أعلنت وزارة الطوارئ الروسية مقتل شخصين وإصابة 15 بعد تحطم طائرة عسكرية روسية من طراز "سوخوي-34" وسقوطها على مبنى سكني في مدينة بيسك على سواحل بحر آزوف قرب أوكرانيا، في حين تجدد القصف على العاصمة الأوكرانية كييف.
وذكر بيان لوزارة الدفاع الروسية أن المقاتلة سوخوي-34 -قاذفة مقاتلة أسرع من الصوت متوسطة المدى- تحطمت إثر عطل طرأ على أحد المحركات تسبّب في اشتعاله أثناء الإقلاع، وأن طاقم المقاتلة تمكن من القفز بالمظلات قبل سقوطها.
وقال حاكم المنطقة كوندراتييف -على تليغرام- إن الحريق اندلع في مبنى سكني من 9 طوابق، وإن النيران "ابتلعت مجموعة طوابق مرة واحدة، ولحقت أضرار بـ17 شقة".
وأظهرت لقطات مصورة كرة كبيرة من النار تندلع من داخل المبنى المتعدد الطوابق.
وتقع مدينة ييسك على بحر آزوف قبالة مدينة ماريوبول الأوكرانية التي دمرها القصف وحصار طويل في الأشهر الأولى من الهجوم الروسي.
وبالتوازي مع ذلك، دوت صافرات الإنذار مجددا في العاصمة الأوكرانية كييف، حسب مراسل الجزيرة.
وقد تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الاثنين، لقصف مكثف بطائرات مسيّرة، استهدف مواقع عدة، منها مبنى شركة الكهرباء الذي كان خاليا من الموظفين.
وقالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن طائرات مسيرة إيرانية الصنع هاجمت مدنا عدة، بينما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 26 طائرة مسيرة في مناطق مختلفة.
وأظهرت صور استهداف قوات أوكرانية طائرة مسيرة روسية تحلق في سماء العاصمة كييف، قبل أن تسقطها، كما أظهرت صور أخرى عددا من الانفجارات التي استهدفت كييف اليوم، وحالة الفزع في شوارع المدينة، فضلا عن مشاهد الدمار الذي لحق بعدد من المباني في العاصمة، ومحاولات قوات الدفاع المدني إخماد الحرائق.
وعقب القصف، أعلن عمدة كييف انتشال 3 جثث من مبنى سكني، في حين دعت الرئاسة الأوكرانية الغرب إلى تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي في أقرب وقت ممكن.
المسيّرات الإيرانية
وقال ميخايلو بودولياكم، مستشار الرئيس الأوكراني، إن إيران مسؤولة عما وصفها بجرائم قتل أوكرانيين، بعد أن هاجمت روسيا مدنا أوكرانية.
وأبلغت أوكرانيا عن سلسلة من الهجمات الروسية باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد 136" في الأسابيع القليلة الماضية.
من جهته، قال مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد يسعى للحصول على أدلة دامغة على أي تورط إيراني في حرب روسيا على أوكرانيا.
في المقابل، تنفي إيران تزويد روسيا بتلك الطائرات، بينما لم يعلق الكرملين على الأمر.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن بلاده ليست طرفا في حرب أوكرانيا، ولم ترسل الأسلحة إلى طرفي الحرب، مؤكدا أن طهران عملت على تسوية الأزمة الأوكرانية عبر الحلول الدبلوماسية.
تبادل سجناء
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تسليم الجانب الأوكراني 108 نساء مجندات في القوات المسلحة، في حين كتب المستشار في الرئاسة الأوكرانية أندريه إيرماك على تليغرام "حصل اليوم تبادل جديد واسع النطاق لأسرى حرب".
وأضاف أنها "عملية تبادل مؤثرة ومميزة فعلا.. لقد حررنا 108 نساء من الأسر".
إمدادات الطاقة لمحطة زاباروجيا
وفي تطور آخر، قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنرغواتوم" إن "محطة زاباروجيا للطاقة النووية، التي تحتلها روسيا في جنوب البلاد، تعمل بمولدات ديزل طارئة اليوم الاثنين بعد أن قطع القصف الروسي إمدادات الطاقة الخارجية عنها".
وأضافت الشركة الحكومية أن المولدات الاحتياطية بدأت العمل بعد أن تضررت قبل الفجر المحطة الفرعية الوحيدة التي تزود زاباروجيا بالكهرباء من الشبكة الأوكرانية.
وعلى الرغم من أن مفاعلات المحطة الستة مغلقة منذ أسابيع، فإنها بحاجة إلى تزويدها باستمرار بالكهرباء للحفاظ على الوقود النووي بالداخل باردا ولمنع الانصهار.
وتعدّ زاباروجيا واحدة من 4 مناطق أوكرانية أعلنت روسيا ضمّها، لكنها تسيطر على أجزاء منها فقط.
تحذير روسي لإسرائيل
من ناحية أخرى، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن اعتزام إسرائيل إمداد كييف بالسلاح خطوة متسرعة وغير مدروسة، من شأنها أن تؤدي إلى تدمير علاقاتها مع روسيا.
وقال ميدفيديف -الذي شغل في الماضي منصبي الرئيس ورئيس الوزراء- في بيان على تليغرام إن "إسرائيل تستعد، على ما يبدو، لتزويد نظام كييف بالأسلحة. إنها خطوة متهورة جدا؛ ستدمر جميع العلاقات الثنائية بين بلدينا".
وأرسلت إسرائيل مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا تشمل خوذا، لكنها امتنعت عن إرسال أسلحة، حسب مصادر صحفية.
وقالت ناطقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الذي يتولى أيضا حقيبة الشؤون الخارجية، لـ"فرانس برس"، إن مكتبه لن يعلق على تصريحات ميدفيديف.
مناورات بين روسيا وروسيا البيضاء
من جهة أخرى، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع في روسيا البيضاء قولها إنها ستُجري مناورات بالذخيرة الحية وعمليات إطلاق صواريخ موجهة مضادة للطائرات مع القوات الروسية.
ونقلت إنترفاكس عن مسؤول دفاعي في مينسك قوله "من المزمع نشر وحدات عسكرية من التشكيلات في 4 مناطق تدريب في جمهورية روسيا البيضاء في الجزء الشرقي والأوسط من البلاد، ستبدأ (الوحدات) بعد ذلك في إجراء أنشطة تدريب قتالية".
وقالت وزارة الدفاع في روسيا البيضاء الأسبوع الماضي إن قوات روسية ستنتشر في البلاد لتشكيل "تجمع إقليمي" جديد، وسط مزاعم مينسك عن استعدادات أوكرانية لمهاجمة أراضيها. ولم تقدم روسيا البيضاء أدلة على ذلك.
وروسيا البيضاء حليف وثيق لروسيا؛ فقد قدمت دعما لوجستيا وسياسيا للحرب الروسية في أوكرانيا.
(الجزيرة نت)