وجّه قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، تحذيراً شديد اللهجة للمتظاهرين الإيرانيين، السبت، قائلاً إن "اليوم السبت سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع"، وذلك في وقت تواجه فيه السلطات اتهامات بأنها تمارس العنف في قمع المحتجين.
سلامي قال في تصريح نقلته وكالة رويترز، ووجّه فيه كلامه للمحتجين: "لا تخرجوا إلى الشوارع، اليوم هو آخر أيام الشغب"، على حدّ تعبيره.
يأتي هذا فيما تشهد إيران احتجاجات ضخمة منذ وفاة الشابة الكردية، مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، في أعقاب احتجازها من قبل "شرطة الأخلاق"، في شهر سبتمبر/أيلول 2022.
في موازاة تحذير "الحرس الثوري"، نشرت وكالات أنباء إيرانية، بياناً مشتركاً لوزارة الأمن الإيرانية، واستخبارات "الحرس الثوري"، وقالتا فيه إن الاحتجاجات التي تشهدها إيران "مؤامرة" وراءها أطراف أجنبية.
البيان قال إن أحداث "الشغب الأخيرة جرى تخطيطها على يد أجهزة الاستخبارات الأجنبية ضمن رزمة محددة، ونفذت في داخل البلاد بواسطة جماعات وشبكات مرتبطة بتلك الأجهزة الأجنبية".
أضاف البيان أن "هذه الأجهزة الاستخبارية الأجنبية حاولت خلال عمليتها الأخيرة، استغلال بعض حالات عدم الرضا في المجتمع، وتركيز مشاريعها الاستخباراتية على استغلال هذه الجذور".
اتهم البيان، على وجه الخصوص، الولايات المتحدة بأنها وراء الاحتجاجات، وقال في هذا الصدد: "أظهر وجود مصاديق عديدة وأدلة لا يمكن إنكارها عن ضلوع شامل للنظام الإرهابي الأميركي في التصميم والتنفيذ واستمرار الاضطرابات"، على حدّ تعبيره.
كذلك اتهم الأمن الإيراني و"الحرس الثوري" وكالة الاستخبارات الأمريكية وأجهزة مخابرات حليفة معها بأنهم "خططوا بشكل موسع، وقبل بدء الاحداث الأخيرة، على إشعال اضطرابات تعمّ كافة أرجاء إيران بهدف (…) استهداف وحدة أراضي البلاد".
قبل يوم من تهديد "الحرس الثوري"، خرجت تظاهرات جديدة في إيران، الجمعة، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022، احتجاجاً على مقتل مشاركين في الحركة الاحتجاجية، وفق ما ذكرته منظمات غير حكومية ومقاطع فيديو.
يشير محلّلون إلى أنّ السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنّب الغضب الشعبي.
في هذا الإطار، قال المتخصّص بالشأن الإيراني في "معهد واشنطن"، هنري روم، الأنباء الفرنسية، إنه "حتى الآن، يبدو أنهم يستخدمون أساليب أخرى – اعتقالات وترهيب، وقطع الإنترنت وقتل بعض المتظاهرين… أشكّ في أنّ تكون القوات الأمنية قد استبعدت القيام بحملة قمع عنيفة على نطاق أوسع".
أضاف روم: "ربما حسِبوا أنّ المزيد من عمليات القتل سيشجّع المتظاهرين بدلاً من ردعهم؛ إذا تغيّرت هذه الحسابات، فمن المحتمل أن يصبح الوضع أكثر عنفاً".
من جهته، دعا مدير "إيران هيومن رايتس" محمود العامري مقدم الأمم المتحدة، الجمعة، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلى "زيادة الضغط الدبلوماسي على إيران ووضع آلية تحقيق لمحاكمة المسؤولين عن القمع".
يُشار إلى أن الحركة الاحتجاجية في إيران تتأجّج بالغضب بسبب عدد الأشخاص الذين قُتلوا على يد القوات الأمنية التي تكافح لإخمادها. فحصيلة القتلى في صفوف المتظاهرين ارتفعت إلى 160 الجمعة، 28 أكتوبر 2022، وفق منظمة "إيران هيومن رايتس".
تخشى المنظمات غير الحكومية تسارُع حملة القمع، في ظلّ نهاية فترة الحداد التقليدية التي تستمر أربعين يوماً، على القتلى الأوائل في الحركة الاحتجاجية.
(وكالات)