وقعت الفصائل الفلسطينية، مساء الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وثيقة "إعلان الجزائر" للمصالحة، في ختام أعمال مؤتمر "لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، وذلك خلال حفل في العاصمة الجزائر بمشاركة الرئيس عبد المجيد تبون، الذي وصف فيه هذه اللحظة بـ"التاريخية".
وقرأ السفير الفلسطيني لدى الجزائر فايز أبو عيطة، قبيل التوقيع، نص "إعلان الجزائر"، المكون من 9 بنود، وذلك بعد أن تقدم بالشكر للجهود الجزائرية التي أفضت إلى "إعلان الجزائر" الذي ينهي الانقسام الفلسطيني ويحقق المصالحة الوطنية، حسب قوله.
بدوره شكر رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، كل "المسؤولين الفلسطينيين الذين لبوا رغبة الشعب الفلسطيني بالضفة وغزة والقدس والشتات".
أضاف تبون في كلمة مقتضبة: "أتمنى عن قريبٍ أن نرى قيام دولة فلسطين المستقلة كاملة الأركان في حدود عام 67 وعاصمتها القدس".
ونوه تبون إلى أنه "منذ أربعين سنة وفي القاعة نفسها وتحت السقف نفسه، أعلن من طرف ياسر عرفات قيام دولة فلسطينية، والتي مضت بنكسات ومشاكل ومؤامرات، واليوم هو يوم تاريخي، ورجعت المياه إلى مجاريها".
وانطلق في الجزائر، الثلاثاء، اجتماع الحوار الفلسطيني الشامل للمصالحة، بمشاركة 14 فصيلاً.
نشرت وكالة الأناضول في وقت سابق من الخميس، بشكل حصري، نص "إعلان الجزائر" للمصالحة، وهو نفسه الذي قرأه السفير "أبو عيطة".
ينص الإعلان على:
1- تأكيد أهمية الوحدة الوطنية كأساس للصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني، واعتماد لغة الحوار والتشاور لحل الخلافات على الساحة الفلسطينية، بهدف انضمام الكل الوطني إلى منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
2- تكريس مبدأ الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك عن طريق الانتخابات، وبما يسمح بمشاركة واسعة في الاستحقاقات الوطنية القادمة في الوطن والشتات.
3- اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية عبر إنهاء الانقسام.
4- تعزيز وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجميع مكوناته ولا بديل عنه.
5- يتم انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حيث ما أمكن، بنظام التمثيل النسبي الكامل وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة بمشاركة جميع القوى الفلسطينية خلال مدةٍ أقصاها عام واحد من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان.
وتعرب الجزائر عن استعدادها لاحتضان انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الجديد، وهو ما لقي شكر وتقدير جميع الفصائل المشاركة في المؤتمر.
6- الإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وفق القوانين المعتمدة، في مدة أقصاها عام من تاريخ التوقيع.
7- توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية وتجنيد الطاقات والموارد المتاحة الضرورية لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار ودعم البنية التحتية والاجتماعية للشعب الفلسطيني بما يدعم صموده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
8- تفعيل آلية للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، ومتابعة إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الوطنية.
9- يتولى فريق عمل جزائري عربي الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق بالتعاون مع الجانب الفلسطيني وتدير الجزائر عمل الفريق.
– يوجه المجتمعون التحية لجماهير الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وغزة الصامدة والداخل والشتات المنتفض ضد الاحتلال ونظام الاضطهاد والتمييز العنصري، ويعاهدون على تحقيق الوحدة الوطنية والالتفاف حول برنامج وطني كفاحي جامع لكل مكونات الشعب الفلسطيني، ويحيون التضحيات العظيمة للشهداء والنضال البطولي للأسرى والأسيرات في السجون الاحتلال.
– تؤكد القوى التزامها بتطوير المقاومة الشعبية وتوسيعها وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بأشكالها كافة.
– يتقدم المشاركون في مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بالشكر والتقدير للسيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية، على رعايته ومبادرته للمؤتمر ووصوله إلى النتائج التي تمخضت بإعلان الجزائر.
– يدعو المشاركون الأشقاء في الجزائر لمواصلة الجهود مع الأشقاء العرب لمتابعة تنفيذ إعلان الجزائر الذي توافقت عليه القوى السياسية الفلسطينية.
ومنذ صيف 2007، تعاني الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي وجغرافي، حيث تسيطر حركة "حماس" على قطاع غزة، في حين تدار الضفة الغربية من جانب حكومة شكلتها حركة "فتح" بزعامة الرئيس محمود عباس.
(الأناضول)