اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، اليوم الأربعاء، أن "لا مؤشر" يسمح بالقول إنّ الانفجار الذي أسفر عن قتيلين في بولندا ناجم عن "هجوم متعمّد".
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في بروكسل: "تحليلنا الأولي يفيد بأنّ الحادثة ناجمة على الأرجح عن صاروخ أطلقه نظام الدفاع الجوي الأوكراني للدفاع عن الأراضي الأوكرانية ضد صواريخ عابرة روسية".
وحمّل روسيا المسؤولية النهائية عن الحرب، مشيراً إلى أنّ ما حصل لا يعد خطأ أوكرانياً.
وعقد سفراء حلف شمال الأطلسي، صباح الأربعاء، اجتماعاً طارئاً للتباحث بشأن سقوط صاروخ في بولندا، وفق ما أعلن دبلوماسيون بمقر الحلف في بروكسل، فيما توافقت الترجيحات الغربية هذه المرة مع تلك الروسية في أنّ الصاروخ أوكراني دفاعي.
أُعلن مساء الثلاثاء عن هذا الاجتماع الذي يرأسه أمين عام المنظمة ينس ستولتنبرغ، الذي قال إنّ "من المهم التثبت من كل الحقائق"، فيما اتهمت أوكرانيا روسيا بأنها وراء سقوط الصاروخ الذي خلف قتيلين.
إلى ذلك، أعلن مصدر في "الناتو"، لوكالة رويترز، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ الحلفاء في الناتو ومجموعة السبع بأنّ الانفجار في بولندا نتج عن صاروخ دفاع جوي أوكراني.
وفي خطوة نادرة أشاد الكرملين برد فعل بايدن "المتحفظ" حيال التقارير المرتبطة بسقوط صاروخ روسي الصنع في بولندا.
ورفض دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، اليوم الأربعاء، الكثير من ردود الفعل على الضربة الصاروخية، ووصفها بـ"الهستيرية والمسعورة".
ويحقق حلف الناتو في كيفية وسبب سقوط الصاروخ الذي قالت بولندا إنه روسي الصنع، في أرض زراعية، ما أدى إلى مقتل شخصين، أمس الثلاثاء، وسط قصف روسي واسع النطاق لأهداف أوكرانية.
وقال بايدن إنّ من "غير المحتمل أن تكون روسيا هي التي أطلقت الصاروخ. سنرى".
من جهة أخرى، أعرب مسؤولون عن قلقهم من إمكانية تصاعد الحرب وامتدادها إلى دول الجوار.
وقال بيسكوف: "هناك مسؤولون رفيعو المستوى من عدة دول أدلوا بتصريحات دون أن تكون لديهم أي فكرة عما حدث بالضبط".
ورداً على طلب التعليق على وابل الضربات الصاروخية على بنى تحتية مرتبطة بالطاقة في أوكرانيا، أمس الثلاثاء، قال بيسكوف: "استُهدِفَت مواقع لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالبنية التحتية العسكرية".
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، إنّ الانفجار الذي وقع في الأراضي البولندية ناجم عن صاروخ دفاع جوي أوكراني، وإن الضربات الروسية في أوكرانيا كانت على بعد 35 كيلومتراً من الحدود البولندية.
وبحسب الوزارة، فإنّ مختصين في الدفاعات الروسية حددوا بشكل لا لبس فيه بعد اطلاعهم على حطام الصاروخ، أنّ نظام الدفاع "إس-300" التابع للقوات الأوكرانية أطلق الصاروخ الذي سقط في بولندا.
الرئيس البولندي: الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ
في غضون ذلك، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا، الأربعاء، أنه "من المرجح جداً" أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ. وأكد دودا للصحافة أن "لا شيء يشير إلى أنه كان هجوماً متعمّداً على بولندا".
وأضاف "من المرجّح جداً أنه كان صاروخاً استُخدم في الدفاع الصاروخي الأوكراني. ... إنه على الأرجح حادث مؤسف".
في المقابل، قال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، إنّ روسيا هي المسؤولة عن أي "حوادث بالصواريخ" بعد شنّ الحرب على بلاده.
وأدلى بودولياك بتعليقاته في بيان مكتوب بعد أن قال بايدن إنّ الصاروخ الذي أدى إلى مقتل شخصين في بولندا ربما لم يُطلق من روسيا.
وقال بودولياك: "في رأيي، من الضروري التمسك بمنطق واحد فقط. روسيا هي التي بدأت الحرب وتواصلها. روسيا تهاجم أوكرانيا بكثافة بصواريخ كروز. روسيا حولت الجزء الشرقي من القارة الأوروبية إلى ساحة معركة لا يمكن التنبؤ بشأنها".
وأضاف: "النية، وسائل التنفيذ، المخاطر، التصعيد... كل هذا من جانب روسيا وحدها. ولا يمكن أن يكون هناك تفسير آخر لأية حوادث بالصواريخ".
وقال بودولياك: "عندما تشن دولة معتدية هجوماً صاروخياً متعمّداً على كامل أراضي دولة كبيرة في القارة الأوروبية بأسلحتها السوفييتية القديمة (صواريخ من الفئة إكس)، تحدث مأساة عاجلاً أو آجلاً على أراضي دول أخرى".
وأضاف: "علاوة على ذلك، سقطت الصواريخ الروسية أو شظاياها أكثر من مرة في مناطق حدودية. لا أرى أدنى معنى في الخروج عن هذا المنطق البسيط. روسيا وحدها هي المسؤولة عن التهديدات والتجاوزات في البلدان الأخرى بهجماتها الصاروخية".
برلين تقترح دعم بولندا
وعرضت برلين، الأربعاء، دعم وارسو بدوريات جوية بعد سقوط الصاروخ في بولندا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية كريستيان تيلز في مؤتمر صحافي في برلين: "رداً على الأحداث في بولندا سنعرض عليها تسيير دوريات جوية مع مقاتلات يوروفايتر ألمانية"، وأضاف "يمكن أن يحدث ذلك في وقت مبكر غداً إذا أرادت بولندا ذلك. لا داعي لنقل الطائرات إلى بولندا ويمكن أن تبدأ الدوريات انطلاقاً من القواعد الجوية الألمانية".
وتابع تيلز "نحن على اتصال بالفعل مع البولنديين (في هذا الشأن) وستتحدث وزيرة الدفاع الألمانية اليوم مع نظيرتها البولندية حول هذا العرض".
ولدى سؤال تيلز عن عدد مقاتلات "يوروفايتر" التي ستشارك في هذه الدوريات، رد بقوله إنه يعتمد على ما تريده وارسو.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز، قد حذر، في وقت سابق الأربعاء، من أي "استنتاجات متسرعة" بعد سقوط صاروخ في بولندا يُحتمل أن يكون روسي الصنع، حسب وارسو.
وقال شولتز خلال مؤتمر صحافي في قمة مجموعة العشرين المنعقدة في إندونيسيا بثته قناة "إن تي في" الألمانية: "في مثل هذا الأمر الخطير، يجب أن نتوخى الحذر من أي استنتاجات متسرعة بشأن مجريات الأحداث قبل إجراء تحقيق دقيق".
من جانبها، قالت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر، الأربعاء، إنّ الانفجار الذي أودى بحياة شخصين بشرق بولندا هو "نتيجة أنظمة دفاع أوكرانية مضادة للطائرات تستخدم لاعتراض الصواريخ الروسية".
وأضافت الوزيرة في بيان أنّ "التحقيقات مستمرة ولا يوجد حالياً ما يشير إلى أنه هجوم متعمّد".
المصدر: وكالات + العربي الجديد