نفت الرئاسة العراقية تهمة التطبيع التي أثيرت بعد اجتماعات ولقاءات أجراها الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، الأسبوع الفائت، في قمة المناخ (كوب 27) في مصر، مؤكدة أن موقف العراق واضح وصريح تجاه القضية الفلسطينية.
وكانت صور قد أظهرت جلوس الرئيس العراقي قرب ممثل دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى القمة، ما تسبب في موجة انتقادات واتهامات من جهات سياسية وشعبية ضد الرئيس، بمحاولة التطبيع مع إسرائيل.
وأشار بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، اليوم السبت، إلى أن "بعضاً من الأطراف ممن لا يريدون للعراق والعراقيين الخير والسلام أثاروا لغطاً أرادوا به التشويش على النجاحات التي رافقت زيارتَي الرئيس للجزائر ومصر، والتي عبّرت عنها اللقاءات الإيجابية بكثير من القادة ممن حضروا القمّتين"، مؤكدا أن "جميع هذه اللقاءات جرى الإفصاح عنها بالبيانات الرسمية التي كانت تصدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية"، ولم يحصل في أيّ من البلدين "الشقيقين أي نشاط أو لقاء أو اجتماع لم يجرِ الإعلان عنه".
وتابع البيان أن موقف العراق كان "واضحاً وصريحاً في التعبير عن سياسته القائمة على احترام المصالح المشتركة وعن التزامه بالقضايا الكبرى، وفي المقدمة منها قضية الشعب العربي الفلسطيني"، مبينا "كان هذا الموقف موضع تقدير واحترام الجميع، وقد عبّر عن ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقائه بالرئيس، إذ أثنى على الموقف العراقي كما أفصح عنه الرئيس".
وأضاف البيان أن "المشاعر النبيلة التي أفصح عنها القادة الأصدقاء والأشقاء أكدت حرص الجميع على موقع العراق وفاعليته الناشطة في محيطه الإقليمي والدولي، وكانت تلك مشاعر قابلها فخامة الرئيس بالسعادة والترحيب وبتأكيد موقف العراق الحريص على بيئة سياسية آمنة ومستقرة في منطقتنا"، مشددا على أن "توضيح الرئاسة يأتي تعبيراً عن احترام حق الرأي العام بالاطلاع على الحقائق، وليس انشغالاً بثرثرة من الكلام، لا شاغل لها إلا التشويش على الموقف العراقي الرصين".
وخلال الأيام الماضية، تعرّض الرئيس العراقي إلى موجة انتقادات، إذ عد السياسي العراقي مثال الآلوسي جلسة الرئيس بالقرب من ممثل إسرائيل إشارة إلى "قرب التطبيع بين العراق وإسرائيل".
وقال في تصريح صحافي "من غير المستبعد أن تكون هناك اجتماعات ما بين مسؤولين عراقيين وإسرائليين قد تعقد في قابل الأيام".
فيما نظم أنصار التيار الصدري وقفات احتجاجية، في بغداد وعدد من المحافظات، منتقدين جلوس الرئيس مع ممثل إسرائيل في اجتماع واحد، معبرين عن رفضهم للتطبيع.
وشارك رؤساء ومسؤولون عرب، الثلاثاء الماضي، في قمة "رؤساء مبادرة تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط"، ضمن فعاليات اليوم الثالث للدورة 27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ (كوب 27)، بمدينة شرم الشيخ، بحضور وفد إسرائيلي ترأسه وزيرة البيئة في حكومة الاحتلال، تمار زاندبرغ، بمشاركة السفيرة الإسرائيلية لدى مصر، أميرة أورون.
وحضر الرئيس العراقي إلى جانب كل من، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، ورئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة، إضافة إلى مسؤولين من سلطنة عُمان والبحرين.
وسبق للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أن رد على انتقادات مماثلة، أثيرت حول الاجتماع المذكور، وقال: "إن الاجتماع الموسع تم بدعوة من رئيسي مصر وقبرص وبحضورهما وبمشاركة دولية وعربية واسعة، على غرار سائر فاعليات مؤتمر المناخ"، مؤكداً أنه "لم يتخلله على الإطلاق أي تواصل مع أي مسؤول إسرائيلي. والضجة التي يفتعلها الإعلام الإسرائيلي في هكذا مؤتمرات باتت معروفة الأهداف".
(العربي الجديد)