كشفت السلطات التركية مزيدا من التفاصيل بشأن عملية التفجير في إسطنبول التي راح ضحيتها 6 قتلى وأكثر من 80 جريحا، وأعلنت اعتقال عشرات المتهمين بالصلة به.
كما كشفت شرطة إسطنبول اليوم الاثنين عن هوية المتهمة بتنفيذ الهجوم، وقالت إنها امرأة سورية تدعى أحلام البشير، وتم تدريبها من قبل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية.
وقالت إن المشتبه فيهم كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات أخرى في مناطق تركية مختلفة حسب اعترافاتهم.
وأضافت الشرطة أن المرأة قالت في استجواب أولي إنها تلقت تدريبا على يد مسلحين أكراد في سوريا، وأنها اعترفت بأنها تصرفت بناء على أوامر حزب العمال الكردستاني ودخلت تركيا عبر منطقة عفرين بشمال غرب سوريا.
وذكرت مديرية الأمن التركية أن المادة المستخدمة في تفجير إسطنبول هي "تي إن تي" (TNT)، وأن القبض على المتهمين في العملية جاء بعد فحص تسجيلات 1200 كاميرا، مشيرة إلى أنه تم إيقاف 46 مشتبها في مداهمات استهدفت 21 عنوانا.
وضمن تفاصيل السيناريو التي كشفت عنها السلطات التركية، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن "منفذي الهجوم الإرهابي كانوا سيهربون إلى اليونان اليوم الاثنين لو لم يتم إلقاء القبض عليهم".
ووفقا للرواية التركية، فقد تضمن السيناريو أيضا قتل منفذة الهجوم، وذلك في محاولة لقطع الطريق أمام الوصول إلى بقية المتهمين بحسب السلطات التركية.
وتعليقا على ذلك، قال صويلو إن "هناك خبرا سيحزن التنظيم الإرهابي وهو أنه تم إلقاء القبض أيضا على الشخص الذي أمره التنظيم بقتل منفذة التفجير".
وأضاف "رصدنا مكالمة يوجه فيها المتكلم عناصر الخلية بقتل منفذة الهجوم لمنع معرفة ملابسات الهجوم، اعتقلنا شخصا في هذه الخلية تم تكليفه بقتل المهاجمة".
تعليمات من "عين العرب"
وأضاف وزير الداخلية التركي أن التقديرات الأولية تشير إلى أن التعليمات بتنفيذ التفجير صدرت من مدينة "عين العرب" (كوباني) شمال سوريا.
وأكد أن أحلام البشير دخلت إلى تركيا من منطقة عفرين بطريقة غير قانونية قبل أسبوع، وقد تلقت تدريبها بصفتها عضوة استخبارات خاصة في حزب العمال الكردستاني.
وأشار صويلو إلى أن التفجير المؤلم -الذي وقع أمس الأحد- يعد الأول الذي تشهده إسطنبول منذ 6 أعوام، مبينا أن قوى الأمن تمكنت من إحباط نحو 200 عمل إرهابي خلال العام الجاري.
رفض التعازي من واشنطن
وقال وزير الداخلية التركي إن بلاده لا تقبل التعزية التي وجهتها السفارة الأميركية عقب التفجير في شارع الاستقلال.
وأضاف صويلو "لا نقبل التعزية من السفارة الأميركية، نعرف من يدعم الإرهاب في شمال سوريا، ونعرف الرسالة التي أرادوا إيصالها لتركيا من خلال هذا الهجوم".
وشدد على أن "من يدعم المنظمات الإرهابية في شمال سوريا هو من نفذ الهجوم ضدنا".
ولفت إلى أن 50 شخصا من بين 81 مصابا غادروا المستشفى عقب تلقيهم العلاج اللازم، مبينا أن بينهم من كان يعاني من طنين الأذن جراء التفجير.
وأوضح صويلو أن من بين المصابين 5 يتلقون الرعاية في قسم العناية المركزة، حالة اثنين منهم حرجة.
وأمس الأحد، أطلقت النيابة العامة في إسطنبول تحقيقا حول الانفجار، وكلفت 5 نواب عامين للإشراف على التحقيق.
وأسفر التفجير عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 81 آخرين -بينهم اثنان في حالة حرجة- وفقا لما صرح به فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي.
ونفى حزب العمال الكردستاني ضلوعه في هجوم أمس الأحد في إسطنبول، قائلا إنه لا يستهدف المدنيين، وذلك في بيان نُشر على موقعه على الإنترنت اليوم الاثنين.
وقال الحزب "ليس واردا بالنسبة لنا استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال"، رافضا مزاعم تركيا بأنه ووحدات حماية الشعب الكردية السورية مسؤولان عن الانفجار الذي أودى بحياة 6 أشخاص.
(وكالات)