قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه سيكون من الخطأ الفادح التوقف تماما عن الحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم كل الاختلافات معه، في حين تتواصل المعارك بين موسكو وكييف على محاور عدة.
وأضاف شولتز خلال تسليمه في هامبورغ جائزة "ماريون دوينهوف" لإيرينا شيرباكوفا من منظمة "ميموريال" الحقوقية الروسية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أنه من المهم أيضا أن يواصل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -كممثلين عن دول مجموعة السبع- السعي للحوار مرة أخرى مع بوتين.
وقال شولتز الذي تحادث مع بوتين في الثاني من ديسمبر/كانون الأول إنه تحدث عن الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، وأكد أن أساس السلام الذي لا تمليه روسيا هو انسحاب القوات الروسية، مضيفا أن الحرب لن تنتهي بانتصار روسيا ونزعتها التوسعية، حسب تعبيره.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يعتزم التحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل إجراء محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان ماكرون قد ذكر في وقت سابق أنه سيناقش وضع الطاقة النووية في أوكرانيا مع بوتين بعد محادثات أجراها مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
سلاح الشتاء
في المقابل، نقل موقع بلومبيرغ عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قوله إنه لا يوجد مؤشر على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في إجراء محادثات ذات مغزى بشأن التوصل لتسوية في الحرب الدائرة بأوكرانيا.
وأضاف وزير الخارجية الأميركي في حديث لمحطة "سي إن إن" أن الرئيس الروسي يستخدم فصل الشتاء سلاحا ضد المدنيين الأوكرانيين، واصفا ما يقوم به بـ"العمل الهمجي".
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تأمل في استخدام فصل الشتاء ضد بلاده، لكن لا خيار أمام الأوكرانيين سوى التحمل والنجاة للاقتراب أكثر من النصر.
وأضاف زيلينسكي في كلمته اليومية أن الجيش الأوكراني أفشل المخططات الروسية للاستيلاء على مدينة باخموت.
في السياق ذاته، اتهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل موسكو بتعمد تحويل ما وصفه بعدوانها إلى حملة عقابية، وذلك من خلال استخدام الشتاء كسلاح، وإلحاق أكبر قدر ممكن من الألم بالأوكرانيين.
وأكد بوريل على مدونته استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم إنشاء محكمة خاصة للتحقيق في ما سماه جريمة العدوان الروسي، معتبرا أن روسيا انتهكت المبادىء الأساسية التي يقوم عليها الأمن الأوروبي، وبأن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا معرضة للخطر بسبب العدوان الروسي على أوكرانيا.
وكشف أن الاتحاد الأوروبي جمد حتى الآن 19 مليار يورو من أصول النخب الروسية الداعمة لبوتين، إضافة إلى 300 مليار يورو من احتياطات البنك المركزي الروسي.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يستكشف السبل القانونية للتأكد من أن روسيا ستدفع بشكل فعال لإعادة إعمار أوكرانيا، بحسب تعبيره.
سلاح جديد
ميدانيا، كشف مسؤول بوزارة الداخلية الأوكرانية أن أكثر من 500 بلدة لا تزال دون كهرباء بفعل الضربات الروسية الأخيرة التي ألحقت أضرارا بالغة في شبكة الكهرباء وبمنشآت الطاقة في معظم المقاطعات الأوكرانية.
وأضاف المسؤول الأوكراني في تصريحات للتلفزيون المحلي أن منطقة خاركيف هي الأكثر تضررا، وأن نحو 112 من قراها أصبحت معزولة، تليها منطقتا دونيتسك وخيرسون ثم ميكولايف وزاباروجيا ولوغانسك.
ودعت السلطات الأوكرانية المدنيين إلى الصمود رغم تدهور الظروف المعيشية، إذ يؤدي انقطاع الكهرباء عدة مرات في اليوم إلى إغراق ملايين الأوكرانيين في الظلام والبرد، لا سيما مع انخفاض درجات الحرارة إلى دون الصفر لعدة أيام.
وعلى صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها شنت ما سمته هجوما ناجحا في محور باخموت، شرقي أوكرانيا، أسفر عن مقتل أكثر من 50 جنديا أوكرانيا، وتدمير 6 آليات عسكرية أوكرانية، ومخازن نفط في خاركيف.
وأكد الجيش الأوكراني استمرار القصف الروسي على مقاطعة خيرسون جنوبا. كما أشارت السلطات الأوكرانية إلى تعرض عموم منطقة نيكوبول، في مقاطعة دنيبرو، لقصف روسي مدفعي طيلة الساعات الماضية.
كما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها بدأت استخدام نظام مطور من قاذفات الصواريخ المتعددة المعروفة باسم "تورنيدو جي".
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وزارة الدفاع الروسية مشاركة المنظومة المطورة في العمليات القتالية الجارية بمقاطعة دونيتسك.
وتقول وزارة الدفاع إن التحديثات الجديدة على منظومة "تورنيدو جي" تتضمن نظام توجيه آلي يسمح للطاقم بالعمل من قمرة القيادة دون تعريض أنفسهم للخطر، كما تتيح إطلاق الصواريخ بعد أقل من دقيقتين على تحديد موقع الهدف.
في المقابل، قال الجيش الأوكراني إنه أوقع قتلى وجرحى في صفوف الجنود الروس بقصف على ميليتوبول، في مقاطعة زاباروجيا.
(الجزيرة نت)