أثنى الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الثلاثاء، على الموقف "المسؤول" لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، داعيا إلى إطلاق حوار وطني، ومشيرا إلى أن الانتخابات المبكرة قد تفتح طريق الخروج من الأزمة.
وفي كلمة بثها التلفزيون الرسمي، قال الرئيس العراقي إنه لا يمكن تفادي الأزمة عندما تشتد عبر إلقاء الخطابات، واصفا موقف الصدر -بدعوته أنصاره لوقف الاعتصام- بأنه موقف مسؤول وشجاع وينبغي استثماره للخروج من الأزمة.
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من توجيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أنصاره بالانسحاب من مبنى البرلمان خلال ساعة واحدة فقط، منهياً اعتصاماتهم التي امتدّت لشهر كامل داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، معتبراً أنها خرجت عن سلميتها، فيما توقف إطلاق النار داخل المنطقة الخضراء وبدأ أنصار التيار بالانسحاب منها.
وأضاف صالح "نحن بحاجة إلى إصلاحات جدية تعالج مكامن الخلل البنيوي في منظومة الحكم".
ورأى الرئيس العراقي أنه ينبغي الإقرار بأن المنظومة السياسية والمؤسسات الدستورية عجزت عن تفادي ما حصل، وأن أحداث العنف تدل على وجود أزمة مستحكمة مرتبطة بمنظومة الحكم وعجزها، حسب تعبيره.
واعتبر صالح أن انتهاء أزمة اليوم لا يعني انتهاء الأزمة السياسية المستحكمة، داعيا الجميع إلى الترفع عن الخلافات وتقديم المصلحة العليا للوطن.
وفي سياق البحث عن حلول، قال صالح إن الانتخابات المبكرة قد تحل التوترات السياسية وتفتح طريقا للخروج من الأزمة، مشيرا إلى أن الانتخابات الأخيرة لم تحقق ما يطلبه المواطن وواجهت كثيرا من المشاكل والتحديات.
وأضاف "ندعم دعوة رئيس الوزراء للحوار الوطني وندعو الإطار التنسيقي للتواصل مع جماعة مقتدى الصدر".
كما شدد صالح على ضرورة إطلاق حوار جاد بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، بشكل يهتم بمصالح جميع المواطنين.
وتابع القول "لا يمكن القبول بأن يكون البلد ساحة صراع للآخرين أو للعدوان على أي طرف".
واختتم صالح خطابه بأن العراق ينتظر الكثير، وأن العراقيين يستحقون الأفضل ولن يقبلوا بغير إصلاح الوضع.
وقبل ساعات، قال الرئيس صالح، خلال اتصال بملك الأردن عبد الله الثاني، إن الجهود قائمة لدعم مسارات الحوار بين القوى السياسية في البلاد "وصولا إلى حلول تضمن سلامة العراق والعراقيين".
وتأتي تصريحات الرئيس العراقي بعد انسحاب أنصار التيار الصدري من المنطقة الخضراء في بغداد اليوم الثلاثاء، استجابة لكلمة ألقاها الصدر، طالب فيها المعتصمين بإلغاء الاعتصام والانسحاب من أمام البرلمان.
كما قرر الإطار التنسيقي إنهاء اعتصام أنصاره بعد ليلة دامية قضى فيها 30 شخصا جراء اشتباكات مسلحة.
وعقب كلمة الصدر، رحب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بدعوة زعيم التيار الصدري إلى وقف العنف، وقال إن هذه الدعوة تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي، على حد تعبيره.
(وكالات)