اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن من الضروري التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع في أوكرانيا، مشترطا قبول كل الأطراف بالحقائق على الأرض، فيما أبدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) تخوفه من تحول حرب أوكرانيا إلى صدام مباشر بينه وبين موسكو.
وفي ختام قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في بشكيك عاصمة قرغيزستان، تساءل بوتين: "كيف يمكن التوصل إلى اتفاق؟ وهل يمكن أن نتفاهم مع أحد؟ وبأي ضمانات؟".
وأضاف "في نهاية المطاف، سيكون من الضروري التوصل إلى اتفاق. سبق أن قلتُ ذلك مرات عديدة؛ إننا مستعدون لهذه الترتيبات. نحن منفتحون، لكنّ ذلك يرغمنا على التفكير لمعرفة مع من نتعامل".
كما قال الرئيس الروسي إن على جميع الأطراف التي ستشارك بالتسوية في أوكرانيا القبول بالحقائق على الأرض، معتبرا أن عملية التسوية لن تكون سهلة وتحتاج إلى وقت.
أوكرانيا والناتو
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن صيغة بلاده للسلام تشمل 10 نقاط، بينها الأمن النووي واستعادة وحدة أراضيها والأسرى، وكذلك أمن الطاقة.
وكان زيلينسكي قد قال في خطاب مصور في وقت متأخر من أمس الخميس إن قواته ستتمكن في النهاية من طرد روسيا من كل الأراضي التي سيطرت عليها بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
واتهم زيلينسكي القوات الروسية بترك ألغام أرضية وشراك ومتفجرات بالمباني والسيارات والبنية التحتية في أماكن رحلت عنها بسبب الضغوط العسكرية الأوكرانية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ "نحن قلقون من احتمال خروج الحرب في أوكرانيا عن السيطرة لتتحول إلى حرب مباشرة بين روسيا والحلف"
وأضاف أن نشوب حرب شاملة كبرى بين الحلف وروسيا أمر محتمل، لكنه أضاف "أنا واثق من أننا سنتجنب ذلك".
الجبهات الجنوبية والشرقية
على الصعيد الميداني، تواصلت المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني في مختلف الجبهات الجنوبية والشرقية، وسط تحذيرات أوكرانية من أن أكثر من 170 ألف كيلومتر مربع أصبحت أراضي خطرة مزروعة بالألغام.
وقالت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية تواصل استهداف المقاطعة، وإن 7 مناطق تعرضت في الساعات الماضية لأكثر من 150 قذيفة وصاروخا؛ وأسفر ذلك عن مقتل شخص وإلحاق أضرار بالمنازل والبنية التحتية.
وفي الجبهة الجنوبية، أفاد مراسل الجزيرة في خيرسون، نقلا عن الجيش الأوكراني، بأن القوات الروسية شنّت في الساعات الماضية أكثر من 30 هجوما على المدينة، وعلى قرى وبلدات على خط التماس.
وقال الجيش إن قواته تبادلت القصف المدفعي مع القوات الروسية على طول نهر دنيبرو في المقاطعة، وأضاف أن القصف الروسي استمر طوال الليلة الماضية على مقاطعات ميكولايف وزاباروجيا ودنيبرو جنوبي البلاد، وعلى خاركيف ولوغانسك ودونيتسك في الشرق.
كما أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها واصلت تكبيد الروس خسائر في مقاطعة زاباروجيا، وأنها هاجمت مواقع روسية ونقاط حشد جنود في 6 بلدات على الأقل في جنوب أوكرانيا، مما أدى إلى إصابة 240 جنديا روسيًّا وتدمير 3 مخازن أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة.
وقال حاكم منطقة دونيتسك، بافلو كيريلينكو، في لقاء تلفزيوني، إن أعنف قتال وقع بالقرب من بلدتي باخموت وأفدييفكا، مضيفا أن 5 مدنيين قُتلوا وأُصيب اثنان في أجزاء تسيطر عليها أوكرانيا.
وأكد أن القوات الروسية تحاول أيضا التقدم نحو ليمان التي استعادتها القوات الأوكرانية الشهر الماضي.
وقال أوليكسي أريستوفيتش أحد مستشاري الرئيس الأوكراني في منشور مصور "كثف الروس جهودهم في دونيتسك ولوغانسك.. إنهم الآن في مرحلة نشطة جدا لمحاولة تنفيذ عمليات هجومية. لا نحرز تقدما، ولكن بدلا من ذلك ندافع أمام مشاة العدو وندمر معداتهم حيثما حاولت التقدم".
واتهمت شركة "إنرجو أتوم" الأوكرانية الجيش الروسي باحتجاز موظفَين من محطة زاباروجيا للطاقة النووية بجنوب أوكرانيا وضربهما "ضربا مبرحا".
وأضافت الشركة أن العسكريين الروس الذي يسيطرون على المحطة منذ مطلع مارس/آذار "يثورون غضبًا ويتحولون إلى شرطيين وسجّانين حقيقيين (…) ويكثّفون قمع" الموظفين.
إيران وروسيا
من جهة أخرى، قال منسق اتصالات مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة سترسل حزمة مساعدات بقيمة 275 مليون دولار إلى أوكرانيا للمساعدة في تعزيز دفاعاتها الجوية ضد الطائرات المسيّرة.
وقال كيربي للصحفيين إن واشنطن قلقة للغاية بشأن "الشراكة الدفاعية المتعمقة والمتنامية" بين إيران وروسيا، مضيفا أن الولايات المتحدة ستستخدم أدواتها لوضع حد لتلك العلاقة، بما يشمل العلاقة في مجال الطائرات المسيرة.
وأضاف أن الحكومة الأميركية ستطالب الدول الشريكة بمناقشة الشراكة الروسية الإيرانية والتصدي لها، موضحا أن بلاده ستفرض عقوبات على "3 كيانات مركزها روسيا" تنشط خصوصا في "حيازة واستخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية".
بدورها، قالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا ودوارد اليوم إن روسيا تحاول الحصول على مزيد من الأسلحة من إيران، بما في ذلك مئات الصواريخ الباليستية، وتعرض على طهران في المقابل مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والفني.
(الجزيرة + وكالات)