قالت السلطات الانفصالية الموالية لموسكو في دونيتسك شرقي أوكرانيا إن القوات الروسية حققت تقدما في محورين هما: شمال مدينة دونيتسك ومحور مايورسك، بينما تخوض القوات الأوكرانية والروسية معارك استنزاف في جبهات مختلفة بمقاطعة خيرسون الجنوبية التي تشن فيها كييف هجوما مضادا لاستعادتها.
وقال القائم بأعمال زعيم الانفصاليين في مقاطعة دونيتسك (جنوب شرق) دينيس بوشيلين إن الجيش الروسي على وشك السيطرة على بلدة مايورسك الإستراتيجية، وهي إحدى بلدات ما يعرف بالطوق في إقليم دونباس.
وبثت قوات الانفصاليين في دونيتسك صورا لما قالت إنها لاستهداف مواقع الجيش الأوكراني في المنطقة.
وأفادت وسائل إعلام روسية بوقوع انفجارات ضخمة في مستودعات للأسلحة والذخائر تابعة للجيش الأوكراني في مدينة بوكروفسك غربي دونيتسك.
ورجح الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك أن تكون المستودعات التي تبعد عن خط التماس بنحو 30 كيلومترا قد تعرضت لهجوم بمسيّرات روسية الليلة الماضية.
وقال مراسل الجزيرة في مدينة دونيتسك أمين درغامي إن أصوات القصف المتبادل لم تتوقف على طول جبهة مدينة دونيتسك، بخاصة في الجهة الشمالية والغربية. وأضاف المراسل أن قوات الانفصاليين تسعى للسيطرة على بلدة بيرفومايسكوي قرب مطار دونيتسك، لتضاف إلى بلدة بيسكي، وذلك بهدف تأمين مواقع الانفصاليين في مدينة دونيتسك وحول مطارها.
وقالت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا إن 3 مدنيين قتلوا وأصيب 13 آخرون في قصف أوكراني على مناطق عدة في الساعات الماضية.
جبهة باخموت
في جبهة باخموت الإستراتيجية بشمال دونيتسك، ذكر مراسل الجزيرة أن مرتزقة شركة فاغنر الروسية حاولوا ليلة أمس الجمعة فتح ممرات لتسهيل اقتحام المدينة التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية، غير أن عوامل عدة لم تساعد في ذلك، منها سقوط الأمطار ووعورة التضاريس ومقاومة الجيش الأوكراني.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال أمس الجمعة إن قتالا شديدا يتركز في المدة الأخيرة حول باخموت وسوليدار، مضيفا أن القوات الأوكرانية تحتفظ بمواقعها وأن القوات الروسية خسرت آلاف الجنود في المنطقة.
من جانبه، قال الجيش الأوكراني إن دفاعاته الجوية أسقطت صاروخين روسيين من طراز "كاليبر" (Kalibr) في مقاطعتي ميكولايف وخيرسون، في حين قالت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم السبت إنها دمرت مستودعات ذخيرة للقوات الروسية في خيرسون وفي بيرسلاف. وأضافت الهيئة أنها أسقطت طائرتين مروحتين روسيتين، ودمرت عبّارة يستخدمها الروس لنقل المعدات عبر نهر دنيبرو.
معارك خيرسون
وقال مراسل الجزيرة في شمال خيرسون محمود الزيبق إن الأوضاع الميدانية في الجبهة لا تفيد بتحقيق أي من القوات الروسية والأوكرانية تقدما ملموسا في الأسابيع القليلة الماضية. وأضاف المراسل أن ما يجري هو صد هذا الطرف لهجمات الطرف الآخر، مشيرا إلى أن المعارك الدائرة هي معارك استنزاف بالمدفعية وراجمات الصواريخ.
وكان الجيش الأوكراني أعلن أمس الجمعة السيطرة على قرية مالايا سيديمينتشوخا في شرق نهر إنغولتس بمقاطعة خيرسون.
من ناحية أخرى، أعلنت سلطات خيرسون الموالية لروسيا إجلاء نحو 700 من سكان كاخوفكا على نهر دنيبر، وتقع هذه المدينة شمال شرقي مدينة خيرسون.
وقال حاكم كاخوفكا "بافل فليبتشوك" إن عملية الإجلاء تجري بشكل إلزامي، وسينقل السكان إلى مدينة توباسي جنوبي روسيا (الساحل الشرقي للبحر الأسود) وذلك للحفاظ على حياتهم من خطر أي هجوم أوكراني محتمل.
وأضاف فليبتشوك أن هناك مخاطر أخرى تهدد حياة المدنيين، ومنها احتمال فيضان نهر دنيبر في حال قصفت القوات الأوكرانية سد نوفايا كاخوفكا.
حظر التجول
وفي وقت سابق أمس الجمعة، نشر كيريل ستريموسوف نائب رئيس إدارة مقاطعة خيرسون الموالي لموسكو رسالة عبر مقطع فيديو على تليغرام قال فيه "أعلن حظر تجول متواصل في مدينة خيرسون حتى نتمكن من الدفاع عن مدينتنا"، ثم قام بحذف مقطع الفيديو بعد دقائق قليلة، واستبدل به فيديو مشابها لكنه معدل لم يذكر فيه حظر التجول هذا، من دون توضيح أسباب هذا التعديل.
ثم نشر المسؤول نفسه للمرة الثالثة مقطع فيديو يتراجع فيه بشكل واضح عن إعلانه الأول، مؤكدا أنه "لا توجد أي قيود على السكان" في خيرسون رغم الضغط الأوكراني بالمنطقة. وتشن القوات الأوكرانية منذ أغسطس/آب الماضي هجوما مضادا على القوات الروسية من أجل استعادة المقاطعة التي تسيطر عليها موسكو.
وحسب المجلس الإقليمي الموالي لكييف بمقاطعة خيرسون، فقد توقف العمل في المبنى الحكومي الرئيسي بمدينة خيرسون وتواصل تفكيك منشآت ومعدات طبية.
كما أكدت مصادر محلية في المقاطعة أن عدد القوات الروسية في المدينة انخفض في الأيام الأخيرة، مع نقل بعض آلياتها إلى ضفة نهر دنيبرو الجنوبية بهدف إعادة توزيع وحداتها في المدينة.
نداء لبوتين
ومن وسط الساحة الحمراء في موسكو، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة أهمية إجلاء السكان المدنيين في خيرسون من المناطق الأكثر خطورة.
وكانت السلطات الموالية لروسيا أكدت إجلاء عشرات الآلاف من سكان خيرسون تحسبا لهجوم قد تشنه القوات الأوكرانية لاستعادة المدينة التي سقطت بيد الروس في بداية الحرب التي اندلعت في 24 فبراير/شباط الماضي، قبل أن تعلن موسكو ضم المقاطعة إليها مع 3 مقاطعات أخرى في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
(الجزيرة)