هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منشآت شمال غربي القدس المحتلة، بالتزامن مع استئناف المستوطنين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة.
وقامت جرافات الاحتلال التابعة للإدارة المدنية، الذراع التنفيذية لجيش الاحتلال، صباح الخميس، بهدم منشأة لغسيل السيارات على المدخل الغربي لبلدة قلنديا شمال غربي القدس، بذريعة البناء غير المرخص، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
وأشارت المصادر إلى أن أكثر من نصف منازل بلدة قلنديا مهددة بالهدم؛ سواء من قبل بلدية الاحتلال في القدس أو من قبل الإدارة المدنية، علماً بأن أكبر عملية هدم لمنازل البلدة تمت قبل نحو خمس سنوات، وطاولت أكثر من 35 منزلاً ومنشأة.
تأتي عمليات الهدم هذه في وقت تخطط سلطات الاحتلال في القدس لبناء مستوطنة جديدة تضم آلاف الوحدات السكنية والتجارية على أراضي مطار القدس، الواقع في منطقة قلنديا المستولى عليه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967.
وستقام المستوطنة الجديدة على 900 دونم من أصل 1200، المساحة الإجمالية لأراضي المطار، الذي أغلقته إسرائيل عام 2000 وأوقفت استخدامه بعدما خصصته للرحلات الداخلية منذ احتلالها له.
على صعيد آخر، استأنف المستوطنون، الخميس، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة، وأدوا طقوسا تلمودية، بما في ذلك طقس السجود الملحمي بعد خروجهم من باب السلسلة إحدى بوابات الأقصى.
من ناحية أخرى، شرع مستوطنون منذ الصباح، بأعمال الترميم في الطابق السفلي من فندق البتراء في ساحة عمر بن الخطاب في باب الخليل أحد أبواب البلدة القديمة من القدس، بعد إخلائه من محتوياته ومقتنياته من الأثاث.
وأفاد أمير الدجاني "العربي الجديد"، بأن أعمال ترميم واسعة ينفذها المستوطنون في هذا الجزء من الفندق والمملوك لبطريركية الروم الأرثوذكس، مشيراً إلى أن الانتهاء من أعمال الترميم هذه سيمكنهم من تحويل الفندق إلى بؤرة استيطانية جديدة في أكثر المواقع استراتيجية في القدس القديمة.
يذكر أن عشرات من المستوطنين كانوا اقتحموا في شهر مارس/ آذار من العام الجاري الفندق واستولوا عليه، علماً بأن النزاع حول ملكية الفندق قد مضى عليه أكثر من عشرين عاماً، وهو جزء من صفقة تم بموجبها تسريب فنادق وأراض وعقارات لجمعيات استيطانية من قبل بطريرك الروم الأرثوذكس السابق إيرنيوس عام 2004، وكانت شركة "بريسفورد" الاستيطانية قد ادعت شراء "الحكر" لفندق بترا.
ويدعي المستوطنون أنهم حصلوا على قرار "إخلاء للفندق" وتنفيذه بتاريخ 31 مارس/ آذار من العام الجاري، في حين لم يتم ذكر عائلة قرش "المستأجر للفندق"، ولم يصدر بحقها قرار إخلاء.
على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب ميزر أبو السعود من منزله ببلدة بيت فوريك شرق نابلس، وحطمت الحافلة التي يعمل عليها في نقل أطفال روضة بالبلدة، كما اعتقلت 3 شبان من بلدة دورا جنوب الخليل، وشاباً من بلدة دير سامت غرب الخليل، كما اعتقلت شاباً من بلدة كوبر شمال غربي رام الله.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم الخميس مدرسة ذكور تقوع الثانوية جنوب شرقي بيت لحم، واحتجزت مدير المدرسة والهيئة التدريسية، فيما أغلقت قوات الاحتلال البوابة الحديدية المقامة على المدخل الشمالي لبلدة تقوع، كما نصبت حاجزا عسكريا على المدخل الغربي للبلدة، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقاتهم الشخصية.
من جهة أخرى، أعاقت قوات الاحتلال وصول الطلبة إلى مدرسة عكا الأساسية المختلطة في بلدة دير سامت غرب الخليل، وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع في محيط المدرسة، وحاولت قطع الطريق أمام الطلبة والهيئة التدريسية، لمنعهم من الوصول إلى المدرسة، وذلك على خلفية انقلاب ناقلة جنود بالقرب من المكان.
على صعيد منفصل، أفرجت قوات الاحتلال، في وقت متأخر من الليلة الماضية، عن منسق "تجمع شباب ضد الاستيطان" في الخليل عيسى عمرو، بعد ساعات من قرار لمحكمة عوفر بالإفراج عنه، حيث كانت قوات الاحتلال اعتقلته قبلها بيومين.
وبالتزامن مع انعقاد المحكمة، نفذ نشطاء وقفة أمام سجن عوفر المقام غرب رام الله، فيما اقتحمت قوات الاحتلال منزل عيسى و"بيت الصمود" مقر تجمع شباب ضد الاستيطان، وصادرت هاتفه النقال، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" المتحدث باسم التجمع، محمد الزغير.
(العربي الجديد)