وبما يضمن المصالح الجوهرية لجميع الأطراف".
التعاون في ملف حقوق الإنسان
القمة أكدت أيضاً "أهمية أن يكون التعاون الدولي في مجال حقوق الإنسان قائماً على أساس المساواة والاحترام المتبادل، ورفض تسييس قضايا حقوق الإنسان واستخدامها كأداة لممارسة الضغوط على الدول والتدخل في شؤونها الداخلية".
أشاد البيان بما قدمته "الصين لبعض الدول العربية، وللأمانة العامة لجامعة الدول العربية من مساعدات لمكافحة جائحة كورونا (كوفيد 19)، بما في ذلك اللقاحات والمستلزمات الطبية، وتأكيد تضافر الجهود والتعاون للتعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد الجائحة".
كذلك لفتت القمة في بيانها، إلى "دعم الجهود الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، وفقاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) بوصفها حجر الأساس للمنظومة الدولية لمنع الانتشار، وتأكيد أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل".
يُذكر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال في كلمته بافتتاح القمة العربية الصينية، إن الدول العربية تهدف إلى رفع مستوى التعاون مع الصين، والتطلع إلى مرحلة جديدة من الشراكة معها.
بدوره، وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ، القمة العربية الصينية بالحدث المفصلي في تاريخ العلاقات العربية الصينية، وبأنها ستقود نحو مستقبل أفضل، وفق تعبيره.
أضاف بينغ أن المنفعة المتبادلة هي القوة الدافعة للعلاقات الصينية العربية، مشدداً على أن حجم التبادلات مع الدول العربية بلغ 300 مليار دولار
كما أكد الرئيس الصيني أن بلاده تدعم قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود عام 1967، قائلاً إن القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتضع الضمير الأخلاقي للبشرية على المحك.
أضاف: "علينا تعزيز شراكتنا الاقتصادية وتحقيق التكامل ودفع التنمية"، مشدداً على أهمية أن تتضافر جهود الصين مع دول الخليج لتفعيل نظام المدفوعات بالعملات المحلية لكل من الصين ودول مجلس التعاون.
تعزيز الشراكة العربية الصينية
في سياق متصل اتفق المشاركون في القمة العربية الصينية الأولى على تعزيز الشراكة، والتشارك في تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، وعقد النسخة الثانية للقمة في بكين.
جاء ذلك وفق البيان الختامي للقمة، الذي أشار إلى أنه تم الاتفاق على "تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين، والعمل على تعميق التعاون العربي الصيني في مختلف المجالات".
أكد البيان "أهمية التعاون المشترك لتحقيق التنمية المستدامة، والتشارك في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق، وبما تتيحه من فرص واعدة والعمل على المواءمة بينها وبين الرؤى التنموية العربية بما يحقق المنفعة المتبادلة".
تأتي تلك القمة بعد نحو 3 أشهر من أخرى أمريكية عربية شارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
(رويترز+ الاناضول)