قال الرئيس الروسي بوتين اليوم الاربعاء إن محاولات الدول الأوروبية تحديد سقف لأسعار الغاز الروسي غباء، ومن شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. في حين اتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الغربية بـ"اتباع سياسة تقوم على استفزاز" روسيا.
وأضاف بوتين خلال مشاركته في منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك (أقصى الشرق الروسي)، أن الدول الأوروبية إذا كانت تريد التخلي عن مزايا الغاز الروسي فذلك شأنها، لأن دولا كثيرة في العالم بحاجة لشرائه.
وقال الرئيس الروسي إن بلاده لن تواجه مشاكل في بيع مواردها من الطاقة في مختلف أنحاء العالم، على الرغم من العقوبات الغربية التي تهدف لحرمان الكرملين من عائدات الطاقة الحيوية.
وحمّل بوتين الحكومات الأوروبية المسؤولية عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دول القارة، قائلا إن من أسباب تراجع الإنتاج وتقليص الوظائف في أوروبا هو قطع العلاقات التجارية مع روسيا.
وأعرب الرئيس الروسي عن استعداد بلاده لتشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا بدءا من الغد، إذا سمح الاتحاد الأوروبي بذلك وأعاد توربينات الضخ إلى موسكو.
الغرب لم يكن نزيها
من جهة أخرى شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الغرب لم يكن نزيها بما فيه الكفاية فيما يتعلق بصفقة شحن الحبوب من أوكرانيا كون معظم الشحنات لم تتوجه إلى الدول الأشد فقرا كما تم إعلانه.
وقال: "وفقا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يتضمن مساعدة البلدان المحتاجة، تم تحميل سفينتين فقط من أصل 87، حيث تم تصدير 60000 طن فقط من المواد الغذائية (من أوكرانيا إلى الدول المحتاجة) من أصل 2 مليون طن. وهذا يمثل 3% فقط".
وأعرب عن رأي مفاده بأنه من الضروري وضع قيود محددة على تصدير الحبوب من أوكرانيا، حيث يتم شحن معظم الحبوب إلى الاتحاد الأوروبي وليس إلى البلدان النامية كما تم إعلانه، وقال إن الدول الأشد فقرا تفقد إمكانية الحصول على المواد الغذائية الأساسية بسبب شرائها من قبل الدول المتقدمة.
وأشار بوتين إلى أنه سيبحث مسألة الحد من تصدير الحبوب من أوكرانيا إلى أوروبا، وقال إنه سيناقش هذه المسألة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفيما يتعلق بصادرات المواد الغذائية والأسمدة من روسيا، قال إن "الوضع معقد إلى حد ما، إذ لا توجد عقوبات مباشرة ولكن في الواقع هناك قيود فعلى سبيل المثال هناك قيود على استئجار السفن والحوالات البنكية".
وأضاف الرئيس الروسي أن وجود هذه القيود يؤثر على السوق العالمية ويساهم في رفع الأسعار، على الرغم من أن الوضع بدأ يتغير نحو الأفضل. وأشار إلى أن 345 مليون شخص يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي في العالم، وهو عدد أعلى بنحو 2.5 مرة من المستوى الذي كان في العام 2019.
الغرب يستفز روسيا
واتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -خلال زيارة إلى بلغراد اليوم الأربعاء- الدول الغربية بـ"اتباع سياسة تقوم على استفزاز" روسيا.
وردا على سؤال بشأن أزمة الطاقة في أوروبا، قال أردوغان في مؤتمر صحفي مع نظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش، "يمكنني أن أقول علنا إنني لا أجد أن السلوك الحالي للغرب صحيح. إن الغرب يتّبع سياسية تقوم على استفزاز" روسيا.
وأضاف "طالما تحاولون شنّ مثل هذه الحرب الاستفزازية، فلن تتمكنوا من الحصول على النتائج المنشودة". وتابع "نحن، كدولة تركيا، حافظنا على سياسية التوازن بين روسيا وأوكرانيا.. وسنواصل اتباع سياسة التوازن هذه".
وفي حين أن أنقرة تزود كييف بمسيَّرات عسكرية، فإنها رفضت الانضمام إلى الدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا على خلفية حربها في أوكرانيا.
وعبّر أردوغان عن اعتقاده بأن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا لن تنتهي في وقت قريب. وأضاف "لا يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية ستنتهي في وقت قريب، وأقول للمستخفين بروسيا أنتم مخطئون فهي ليست دولة يستهان بها".
وأضاف الرئيس التركي أن السياسة التي يتبعها الغرب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية قائمة على الاستفزاز. وعلّق على الدعم الغربي العسكري لكييف، قائلا "يقال إن أسلحة تُرسل (إلى أوكرانيا).. إنهم يرسلون خردة".
وجاءت تصريحات أردوغان بعدما اقترح الاتحاد الأوروبي وضع سقف لسعر الغاز الروسي. وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -في وقت سابق- بوقف جميع الإمدادات إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي مثل هذه الخطوة، مما يزيد من احتمال حدوث نقص في الإمدادات في بعض أغنى دول العالم هذا الشتاء.
وسبق أن أرجع الرئيس التركي -الثلاثاء- أزمة الطاقة في أوروبا إلى العقوبات المفروضة على روسيا، مكررا حجة الكرملين. وأكد أردوغان من أنقرة أن "أوروبا تحصد ما زرعته. موقف أوروبا حيال بوتين، وعقوباتها، دفعته -سواء برغبته أم لا- للقول: إذا قمتم بذلك، فسأقوم (من جهتي) بذاك".
المصدر: وكالات + RT