توعدت الداخلية الإيرانية، الأحد، من سيعتقلون من الآن فصاعداً في ما وصفته بأنه "أحداث الشغب" بعدم الإفراج عنهم حتى محاكمتهم، فضلاً عن تهديد الجيش الإيراني بأنه سيواجه "أي تدخل واعتداء أجنبي" على البلاد، في وقت تبدو فيه الشوارع الإيرانية هادئة حتى الآن من دون تجمعات احتجاجية، بعد احتجاجات، أمس السبت، في طهران ومدن أخرى.
وانتشرت اليوم الأحد، فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي، قيل إنها عن تجمعات طلابية في جامعات "أمير كبير" و"الزهراء" و"العلامة طبطبائي"، فضلاً عن مقاطع مصورة عن إطلاق طالبات مدارس في بعض المدن، هتافات بعد انتهاء الدوام المدرسي، اليوم، منها في مدينة مشهد شرقي البلاد، كما انتشر مساء اليوم، مقطع مصور عن تجمع في نقطة جنوب غربي طهران.
في الأثناء، حذرت الداخلية الإيرانية، من المشاركة في الاحتجاجات، وتوعد نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية والشرطية، مجيد مير أحمدي، من سيعتقلون فيما وصفه بـ"أعمال الشغب" بأنه "لن يتم الإفراج عنهم حتى تتم محاكمتهم"، مضيفاً أن محاكمة هؤلاء ستنعقد سريعاً و"ستصدر أحكام حازمة ورادعة للغاية" بحقهم.
وأضاف مير أحمدي، أن بلاده "عاشت أمنا وهدوءا كاملاً أمس السبت ما عدا طهران وسنندج"، قائلاً إن المدينتين "شهدتا اضطرابات جزئية".
أمل المسؤول الإيراني أن "تنتهي القضايا الأخيرة قريباً"، في الإشارة إلى الاحتجاجات، متوعداً بـ"التصدي لبقايا المشاغبين لإنهاء الاضطرابات القليلة المتبقية"، وفق وكالة "فارس" الإيرانية.
من جهته، أكد القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، أن القوات المسلحة الإيرانية "لن تسمح لأي أجنبي بالتدخل والاعتداء" على إيران، مضيفاً أنها في الخطوط الأمامية "للدفاع عن أمن البلاد ومواجهة التهديدات".
وفي إشارة غير مباشرة إلى الاحتجاجات الأخيرة في إيران على وفاة الشابة مهسا أميني في السادس عشر من الشهر الماضي بعد إيقافها من قبل شرطة الآداب في طهران، اتهم قائد الجيش الإيراني، الولايات المتحدة وإسرائيل بالتدخل فيها، قائلاً إن "كل هذه الأعمال الشريرة ستضاف إلى السجل الأسود لأميركا المجرمة والكيان الصهيوني القاتل للأطفال وسيأتي يوماً نحاسبهم مرة واحدة على أفعالهم"، وفق ما أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
وفيما شهدت مدارس إيرانية، خلال الأيام الماضية، تجمعات احتجاجية، وسط هتافات وخلع طالبات مناديل الرأس، أكد نائب وزير التعليم والتربية الإيراني لشؤون التعليم الثانوي، اليوم الأحد، أن "البعض كان بصدد زعزعة الفضاء التعليمي في المدارس واستغلوا مشاعر الأحداث وفضول التلاميذ"، نافياً طرد "أي تلميذ" إيراني لمشاركته في الاحتجاجات.
وأضاف أن "أمن المدارس خط أحمر"، مؤكداً أنه "تم إفشال خطة جر أحداث الشغب إلى المدارس".
في الأثناء، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في مقابلة صحافية نُشرت اليوم الأحد، إن بلادها ستعمل على ضمان تجميد الاتحاد الأوروبي أصول المسؤولين عن حملة قمع عنيفة ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران وحظر دخولهم إلى دول التكتل.
وكان مصدر بوزارة الخارجية الألمانية قد قال، الأسبوع الماضي، إن ألمانيا وفرنسا والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا وجمهورية التشيك قدمت 16 اقتراحاً لفرض عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب قمعها للاحتجاجات التي أشعلت شرارتها وفاة شابة في أثناء احتجاز الشرطة لها.
ودخلت أمس السبت، الاحتجاجات في إيران أسبوعها الرابع، وشهدت عدة مدن تجمعات متعددة، من بينها طهران في عدة نقاط، فضلاً عن إضراب المحال التجارية في العاصمة ومدن كردية غربي إيران.
وقتل خلال احتجاجات مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، سائق سيارة برصاص، ونفت الشرطة الإيرانية مسؤوليتها عن الحادث، متهمة "عناصر معادية للثورة" بالوقوف وراء ذلك، فضلاً عن مقتل مواطن آخر في مدينة سنندج، برصاص قوات الأمن، حسبما ورد على شبكات التواصل. كذلك أوردت وكالات أنباء إيرانية رسمية، أن عنصرين في الباسيج والحرس الثوري الإيراني، قتلا أمس السبت، خلال احتجاجات طهران وسنندج.
(العربي الجديد)
أخبار ذات صلة
الأحد, 09 أكتوبر, 2022
اختراق التلفزيون الرسمي الإيراني وبث صور وشعارات مناهضة للسلطات والمرشد "خامنئي"
السبت, 08 أكتوبر, 2022
الموت للديكتاتور.. إضراب واشتباكات في إيران مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الرابع