أعلنت الإدارة الأمريكية في بيان أن الرئيس جو بايدن "سيلقي خطابا" و"سيردّ على أسئلة" الصحافة، الأربعاء، عند الساعة 21:00 (توقيت غرينتش) في البيت الأبيض، بعد أن نجح في الحدّ من الأضرار بشكل أفضل من المتوقع في انتخابات منتصف الولاية.
وسيتحدث الرئيس الذي نادرا ما يعقد مؤتمرات صحافية، بعدما نسف التوقعات بتشكيل الجمهوريين “حركة مدّ” في الكونغرس.
في هذه الأثناء، لزم الرئيس السابق دونالد ترامب الصمت على غير عادته.
وبعد أكثر من 12 ساعة على إغلاق آخر صناديق الاقتراع، لا تزال الولايات المتحدة تنتظر معرفة نتائج الانتخابات في ولايات حاسمة على غرار أريزونا ونيفادا.
وتمكن الحزب الديموقراطي من الحد من الأضرار أفضل مما كان متوقعا في انتخابات منتصف الولاية وحرم ترامب من تشكيل حركة مد في الكونغرس كان يراهن عليه للعودة مجددا الى البيت الأبيض.
ليل الثلاثاء الأربعاء، بدا الجمهوريون في موقع جيد للفوز بالغالبية في مجلس النواب لكن بفارق ضئيل.
أما في مجلس الشيوخ، فانتزع معسكر بايدن من الجمهوريين المقعد الذي كان موضع التنافس الأشدّ في هذه الانتخابات.
فقد فاز في بنسلفانيا الديموقراطي جون فيترمان بعد أمسية سادها توتر شديد وعملية شاقة لفرز الأصوات، ما يعطي أملا لبايدن بالاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ حيث كان الجمهوريون يتمتعون حتى الآن بتقدم طفيف في استطلاعات الرأي.
عدم يقين في الكونغرس
بعد حملة محتدمة تمحورت حول التضخم، كان الجمهوريون واثقين من حرمان جو بايدن من غالبيته في الكونغرس لا سيما وان شعبيته تتراجع.
وانتخابات منتصف الولاية التي تنظم بعد سنتين من الانتخابات الرئاسية، هي بمثابة تصويت يعاقب الإدارة القائمة.
وكان الجمهوريون متفائلين بانتزاع مقاعد في دوائر تعتبر محسومة للديموقراطيين.
لكن الحزب الجمهوري الذي توقعت تقديرات أن يحصد عددا إضافيا من المقاعد، عشرة أو 25 وحتى ثلاثين، مضطر لخفض سقف توقعاته.
وقال المسؤول الجمهوري كيفن ماكارثي ليل الثلاثاء الأربعاء “من الواضح أننا سنستعيد مجلس النواب” بدون التطرق إلى حركة “مد”.
وقال السناتور المؤثر ليندسي غراهام وهو صديق مقرب لدونالد ترامب، لشبكة “ان بي سي” إن “الأمر ليس بالتأكيد مدا جمهوريا. هذا أمر مؤكد”.
دي سانتيس
في ما يتعلق بحكام الولايات- كان يجري التنافس على 36 من هذه المناصب الثلاثاء- تجنب حزب بايدن تراجعا كبيرا عبر احتفاظه بالسيطرة على ولاية نيويورك حيث كان الجمهوريون يعتقدون أن بإمكانهم الإطاحة بالحاكمة كاثي هوشول.
انتزع الديموقراطيون أيضا منصبي حاكمين من الجمهوريين في ماريلاند وماساتشوستس حيث ستكون مورا هيلي أول مثلية الجنس تتولى منصب حاكمة. واتصل بها بايدن فورا لتهنئتها.
لم يقل المعسكر الديموقراطي كلمته الأخيرة أيضا في ولاية أريزونا حيث بقيت نتيجة السباق بين مؤيدة ترامب، كاري لايك التي تعتبر الأوفر حظا، والديموقراطية كايتي هوبز غير معروفة.
وقال جون مولينغ في مزرعة عقد فيها الحزب الجمهوري سهرته الانتخابية في ضواحي فينيكس “أنا مستعد للانتظار بقدر ما يلزم الأمر”.
في ولاية أريزونا، أثار الرئيس السابق شكوكا حول انتظام عمليات الاقتراع عبر حديثه عن حوادث تقنية في أماكن معينة طالت آلات التصويت.
وحرصا منه على تجنب أي انتقاد لنتائج الحزب الجمهوري، أعلن ترامب أن الجمهوريين عاشوا “ليلة خارقة” للانتخابات، متّهما الديموقراطيين ووسائل الإعلام التي بذلها بأنها “زائفة” ببذل كل ما في وسعهم لتقليل أهمية نجاح مناصريه.
وكان الرئيس السابق قد انخرط بجد في حملة انتخابات منتصف الولاية معوّلا على نجاح مساعديه لخوض السباق الرئاسي في 2024. وقد وعد “بإعلان كبير جدا” في 15 تشرين الثاني/نوفمبر.
وبشنه حملة شرسة على التضخم، حصل جاي دي فانس أحد مؤيدي دونالد ترامب على مقعد كان محور منافسة حادة، وأصبح سناتورا عن ولاية أوهايو، أحد المعاقل الصناعية والزراعية في الولايات المتحدة.
بانتظار أن تحسم النتائج مسألة السيطرة على الكونغرس، بات الاهتمام يتركز على نتائج انتخابات حكام الولايات، خصوصا فلوريدا حيث أعيد انتخاب الحاكم المنتهية ولايته رون ديسانتيس.
وفي خطاب هجومي، عبّر النجم الصاعد في المعسكر المحافظ والمرشح المحتمل للرئاسة في انتخابات 2024، عن ارتياحه لجعله هذه الولاية الجنوبية التي تميل أحيانا إلى اليسار وأحيانا إلى اليمين، “أرض ميعاد” للجمهوريين.
وأكد الحاكم (44 عاما) أن “المعركة بدأت للتو”. وهذا ما يثير أملا كبيرا لدى منافسه المحتمل المقيم هو أيضا في فلوريدا… الرئيس السابق دونالد ترامب.
(فرانس برس)